قادة من الحرس الثوري وأسلحة إيرانية في معرض دفاعي بقطر.. ما هدف الدوحة؟

نجحت إيران بتجاوز الكثير من العقوبات المفروضة عليها من المجتمع الدولي بشكل عام ومن أمريكا شكل خاص، عبر دول صديقة، أو عصابات منظمة، لكنّ نجاحها الأخير في المشاركة بمعرض دفاعي كان بفضل دولة قطر التي نظمت عملية النقل، ونسقت الظروف لإعداد المعرض الإيراني.

وقد عرضت إيران أمس أسلحة في معرض ديمدكس الدفاعي، في مشهد مفاجئ في هذا الحدث الكبير الذي عرضت فيه أيضاً أسلحة وطائرات مقاتلة أمريكية.

قادة من وزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري يعرضون في جناحهم بمعرض ديمدكس صواريخهم وأنظمة أسلحة الدفاع الجوي الخاصة بها

وعرض قادة من وزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري صواريخهم وأنظمة أسلحة الدفاع الجوي الخاصة بها، والتي تصنعها للجيش وللحرس الثوري المصنف "ميليشيات إرهابية"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشتيد برس".

واستوقفت مشاركة قادة من الحرس الثوري الإيراني في معرض ديمدكس الدفاعي القطري  العديد من المتابعين للمعرض الذي اختتمت فعالياته أمس.

وظهر قادة من الحرس الثوري، المصنف على لائحة الإرهاب الأمريكية، وهم يحتسون الشاي ويتناولون التمر خلال عرضهم نماذج من صواريخ إيرانية وطائرات مسيّرة، وحيث توجد غير بعيد عنها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

ووفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، فقد بدا حضورهم صادماً بالنسبة إلى الكثيرين، في وقت تشعر فيه دول خليجية أخرى بالقلق من احتمال أن تلغي الولايات المتحدة تصنيفها للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، في إطار جهود لإحياء اتفاق نووي مع إيران.

مراقبون: مشاركة الحرس الثوري الإيراني في المعرض يندرج في سياق مساعي قطر لإعادة تعويم إيران، والتعامل مع هذه القوة العسكرية كأيّ قوة نظامية ممثلة لبلادها

ويرى مراقبون أنّ مشاركة الحرس الثوري في معرض قطر الدفاعي لا يخلو من دلالات سياسية، لعل أبرزها حرص قطر على الظهور بسياسة متمايزة عن باقي محيطها الخليجي، وعدم اهتمامها بما سيولده هذا الحضور من حساسيات في المنطقة، خصوصاً من السعودية التي تنظر إلى الحرس الثوري على أنّه تهديد وجودي لها.

ويشير المراقبون إلى أنّ مشاركة قادة الحرس الثوري الإيراني في معرض ديمدكس يندرج في سياق مساعي قطر لإعادة تعويم إيران، والتعامل مع هذه القوة العسكرية كأيّ قوة نظامية ممثلة لبلادها، بما يُمهّد لجهة سحبها من لائحة الإرهاب.

رئيس أركان القوات المسلحة القطرية يقوم  بجولة في الجناح الإيراني قبل اختتام المعرض، ويتفقد معروضات الأسلحة

وأحجم قادة الحرس الثوري الذين حضروا المعرض الدفاعي في الدوحة، الذي افتتحت أعماله في 21 من الشهر الجاري، عن التحدث إلى وسائل الإعلام الأجنبية، في حين تجمّع بعضهم في الجناح الإيراني الذي يحمل ملصقاً ضخماً لزورق سريع يضم أفراداً من القوات الخاصة، وتفقد البعض الآخر أرض المعرض.

وقام رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن طيار سالم النابت بجولة في الجناح الإيراني قبل اختتام المعرض، وتفقد معروضات الأسلحة، واستمع إلى عرض عنها.

ومن الجدير بالذكر أنّ الجناح الإيراني لا يظهر على خريطة المؤتمر، وما تزال وزارة الدفاع في البلاد واللوجيستيات التابعة للقوات المسلحة تخضع لعقوبات أمريكية ساحقة بسبب الاشتباه في تجارة أسلحة غير مشروعة.

واجتذب معرض ديمدكس الدفاعي القطري شركات دفاع دولية تأمل في زيادة مبيعاتها لدول الخليج الغنية، التي تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية.

ويهدف معرض ديمدكس إلى الترويج لقطر، الحليف الرئيسي من خارج حلف الناتو للولايات المتحدة، والتي تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.