أعلنت السلطات النمساوية أمس عن وقوع "هجوم إرهابي" قرب كنيس يهودي في مدينة فيينا.
وقد شنّ أشخاص مسلحون بأسلحة أوتوماتيكية هجوماً مسلحاً في 6 مواقع وسط فيينا، وقتلوا 3 أشخاص، على الأقل، وأصابوا 15 آخرين، في حدث وصفته السلطات النمساوية بـ"الهجوم الإرهابي"، وفق شبكة "سي إن إن".
مسلحون يشنون بأسلحة أوتوماتيكية هجوما مسلحاً في 6 مواقع وسط فيينا، وقتلوا شخصاً واحداً على الأقل وأصابوا 15 آخرين
وحسب ما قالت السلطات المحلية، فإنّ المسلحين شنوا الهجوم في وقت ازدحام، باعتبار أنه يأتي قبل ساعات فقط من بدء تطبيق حظر تجوال شامل لمواجهة ارتفاع عدد إصابات فيروس كورونا، وكانوا يحملون سلاحاً وعتاداً وهم مستعدون جيداً للهجوم، ولفتت إلى أنّ أحد المهاجمين قُتل برصاص الشرطة وهرب مهاجم آخر، في حين تطلب الشرطة النمساوية من العامة البقاء في المنازل خلال عمليات البحث التي تجريها.
وعن هوية المنفذين للهجوم كشف رئيس تحرير صحيفة "فالتر" النمساوية عبر موقع "تويتر" أنّ أحد منفذي الهجوم الذي قُتل أمس مواطن نمساوي من أصل ألباني عمره 20 عاماً ووُلد ونشأ في فيينا.
وأضاف رئيس تحرير الصحيفة، وفق ما أوردت شبكة "روسيا اليوم"، أنّ: "منفذ هجوم فيينا معروف للمخابرات المحلية لأنه واحد من 90 إسلامياً نمساوياً أرادوا السفر إلى سوريا".
وفي وقت سابق، وصف وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، المهاجم الذي قتلته الشرطة بأنّه "إرهابي إسلامي"، من المتعاطفين مع تنظيم داعش الإرهابي.
بدوره، قال وزير الداخلية كارل نيهامر لهيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية (أو.آر.إف): إنّ عدداً من المسلحين شاركوا في تنفيذ الهجوم على ما يبدو، وإنّ المواقع الـ6 جميعها تقع قرب الشارع الذي يوجد فيه المعبد المركزي، وإنّ مشتبهاً به واحداً على الأقل في هجوم فيينا ما يزال طليقاً.
وأضاف: "يمكنني في الوقت الحالي تأكيد أننا نعتقد أنّ هذا هجوم إرهابي كما هو ظاهر".
اقرأ أيضاً: أتراك يتسببون بأعمال شغب وفوضى في كنيسة بالنمسا.. تفاصيل
وتابع قائلاً: "نعتقد بوجود عدد من الجناة. للأسف، يوجد أيضاً عدد من الجرحى وربما القتلى".
من جهته، كتب زعيم الطائفة اليهودية في النمسا أوسكار دويتش على تويتر أنه ليس واضحاً ما إذا كان المستهدف هو المعبد والمكاتب المجاورة له، وقال إنها كانت مغلقة في ذلك الوقت.
ووصف مستشار النمسا سيباستيان كورتز الهجوم الذي هزّ فيينا بـ"الإرهابي"، معلناً عبر "تويتر" نشر قوات من الجيش وسط المدينة لحراسة المواقع العامة بهدف مساعدة الشرطة.
زعيم الطائفة اليهودية في النمسا يؤكد أنه ليس واضحاً ما إذا كان المستهدف هو المعبد والمكاتب المجاورة له
من جانبه، أعلن عمدة فيينا ميخائيل ليودفيك أنّ مستشفيات المدينة استقبلت حتى الآن 15 جريحاً أصيبوا جرّاء إطلاق نار أو اشتباكات خلال الهجوم، بينهم 7 في حالة حرجة، وفق ما نقلت شبكة "روسيا اليوم".
