قيادي منشقّ عن "النهضة" لـ "حفريات": الغنوشي خائن وللحركة عناصر في الجيش والأمن

قيادي منشقّ عن "النهضة" لـ "حفريات": الغنوشي خائن وللحركة عناصر في الجيش والأمن


08/08/2021

أجرت الحوار: حنان جابلي

أكّد محمد الحبيب الأسود، القيادي السابق في حركة النّهضة الإسلامية بتونس (الاتجاه الإسلامي سابقاً)، أنّ راشد الغنوشي يساوي حركة النهضة، والنهضة تساوي راشد الغنوشي، والحديث على انتهاء أحدهما يعني بالضرورة انتهاء الآخر، وأنّ أبناء الحركة الذين يطالبونه بالاستقالة من زعامة الحركة يعلمون هذا.

ويضيف الأسود، في حواره مع "حفريات"؛ أنّ الجناح السرّي لحركة النهضة وقع إقراره في المؤتمر الانتخابي للحركة سنة 1984، وبقي سرّاً، وهذه مسألة ثابتة، أنّ الحركة لديها عناصر في الجيش والأمن، وكانت هناك خطة كاملة لأسلمة مؤسسة الأمن، أي جعلها إخوانية، ما يعني أن تصبح ملك الحركة الخاص.

ويقول الأسود إنّ مشكلاته بدأت مع الحركة منذ أن اختلف مع فكر الجماعة والإخوان، وكتب أنّ طبيعة عمل التونسيين ليست كالإخوان والجماعة، وأنّه لا بدّ من أن تكون النهضة بعيدة عن إخوان بمصر، لذلك طلب الغنوشي أخذ الحذر مني.

ومحمد الحبيب الأسود؛ هو أحد مؤسسي الاتجاه الإسلامي (حركة النهضة حالياً)، انشق عن الحركة، وتحدّث كثيراً عن مشروع الحركة الإخواني، عن طموحات الغنوشي التي تراوده والشبيهة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

هنا نصّ الحوار:

في البداية؛ ما هو تقييمك للقرارات التي أعلنها قيس سعيّد في 25 تموز (يوليو) 2021؟

قرارات الرئيس التونسي منصوص عليها في الدستور ومطلوب أخذها بكلّ جدية، لأنّ هذه القرارات واجبة حين يكون البلد مقبلاً على خطر داهم، وهو ما عاشته تونس منذ عام 2011 بعودة حركة النّهضة وزعيمها راشد الغنوشي إلى تونس، لذلك أصبحت هذه القرارات واجبة وحتمية.

كما أعتقد أنّ هذه القرارات لو لم يتخذها سعيّد، لكان سيفرضها أيّ شخص آخر يمسك السلطة أو لكان اتخذها الشعب التونسي نفسه، لإيقاف هذا النزيف بتجميد نشاط النهضة ومؤسساتها التي تنخر جسد الدولة والشعب التونسي، هؤلاء الذين تحايلوا على الديمقراطية واتخذوا الدولة مغنماً. 

يعني ذلك أنّك ترى أنّ ما وصلت إليه البلاد إلى غاية 25 تموز (يوليو) 2021، تتحمل مسؤوليته حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي؟

نعم هذا أكيد، لأنّ حركة النهضة منذ 2011 تترأس وتقود وتحدد سياسات الحكومات المتعاقبة، حتى وإن كان رئيس الحكومة ليس من تنظيم الحركة، فإنّ النهضة هي من تقود وتحدد سياسية الحكم وبشروطها في التفاوض والمحاصصة الحزبية، وهي التي تضغط بكل الوسائل على كل شركائها حتى تفرض سياستها.

