
قال الكاتب الأردني عبد الهادي المجالي: إنّ جماعة الإخوان في الأردن قوة في التنظيم وضعف في التفكير، وهذه المقولة لا تقع في إطار الإساءة أو التجريح بل تقع في إطار وصف الحال.
وأضاف المجالي في مقالة نشرها عبر صحيفة (الرأي) اليومية أنّ أولى غزوات الإخوان المسلمين في الأردن بعد فوزهم بالانتخابات كانت متعلقة بالمناهج، وبالمطربة سميرة توفيق، ومتعلقة بعرض سيارات (خردة) لنوابهم في البرلمان.
وتابع المجالي: "حين أقول قوة في التنظيم وضعف في التفكير فأنا أعي جيداً ما أقوله، في تونس مثلاً الإخوان كانوا قوة تفكير أكبر من قوة تنظيم، لقد أنتجوا مُنظّراً عالمياً لهم وهو راشد الغنوشي، الذي ترك خلفه (26) مؤلفاً، وفي السودان أنتجوا حسن الترابي، وهو من أهم المفكرين العرب والمسلمين، وإذا نظرنا إلى خيرت الشاطر في مصر فسنكتشف أنّه كان عقل الجماعة ومُنظّرها، هو من كتب في (الغارديان) مقاله المشهور: "لا تخافوا منا"، وحاول تقديم الإخوان بصورة مختلفة عن الانطباع الذي تشكّل في عقول الغرب
المجالي: أولى غزوات الإخوان المسلمين في الأردن كانت متعلقة بالمناهج، وبالمطربة سميرة توفيق، ومتعلقة بعرض سيارات (خردة) لنوابهم في البرلمان.
وذكر الكاتب الأردني أنّ الإخوان في الأردن، منذ تأسيسهم إلى الآن، لم يستطيعوا أن يُقدموا مُنظّراً عربياً، ولم يستطيعوا أن ينتجوا شخصاً ملهماً للحركة، ولم ينتجوا قائداً جماهيرياً، لكنّهم أنتجوا قوة في التنظيم فقط، وأنتجوا صور السيارات (الخردة) التي يمتلكها نوابهم، في محاولات لاستدرار العطف الشعبي وإنتاج الزهد، وهاجموا سميرة توفيق.
وأكد المجالي أنّ الإخوان في الأردن لم يُقدموا إلى الآن رأياً في الهوية الأردنية، ولم يقدموا نظرية وموقفاً واضحاً حول المجتمع، وحول القضية الفلسطينية، وحول الدولة المدنية، فهم يحاولون ممارسة السياسة، ولكنّ السياسة علم قائم بذاته، ولا تعتبر تحشيداً أو مسيرة، والأخطر من كل ذلك أنّهم يقفزون عن المشهد الوطني، عن المناسبة المحلية.
(إخوان) الزمن الحالي يعتقدون أنّ عرض سياراتهم (الخردة) ووضع نمرة المجلس عليها، كفيل بتضخيم الشعبية والقبول الاجتماعي لهم، فهم الآن بحاجة إلى مؤتمر عام، مؤتمر يشارك فيه الكل، بحاجة إلى مراجعات مهمّة في مسارات الحركة، وطريقة عملها، هم بحاجة لإنتاج قوة التفكير لا الاعتماد على قوة التنظيم.
ولفت المجالي إلى أنّ أخطر ما يمارس ضد الإخوان الآن هو الإنكار، البعض يحاول إنكار حضورهم كحالة اجتماعية ثقافية في المشهد الأردني، وعلى الإخوان أن يدركوا أنّهم من تعبيرات المجتمع الحقيقية، ولكنّهم للأسف يفتقرون لفكرة (المُنظّر) في الحركة، ويفتقرون لفكرة المرجعية، ويفتقرون أيضاً للمشروع الوطني، ولا يمتلكون إجابات في الهوية، هذه الأشياء كلها مجتمعة قد ترسخ فكرة إنكارهم في المجتمع واعتبارهم حالة طارئة نشأت بفعل المناكفة ليس إلّا، وهذا الرأي مطروق بقوة في الشارع، فالبعض يفسر نجاحهم بأنّ الساحة كانت فارغة، وأنّ البديل لم يكن مقنعاً.