وبثت قناة "OE24" مقاطع فيديو مباشرة قالت إنها توثق لحظات إلقاء الشرطة القبض على 4 مشاركين في تنفيذ هجوم فيينا بساحة غرابين، حيث تظهر اللقطات أشخاصاً يرتدون ملابس بيضاء ويرفعون أيديهم، لكنّ وزير الداخلية قال إنه لا يمكنه تأكيد هذه المعلومات.
بدورها، ذكرت صحيفة "كرونين زيتونغ" أنّ أحد المهاجمين فجّر نفسه، موضحة أنّ الهجوم نُفذ قرب أكبر كنيس يهودي في فيينا يقع في ساحة شويدنبلاتز.
كما تحدثت وسائل إعلام، بينها"OE24"، عن أنّ مجموعة مسلحين تحتجز رهائن في مطعم ياباني بمنطقة مارياهيلفير شتراسيه وسط المدينة، لكنّ هذه المعلومات تمّ نفيها من قبل الشرطة.
عمدة فيينا: مستشفيات المدينة استقبلت 15 جريحاً أصيبوا خلال الهجوم الإرهابي، بينهم 7 في حالة حرجة
ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من وسط فيينا توثق أصوات طلقات نارية عدة وانتشاراً كثيفاً لعناصر الشرطة، وأخرى تظهر شخصاً في ملابس بيضاء وهو يطلق النار على رجل في أحد أحياء المدينة من مسافة قريبة.
ولم تشهد النمسا في السنوات الأخيرة هذا النوع من الهجمات الواسعة النطاق التي حدثت في باريس وبرلين ولندن.
وورد الكثير من ردود الفعل الدولية على الهجمات الإرهابية، فقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إنّ هجوم فيينا استهدف بلداً صديقاً واستهدف أوروبا، وإنّ فرنسا لن تتنازل عن أيّ شيء.
اقرأ أيضاً: بعد كشف مخططات أردوغان.. النمسا تبحث ترجمة غضبها لعقوبات
وأضاف ماكرون في تغريدة بالفرنسية والألمانية: "نحن الفرنسيين نشاطر الشعب النمساوي مشاعر الصدمة والألم، (…) بعد فرنسا، ها هو بلد صديق يتعرّض للهجوم. إنها أوروبا خاصتنا. على أعدائنا أن يدركوا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن شيء".
كما دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم الإرهابي الذي شهدته فيينا، وعبّر عن تضامنه مع النمساويين.
وكتب جونسون على تويتر قائلاً: "أنا مصدوم بشدة جرّاء الهجمات الفظيعة في فيينا الليلة. تتعاطف المملكة المتحدة مع شعب النمسا ونتحد معكم ضد الإرهاب".
ودان أيضاً رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بشدة الهجوم، واصفاً إياه "بالعمل الجبان".
وقال ميشال في تغريدة على تويتر: إنّ "أوروبا تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي ينتهك الحياة وقيمنا الإنسانية".
بدوره، أعرب مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن صدمته وتأثره جرّاء هذه الهجمات، واصفاً -في تغريدة- الاعتداء بأنّه عمل جبان وعنيف وحاقد.
اقرأ أيضاً: النمسا تكشف انتهاكات قانونية تركية على أراضيها.. هذه أبرزها
وتابع بوريل: "أتضامن مع الضحايا وعائلاتهم ومع سكان فيينا. نحن نقف إلى جانبكم".
كما شدّد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على ضرورة عدم الاستسلام للكراهية التي تسعى لاستهداف مجتمعاتنا.
وأضاف في تغريدة على تويتر: نتضامن مع الجرحى ومع الضحايا في هذه الساعات الصعبة، معتبراً أنّ نطاق الأعمال الإرهابية لم يتّضح بعد.
عربياً، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها الحادث الإرهابي الذي وقع وسط فيينا، وأسفر عن وفاة وإصابة عدد من المواطنين النمساويين.