النهضة تقود السياسات، هذا مما لاشك فيه، وإن تعللوا بأنّهم لم يحكموا الدولة فهذا كلام غير صحيح، ورسالتي لهم: "أنتم الحاكمون الفاعلون وأنتم الذين تغولتم في مفاصل الدولة وحتى إن كان رئيس الحكومة ليس من صلب التنظيم فأنتم من تتحكمون به وهو فقط صورة من الصور التي تطبق خياراتكم السياسية، هذا إن كان لديكم خيارات سياسية أصلاً، لأنّكم فقط لديكم عقلية الغنيمة".

طيب، هناك مطالب للغنوشي بالانسحاب من زعامة الحركة على خلفية هذه القرارات، برأيك وأنت تعرف الغنوشي جيداً وكنت تنشط معه بالاتجاه الإسلامي، هل تعتقد أنّه سيستجيب لهذه المطالب؟

راشد الغنوشي يساوي حركة النهضة، والنهضة تساوي راشد الغنوشي، والحديث عن انتهاء أحدهما يعني بالضرورة انتهاء الآخر، فراشد الغنوشي جعل منه مستخدموه في الخارج الشخصية الوحيدة التي تحمل هوية الحركة، والتي تملك المال، وولاء الناس له ليس للبعد العقائدي أو المشيخي أو من هذا القبيل، فالغنوشي له سلطة مالية فقط على أبناء هذه الحركة، وقيادات الحركة على دراية بذلك، هم يعلمون جيّداً أنّه إذا انتهى الغنوشي فإنّ الحركة ستنتهي معه.

راشد الغنوشي له سلطة مالية فقط على أبناء حركة النهضة، وقيادات الحركة على دراية بذلك، هم يعلمون جيّداً أنّه إذا انتهى الغنوشي فإنّ الحركة ستنتهي معه

وكما هناك شقّ يطالب باستقالته، هناك أيضاً بالبيت الداخلي للحركة شقّ كبير يرفض استقالته؛ بسبب ارتباطاته وسلطته المالية بمصالحهم ارتباطاً عضوياً.

فالغنوشي يمثل وجود النهضة، وإن انتهى أو غاب عن دور القيادة فالنهضة ستعرف المصير نفسه. 

هل يعني هذا أنّ حركة النهضة لن تستطيع النجاح دون قيادة الغنوشي لها؟

النهضة لم تنجح، ولم تعرف أيّ نجاح مع الغنوشي، ومجلس الشورى، في حدّ ذاته، مواقفه غير ملزمة في قانون الحركة، فالثلث ينتخبه الغنوشي وثلثه المتبقي تحت إمرته، إذاً مجلس الشورى هو صوري ولا يملك أيّة سلطة أو فعل إيجابي في قرارات الحركة، وراشد الغنوشي هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.

ما هي الرسائل التي يودّ الشقّ المعارض للغنوشي تبليغه بها بتنحيته عن القيادة؟

من سيدفع الثمن هم أبناء الحركة الذين قدموا استقالتهم، ما أؤكده أنّ ما يحدث الآن من مطالب استقالة، هو مجرد توزيع أدوار، لكنّ القرار في الأخير يبقى بيد الغنوشي، فهو من عطّل سير مؤسسات الحركة، مثل تعطيله المكتب التنفيذي أو مجلس الشورى.

 وفي الحقيقة، هذه القرارات أيضاً ليست من اختيار الغنوشي بمفرده، بل هناك قوى سياسية دولية خارجية، تدفعه لفعل ذلك، لتكون قراراته مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حوّل النظام البرلماني إلى نظام رئاسي. وأشير في هذا السياق إلى أنّ راشد الغنوشي لو تمّ انتخابه ووضع قدمه في قصر قرطاج قد يعطي صلاحيات طويلة وعريضة لرئيس الدولة، أي لنفسه، كما أنّ كلّ ما تفعله الحركة الآن هو التحايل على الشعب باسم الديمقراطية والشرعية.

هناك تسريبات تؤكد أنّ الغاضبين من راشد الغنوشي يجهزون لتأسيس حزب إسلامي آخر، هل تعتقد أنّ هذا ممكن؟

لا يمكنهم تأسيس حزب أو حركة أخرى، كلّ الذين غادروا حركة النهضة مروراً بمحمد جبالي، الذي شغل خطة رئيس حكومة سابقاً، وصولاً إلى باقي المستقيلين، لم يفكر فيهم أيّ شخص في تأسيس حزب، ولم يستطيعوا ذلك، الوحيد رياض الشعيبي، العضو السابق في المكتب التنفيذي لحركة النهضة وعضو مجلس شورتها، أسّس حزب البناء الوطني والذي انطفأ بمرور الوقت مثل الشمعة.

كلّ من يغادر حركة النهضة ينتهي أمره، الوحيد الذي تنتهي بمغادرته الحركة هو الغنوشي، فكلّ من يعتقد أنّ في الحركة رجال فكر لهم مرجعية فكرية وقادرين على الاستمرار في السياسة وتأسيس حزب فهو خاطئ.

هل ترى أنّ استقالة العديد من القيادات من حركة النهضة الرافضة لتولي الغنوشي ولاية أخرى جاءت متأخرة ؟

شخصياً لا أعطي اعتباراً لهذه التحركات؛ لأنّ الحركة كانت تشهد هذا التململ منذ المؤتمرات الأولى للحركة، ومنذ أن كان الغنوشي شاباً ويلقى رفضاً من أبناء الحركة، لكن في النهاية تكون كلمة الفصل بيد الغنوشي؛ فهو مدعوم من بعض القوى الدولية الخارجية التي تحدّد قيادات الحركة في تونس ومؤسساتها ومجلس شوراها ومكتبها التنفيذي، وكذلك أنصارها الذين يطالبون بالتعويضات وجبر الضرر عن سنوات الاستبداد، هذه القوى هي من صنعت صورة النهضة الحالية، وجعلت الغنوشي حاملاً  لصورتها وهويتها.

بما أنّك أحد مؤسسي حركة النهضة، الاتجاه الإسلامي سابقاً، لماذا غادرت صفوف التنظيم؟

لا يمكن أن أكون تابعاً لقطيع يطأطئ رأسه فقط ليقول نعم، ولا يمكن أن أطبّق أقوال الناس، ولا يمكن إلا أن أكون شيخاً لنفسي، أنا رئيس جمهورية نفسي.

 بدأت مشكلاتي منذ اختلفت مع فكر الجماعة والإخوان ومنذ كتبت أنّه في تونس طبيعة عملنا كتونسيين (يعيدها 3 مرات)، وليس كإخوان وجماعة، وأنّه لا بدّ من أن تكون علاقتنا بعيدة عن الإخوان المسلمين بمصر وباقي الدول الأخرى؛ لأنّ تعاملنا مع خصوصيتنا يكمن في نشر الجانب الدعوي والخيري وفي الكلمة الطيبة في البلاد، ولسنا أهل سياسة، لذلك طلب الغنوشي أخذ الحذر مني.

يراك البعض الصندوق الأسود للحركة، تحدثت كثيراً في مذكراتك عن خيانة الغنوشي للتنظيم زمن السرّية؛ ما حقيقة ذلك؟

في آذار (مارس) 1987، أوقفت مصالح أمن الدولة راشد الغنوشي، فتحرّك كلّ أبناء الحركة من أجل التنديد بإيقافه، وبما بلغنا "كذباً" أنّه يتعرّض للتعذيب والقتل والحرق وتقليع الأظافر، وقد ترأست أيامها لجنة لتحريك الشوارع تنديداً بالاعتقال، ليتمّ إيقافي في نيسان (أبريل)، وفي الأيام الأولى من تعذيبي، صادف أن لمحت الغنوشي خارجاً من أحد المكاتب وهو في هيئة سليمة، فبعثني ذلك على أن أسأل جلادي: لماذا لا تعاملونني كما تعاملون رئيس الحركة، فقال لي: "تعامل معنا أنت بما يجب، فسنعاملك نحن معاملة حضارية"، وقد علمت بعدها من الأخ عبد الله الزواري، رحمه الله، أنّ الغنوشي لم يدّخر شيئاً لحفظ الحركة وحفظ إخوانه في أكثر من 70 صفحة كتبها لأمن الدولة.

 ثم لما كبرت الإشاعات حول تعذيبه، استدعت مصالح أمن الدولة، ولأوّل مرة في تاريخها، زوجته وأبناءه وسمحت لهم بزيارته في مكتب قد هُيئ لإقامة الموقوفين في الطابق 2 من البناية الرمادية، وكنت أنا في الطابق 3، وكان ذلك في شهر رمضان، فجلبوا له مرطبات العيد، وعاينوا إقامته الجيّدة وأحواله السليمة من أيّ أذى.

فهو يفتي ويقول كلّ من يتم القبض عليه فليقل المعلومات التي يملك لينجو ببدنه، وأذكر أنّه حين تمّ القبض عليه قال للجلادين "ليست أهلاً للتعذيب اسألوني سأجيبكم"، فأعطوه مجموعة من الأوراق البيضاء وطلبوا منه كتابة كلّ ما يعرف.

أذكر أيضاً أنّ يوم زار راشد الغنوشي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في قصره، وقبّله على جبينه، وأعطاه الضمانات، باع له يومها إخوانه من الأجهزة الأمنية والعسكرية، وقال عنهم في تصريح، في تموز (يوليو) 1988: "الأمنيون والعسكريون لا يندرجون ضمن اهتماماتنا، ولا يلزمونا في شيء"، كما قال عن بن علي: "لقد نصر الله به الإسلام في تونس".

الجناح السرّي لحركة النهضة، وقع إقراره في المؤتمر الانتخابي للحركة في سليمان سنة 1984، وبقي سراً، وهذه مسألة ثابتة، أنّ الحركة لديها عناصر في الجيش والأمن

 ولما مكّنه من جواز سفر، غادر تونس آمناً وترك وراءه ما يفوق 450 سجيناً من قيادات الحركة وقواعدها، كرهائن مقابل خروجه من البلاد، وهم الذين تمّ اعتقال أغلبهم عند مدخل جامع صاحب الطابع بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهو اليوم بعد خيانته لتونس الوطن، وبعد أن فاحت رائحة غدره، يتهيّأ لبيع إخوانه من جديد.

 راشد الغنوشي مؤلَّف من متناقضات، وليس له على أبناء الحركة أيّة سلطة فكرية أو روحية أو مشيخيّة، وكلّ سلطته مالية، فهو الذي يملك أموال الدعم والتبرعات، وكذلك أموال البزنس في الحلال والحرام تحت عنوان: "المسلم الغني أفضل من المسلم الفقير"، و"الله يحبّ الأغنياء" يغدقها على من يشاء من مريديه، رواتب وحوافز وتعويضات، ويمنعها عمن يشاء.

الغنوشي لا شيء يقود مواقفه واختياراته إلا سلامته الشخصية، فهو موجود في كلّ مكان وُجدت فيه سلامته وسلامة ماله وأهله، ولا شأن له بإخوان سُجنوا وعُذبوا وجاعوا وشُرّدوا، بل إنّه حوّل هؤلاء الإخوان إلى قواعد عددية ينعتها بالعقول الصغيرة، ثم يستعملهم كقطيع للتحشيد وجمع الأموال، أو للحسم في المعارضين بالتشويه والإشاعات وفبركة الأكاذيب والنيل من الأعراض والتلبيس على المناضلين الشرفاء، لم يراودني الشكّ يوماً أنّ سبيل راشد الغنوشي غير سبيل الله.

تختلف المواقف حول شخصية الغنوشي، هناك من يراه رجل دين ومن يراه براغماتياً يعرف جيّداً ما يفعل، ومن يراه متلوّناً بحسب الظرف والمصلحة؛ كيف تراه أنت؟

راشد الغنوشي يتلوّن ريشه في مهبّ الريح، أعطيكم مثالاً حول ذلك في مؤتمر 1984 أحد القيادات، قال في كلمة إنّ القواعد غير واعية، أخذت الكلمة بعده وطلبت منه الاعتذار؛ لأنّ ذلك فيه سبّ وشتم لإخوته، فالغنوشي قال أمامي إنّ هذا الشخص لا يحسب كلمته، ومن ورائي يقول له إنّني جئت لكي أفسد المؤتمر.

خلاصة القول راشد الغنوشي ليس له موقف ثابت ودموعه تظهر فقط وقت الأزمات، وليست له قدرة على التنظيم وممارسة السياسة، ولو ذهب لإسرائيل سيصبح يهودياً ومعهم، يدافع عن اليهودية.

ولكن، ماذا بخصوص قرار النهضة فصل الدعوي عن السياسي؛ هل تعدّه علمنة أم مجرد تكتيك سياسي من حركة النهضة؟

ليس للحركة لا دين ولا دعوة، منذ 1981، حين خرجت حركة النهضة للعلن لم يعد لها أيّ وجود للعمل في المساجد، ولم يقوموا بأيّ إنجاز في الجانب الدعوي، فالنهضة موجودة كتنظيم للفكر الإخواني يتم استعمالها حينما يريد هذا التنظيم ذلك، وفصل الدعوي عن السياسي ليس له أيّ مجال من الصحة؛ ففي الجانب الدعوي مثلاً متى دعت حركة النهضة لعمل الخير، أو نشرت كتباً أو بحوثاً دنية في الغرض؟ النهضة حزب تستعمل شعارات دينية لتهييج الناس لأغراض سياسية.

في خضم تطوُّر تسييس الدين، أصبح الإسلام نفسه في موضع الاشتباه مما دفع  الغرب، إلى النظر إلى الإسلام باعتباره ديناً يتساهل مع العنف، وفي نظر البعض يُجسِّده، أي دور للأحزاب الإسلامية في رسم هذه الصورة السيئة، خصوصاً مع ارتفاع منسوب الإرهاب والعنف؟

هذه الصورة أخذها الغرب عن المسلمين، حين رفع الإخوان شعار "جئناكم بالذبح"، في حين يقول الرسول الأكرم جئناكم رحمة للعابدين، فهذه التنظيمات الإسلامية هي آلة دمار ذاتي لتدمير دولتنا واقتصادنا وقيمنا، وأعتقد أنّ الإسلام الصحيح هو الذي ينتشر في أوروبا بعيداً عن عقيدة العنف، في صورته الناصعة، وهو ما يجسده برنارد شو، حين يقول إنّ العالم اليوم في حاجة إلى رجل مثل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لحلّ مشكلاته وهو يرتشف فنجان قهوة.

برأيك.. ما سبب زيادة عدد التونسيين المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية، وأيّ دور للخطاب الديني في تغذية الإرهاب بعد الثورة؟

أغلب الذين ذهبوا للقتل كانوا من أجل الحصول على حفنة من الدولارات وليس لهم أيّة علاقة بالقرآن أو الإسلام، وهم من التنظيمات التي تحدثنا عنها، والتي ترفع شعارات وجئناكم بالذبح.

هؤلاء ليس لهم أية قناعات دينية، هم من ثقافة شعارات الذبح والقتل والحشاشين، لأنّه لا يوجد مسلم عاقل يحمل مثل هذا التفكير، فقد سبق أن استعملوا مثل هؤلاء المنحرفين الذين يستطيعون تقديم خدماتهم بحفنة من النقود.

