بعد نحو أسبوعين من اشتباكات دامية في العراق، قام قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني أمس الثلاثاء بزيارة موكب "نداء الأقصى" على طريق "المشاية" بين النجف وكربلاء بالعراق، قبل أيام من ذكرى أربعين الإمام الحسين.
ووفقاً لقناة "المنار"، فإنّ قاآني "استطلع خلال جولته على زوايا الموكب"، مثنياً على الجهود المبذولة في الموكب وخاصة في المعرض الفني.
قام قائد فيلق "القدس" إسماعيل قاآني أمس بزيارة موكب "نداء الأقصى" على طريق "المشاية" بين النجف وكربلاء بالعراق
وأشار قاآني إلى ما اعتبره "العلاقة الإنسانية التي تجمع القضية الفلسطينية بالثورة الحسينية"، حيث يشارك في الزيارة الأربعينية المليونية موكب "نداء الأقصى" فلسطينيون، المكوّن من علماء دين.
وتأتي زيارة قاآني إلى العراق على وقع خلاف سياسي محوره الرئيسي هو رفض التيار الصدري للمساعي الإيرانية الرامية إلى توسيع نفوذ طهران في العراق، ممّا فجّر اشتباكات دامية بين أنصار التيار الصدري و"الإطار التنسيقي".
تأتي زيارة قاآني على وقع خلاف سياسي محوره الرئيسي هو رفض المساعي الرامية إلى توسيع نفوذ طهران في العراق
وكان اعتزال المرجع الشيعي كاظم الحائري، الإيراني الأصل، العمل الديني وتوصيته باتباع مرجعية المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بدلاً من المرجعية الصدرية في العراق، آخر الكروت في يد طهران، وقد أكد مقتدى الصدر أنّها لم تكن "بمحض إرادته"، ويؤكد مراقبون أنّها خطوة إيرانية جديدة من أجل السطو على حوزة النجف، واستمالة العراقيين الشيعة من بوابة العقيدة، وليس عبر المال والسلاح والإعلام فحسب.
وأشار المراقبون إلى أنّ رسالة الحائري تكشف كذلك توجهاً إيرانياً بحرق المراحل نظراً لـ "ضيق الوقت"، فالتوقعات كانت تشير إلى أنّ طهران ستنتظر شغور مقعد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني قبل البدء بمحاولة التهام قاعدته، لكنّ دعوة الحائري تبدو أكثر تعجلاً.
ويشهد العراق أزمة سياسية حادة منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021. وقد فشل أقطاب السياسة العراقية في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، كذلك فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد.