في ذكرى ميلاد ابن بطوطة: تعرف على أهم محطات حياة ورحلات "أمير الرحالة"

في ذكرى ميلاد ابن بطوطة: تعرف على أهم محطات حياة ورحلات "أمير الرحالة"


24/02/2022

يعد المستكشف والرحالة المغربي، محمد بن عبدالله الطنجي المعروف بلقب "ابن بطوطة"، شخصية مهمة جداً في التاريخ، ذلك أنّ مذكراته التي كتبها خلال رحلاته الممتدة على 3 عقود، وقدم فيها وصفاً واضحاً لمختلف البلدان التي كانت معروفة في زمانه، هي المرجع الأهم لمرحلة كبيرة من التاريخ، وما زال الطلاب يدرسونها حتى يومنا هذا.

ودوّن "أمير الرحالة المسلمين"، الذي يصادف اليوم الخميس 24 شباط (فبراير) 2022، الذكرى الـ 718 لميلاد، في أسفاره مشاهدات شاملة شديدة الندرة التقى خلالها ببعض السلاطين ووقف على تفاصيل حياة بعض الشعوب، مظهراً انطباعاته عن الأحوال الزراعية والتجارية والصناعية والفكرية والدينية فيها.

البدايات

ولد محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي اللواتي نسبة إلى قبيلة لواتة الأمازيغية، في طنجة بالمغرب الأقصى، لأسرة عريقة في العلوم الدينية، تولّى بعض رجالها القضاء الشرعي.

هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي اللواتي نسبة إلى قبيلة لواتة الأمازيغية

عاش طفولته وشبابه براحة وطمأنينة، درس العلوم الدينية وتفقه فيها، وتعلم الأدب ودرس اللغة الفارسية، وعندما بلغ سن الـ 22، خرج من طنجة قاصداً مكة لقضاء فريضة الحج، وكان ذلك عام 1325 في عهد السلطان أبي سعيد من بني مرين.

غير أنّ الرحلة طالت وجاب فيها أكثر بلاد العالم في ذلك الحين، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وآسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، كما وصل إلى الهند والصين وجاوة وبخارى وبلاد التتر، وفق ما أورده موقع "المعرفة".

عاش ابن بطوطة طفولته وشبابه براحة وطمأنينة، درس العلوم الدينية وتفقه فيها، وتعلم الأدب ودرس اللغة الفارسية، وعندما بلغ سن الـ 22، خرج من طنجة قاصداً مكة لقضاء فريضة الحج

واختلفت الأقاويل حول تسمية "ابن بطوطة بهذا اللقب، فالبعض يقول إنه لم يحمل أي شخص في عائلته اسم بطوطة، بل تم أخذ اللقب من والدته التي كان اسمها الأصلى "فطومة" وتم تحريفه ليصبح "بطوطة" وظل ملقباً بهذا الاسم طوال حياته.

بينما تشير أقاويل أخرى إلى أنه جزء من اسم عائلته فاسمه بالكامل كان "أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي الطنجي بن بطوطة بن حميد الغازي بن القريش العلي".

وحصل ابن بطوطة أيضاً على لقب "أمير الرحالة"، والأصل في هذا اللقب هو جامعة كامبردج، التي تلقبه في كتبها وأطالسها بـ "أمير الرحالة المسلمين".

رحلاته

بدأ ابن بطوطة رحلته الأولى التي استمرت من العام 1325 وحتى العام 1349، فاجتاز تلمسان وتونس وطرابلس ووصل مصر العليا واتجه نحو أعالي النيل ليعبر البحر الأحمر إلى جدة، ولكنه اضطر إلى العودة إلى القاهرة بسبب قتال كان يدور في تلك المنطقة بين المماليك وأهل البجّة.

اقرأ أيضاً: هل وصل ابن بطوطة إلى الصين؟

 ثم تابع رحلته عن طريق بلاد الشام مما أتاح له التعرف أكثر على هذه البلاد، ومن دمشق اتجه نحو مكة في عام 1326، فأدى مناسك الحج، ومن مكة رحل إلى العراق وزار بلاد العجم وكانت عاصمتها تبريز، فقصدها بصحبة السلطان أبي سعيد بهادُر، ثم رجع إلى بغداد وزار سامراء والموصل، ثم عاد إلى الحجاز عام 1327.

حصل ابن بطوطة على لقب أمير الرحالة

وفيما يلي مقطع مما سجله عن هذه الرحلة: "من طنجة مسقط رأسي (يوم الخميس 2 رجب 725 هـ / 1324م) معتمداً حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، منفرداً عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته، لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً، ولقيت كما لقيا نَصَباً".