هل للحركة جناح سرّي فعلاً، وهل صحيح أنّ هذا الجناح هو من نفذ عمليات الاغتيال السياسي ضدّ الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وبعض القادة الأمنيين؟

الجناح السرّي لحركة النهضة، وقع إقراره في المؤتمر الانتخابي للحركة في سليمان سنة 1984، وبقي سراً، وهذه مسألة ثابتة، أنّ الحركة لديها عناصر في الجيش والأمن، وكانت هناك خطة كاملة لأسلمة مؤسسة الأمن، أي جعلها إخوانية، يعني أن تصبح ملك الحركة الخاص، برغم أنّ التونسيين مسلمون بطبعهم، لكنّهم يرون أنّه لا بدّ من إقامة جامع ومكاتب للكتب القرآنية في كلّ ثكنة، حتى يصبحوا مضمونين أكثر كما قال الغنوشي.

ولا توجد تنظيمات ليست لها جهاز سرّي في العالم وهذه مسألة معلومة، فحركة النهضة لها جهازها السرّي كبقية التنظيمات الشيوعية في العالم، والمافيا تستعمله في الاغتيالات، وفي الكلمة الفصل في القضايا الأمنية، وحركة النهضة ولدت كتنظيم وليس كحزب سياسي ولها جهازها السرّي.

هناك من يعدّ أنّ الدور القطري والتركي ساهم في صناعة الإرهاب وتأزيم البلدان العربية، ما رأيك؟

قطر تخدم أجندة إسرائيلية، وقد كُتبت عدّة بحوث في ذلك، وقناة الجزيرة مشروع  من مشاريع الاستخبارات الإسرائيلية دشنه شيمون بيريز، عام 1996، لأنّه من إنجاز المخابرات الإسرائيلية، فإسرائيل لديها قوة استخبارتية كبيرة جداً للسيطرة على العالم العربي وباتفاق مع تركيا التي تعدّ حليفها الإستراتيجي.

محمد الأسود: لا يمكن أن أكون تابعاً للقطيع، ولا يمكن أن أطبّق أقوال الناس، ولا يمكن إلا أن أكون شيخاً لنفسي، أنا رئيس جمهورية نفسي

إذاً، حين تولد حركة كحركة النهضة في تونس لا بدّ من تدشينها حتى ولو كانت ثورية ولديها شعارات ضدّ إسرائيل أو مع فلسطين، لكن يجب تدشينها عبر المواقف التي تظهر في باطنها عداءها لإسرائيل، وهي في الحقيقة عكس ذلك، وهي في النهاية هي حليف إسرائيلي، وتركيا لم تفعل فقط ذلك مع حركة النهضة، وإنّما دشنت أيضاً حركة حماس وضغطت على حماس في وقت ما، أذكر أنّ هناك قيادياً بحماس اسمه صالح العروري، حين اكتشفت إسرائيل أنّه دخل إلى تركيا طلبت من أردوغان قتله، أو إخراجه، أو أنّها ستتولى قتله في تركيا، فقامت تركيا بإخراجه من أراضيها.

تركيا وأردوغان لم يقدموا يوماً قطعة خبز أو رصاصة واحدة لشعب الفلسطيني، هذا كلّه في إطار مشاريع المخابرات الإسرائيلية، وحركة النهضة أداة للمطبعين الأجانب كتركيا وقطر، وقطر هي محمية من محميات إسرائيل، وهذا ليس مجرد كلام يقال في الهواء بل هذا من اعترافاتهم التي لا ينكرها قادة قطر، وليس لتركيا وقطر أية علاقة بالإسلام والدين  وهم لا يؤمنون بقيم الإسلام و شعارات الإسلام.

كذلك النهضة لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالديمقراطية، لها علاقة بتنظيم الإخوان الذي يخدم مصالح قوى أجنبية، حتى تاريخياً لم يشارك الإخوان في الثورات، ولم يستطيعوا بناء دولة وطنية، هم يؤمنون فقط بالغنيمة ويؤمنون بأن تكون دولتهم جسر عبور لجماعتهم في نشر أفكارها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية