
تتصاعد الأحداث الأمنية في باكستان، التي تصدرتها حركة طالبان الباكستانية المحظورة، حيث تزايد نشاطها في إقليم خيبر بختونخاه، وتحديدًا في مقاطعات "دي آئى خان" و"بنون" حيث يتركز معاقل الحركة، إضافة إلى بيشاور، وملاكند لقربهما من معقل الحركة.
وقد شهدت مقاطعات إقليم بلوشستان ومراكزه، ومنها "كويته"، و"زوب"، و"بشين" نشاطًا واضحًا للحركة الإرهابية، إذ تركزت أهدافها خلال شهر أيار/مايو 2024 حول قوات الجيش والشرطة الباكستانية، ونفذت معظم الهجمات عن طريق القنص والاستهداف المباشر إلى جانب تكنيك حرب العصابات مستخدمين في ذلك أسلحة الليزر التي تتناسب مع طبيعة الهجمات الإرهابية المنفذة التي بلغت 98 هجومًا، بحسب إحصائيات مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وبلغ عدد القتلى من صفوف الجيش والشرطة الباكستانية (90) شخصًا، بينما أصيب (124) آخرين. وقدرت المراكز الأمنية المتضررة كالآتي: 103 مؤسسة تابعة للجيش والقوات الخاصة، و65 مؤسسة تابعة للشرطة وإدارة مكافحة الإرهاب، و38 وكالة تحقيقات فيدرالية، و 8 وكالات استخباراتية.
وبناءً على ما رصده مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف من خسائر بشرية ومادية، فقد لوحظ تزايد تدريجي في عدد هجمات حركة "طالبان" الباكستانية مقارنة بإحصائيات الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي، حيث سجل في شهر كانون الثاني/يناير (75 هجومًا)، وفي شباط/فبراير (64 هجومًا)، وآذار/مارس (65 هجومًا)، ونيسان/أبريل (96 هجومًا)؛ أي أنه يوجد تزايد ملحوظ في عدد هجمات شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة عليهما.
وردًا على تصعيد الحركة، كثفت قوات الأمن الباكستانية عملياتها للحد من نشاط "طالبان" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ونفذت خلال شهر مايو ما يقرب من (794) عملية عسكرية تمكنت خلالها قوات الأمن من تحييد نحو ٩٢ إرهابيًا، وإصابة ٤١ آخرين واعتقال 44 عنصرًا.
هذا ويؤكد مرصد الأزهر أن نشاط حركة طالبان الباكستانية المعلن عنه على منصاتها الإعلامية يأتي ضمن سعيها الحثيث لبسط نفوذها وإرباك جهود قوات الأمن ضدها وإثارة القلاقل في البلاد، إلا أن الجهود الأمنية تؤكد اليقظة لتلك المساعي الخبيثة.