أقام ابن بطوطة بعد رحلاته في حاشية الملك أبي عنان المَريني يحدث الناس بما رآه من عجائب المشاهدات وما سمعه من غرائب الأخبار

وبقي في مكة 3 أعوام، ثم قصد اليمن وزار عدن، قبل أن يتوجه نحو أفريقيا الشرقية وعاد منها إلى جزيرة العرب فزار عُمان وهُرمز والبحرين والأحساء، ومن هناك عاد إلى الحجاز، وأدى فريضة الحجّ، وفي أثناء حجّه التقى الملك الناصر محمد بن قلاوون سلطان المماليك في مصر الذي كان يؤدي مناسك الحج أيضاً.

في الهند

ثم ترك مكة واستأنف رحلاته فزار مصر وسوريا وآسيا الصغرى وبلاد القرم وبلاد الأوزبك، ثم توجه إلى القسطنطينية ومنها قصد خوارزم وبخارى وأفغانستان حتى وصل إلى الهند عام 1335. 

وفي مدينة دهلي (دلهي) تولى القضاء، وذهب في وفد للسلطان محمد الثاني بن تغلق سلطان دهلي إلى إمبراطور الصين، ووصل إلى ميناء زينون، وزار بعض مناطق الصين ووقف على معالمها.

تابع رحلته عن طريق بلاد الشام مما أتاح له التعرف أكثر على هذه البلاد، ومن دمشق اتجه نحو مكة في عام 1326، فأدى مناسك الحج، ومن مكة رحل إلى العراق 

ثم قصد جزر مهل الذيب ( مالديف) وزار البنغال وسومطرة، وفي مالديف تولى القضاء لمدة عام ونصف العام. ثم عاد إلى بلاد العرب عن طريق جزيرة سومطرة حيث حضر زفاف ولي عهد ملكها الظاهر، ومنها توجه إلى ظَفار ثم إلى بغداد ومنها إلى دمشق فمصر، ثم توجه إلى مكة وأدى فريضة الحج مجدداً وعاد إلى مصر وركب البحر من الإسكندرية متوجهاً إلى تونس، فاجتمع بالسلطان أبي الحسن المريني الذي كان يحكم بلاد المغرب الكبير، ومنها ارتحل إلى سردينية ثم عبر البحر إلى المغرب ووصل إلى فاس عام 1350، وفور وصوله التقى السلطان أبي عنان المريني.

العودة إلى الوطن

بعد عام من إقامته في فاس عاوده الشوق إلى الرحيل فقام برحلته الثانية إلى مملكة غرناطة، ومرّ فيها بطنجة وسبتة وجبل طارق ومالقة فغرناطة، وحاول مقابلة السلطان أبي الحجاج يوسف من ملوك بني النصر ولكنه لم يوفق، والتقى في غرناطة لسان الدين بن الخطيب والكاتب ابن جزي الذي قام فيما بعد بكتابة رحلة ابن بطوطة حين استقر بمدينة فاس.

توفي ابن بطوطة في عام 1378، بمدينة طنجة مسقط رأسه عن عمر يناهز الـ 73 عاماً

غير أنّ مقام ابن بطوطة لم يطل في غرناطة، فعاد إلى فاس، وقد استغرقت رحلته هذه سنة واحدة بين عامي 1350-1351.

وفي فاس أخذ يهيئ نفسه لرحلة ثالثة كانت وجهتها هذه المرّة بلاد السودان الغربي في أفريقيا، وقد زار في هذه الرحلة سجلماسة وزاغري ومالي ووصل إلى تمبكتو، وانتهى به المطاف في مدينة تكدّا، ومنها عاد إلى فاس بأمر السلطان أبي عنان.

أقام ابن بطوطة بعد رحلاته في حاشية الملك أبي عنان المَريني يحدث الناس بما رآه من عجائب المشاهدات وما سمعه من غرائب الأخبار، فأجزل السلطان له العطاء ودعاه إلى إملاء ما شاهده على كاتبه ابن جزي الكلبي، الذي لخص المطول من رحلة ابن بطوطة، ورتب الفصول وأضاف بعض الأشعار في كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" المعروف أيضاً باسم "رحلة ابن بطوطة". وتُرجم هذا الكتاب إلى عدة لغات مثل البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، وتُرجمت فصول منه إلى الألمانية.

توفي ابن بطوطة في عام 1378، بمدينة طنجة مسقط رأسه عن عمر يناهز الـ 73 عاماً، وتم بناء ضريح له يقع بالقرب من سوق طنجة في المدينة القديمة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية