في ذكرى ميلاده.. ماركيز: الواقع بعيون سحرية

في ذكرى ميلاده.. ماركيز: الواقع بعيون سحرية


06/03/2022

تصادف اليوم الذكرى الـ 95 لميلاد الروائي والصحفي والناشط السياسي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي عُرف من خلال رواياته التي ترجمت إلى عدة لغات ووصلت مختلف أنحاء العالم، ليكون واحداً من أشهر كتاب الواقعية السحرية.

البدايات

ولِدَ غابرييل في 6 آذار (مارس) من العام 1927، في أراكاتاكا، كولومبيا، وبعد ولادته بوقت قليل، أصبح والده صيدلانياً، واضطر إلى مغادرة المدينة للعمل تاركاً ابنه في رعاية جديه لأمه.

تأثر كثيراً بجده العقيد ماركيث، الذي عاش معه خلال الأعوام الأولى من حياته يستمع منه للحكايات العائلية وهو ما أثر على كتاباته، فجدّه قتل رجلاً في شبابه خلال مبارزة بينها، إضافة إلى أنه كان أباً رسمياً لـ 3 من الأبناء فقط، فيما كان هناك 9 من الأبناء غير الشرعيين من أمهات عدة.

ولِدَ ماركيز في 6 آذار من العام 1927

وكان جده رافضاً لزواج أمه من والده في بداية الأمر؛ لأنه كان يرى أنه غير مناسب لها، لكنه خضع لاحقاً لإرادة ابنته التي كانت تحب غارسيا، والد ماركيز كثيراً، وهي قصة أوحت لماركيز ليكتب "الحب في زمن الكوليرا" التي يقول إنها متأثرة بقصة حب والديه.

وكان العقيد جد غابرييل، والذي لقبه هو نفسه بـ "أباليلو"، واصفاً إياه بالحبل السري الذي يربط التاريخ بالواقع، راوياً مخضرماً، وقد علمه على سبيل المثال، الاستعانة الدائمة بالقاموس، وكان يأخذه للسيرك كل عام.

كانت جدته، ترانكيلينا أجواران كوتس، والتي أطلق عليها اسم الجدة مينا ووصفها بـ"امرأة الخيال والشعوذة" تملأ المنزل بقصص عن الأشباح والهواجس والطوالع والعلامات

وكانت جدته، ترانكيلينا أجواران كوتس، والتي أطلق عليها اسم الجدة مينا ووصفها بـ"امرأة الخيال والشعوذة"، تملأ المنزل بقصص عن الأشباح والهواجس والطوالع والعلامات.

وتناول ماركيز طفولته في سيرته الذاتية المسماة "عشت لأروي" عام 2002. 

اجتاز ماركيز المراحل الأولى من الدراسة الثانوية في المدرسة اليسوعية سان خوسيه، التي تعرف حالياً بمعهد سان خوسيه، منذ عام 1940، حيث نشر قصائده الأولى في المجلة المدرسية.

اقرأ أيضاً: من أصل عربي.. وفاة زوجة وملهمة الروائي غارسيا ماركيز

 وأكمل دراسته في بوغاتا بفضل المنحة التي حصل عليها من الحكومة، واستقر من جديد في المدرسة الثانوية في بلدية ثيباكيرا، على بعد ساعة من العاصمة، حيث اختتم دراسته الثانوية.

وبعد تخرجه عام 1947، انتقل ماركيز إلى بوغاتا لدراسة القانون بجامعة كولومبيا الوطنية، حيث تلقى نوعاً خاصاً من القراءة. 

تناول ماركيز طفولته في سيرته الذاتية المسماة "عشت لأروي" عام 2002

على الرغم من شغفه للكتابة، إلا أنّ ماركيز استمر في مسيرته في دراسة القانون حتى عام 1948 إرضاءً لوالده، بعد ذلك أغلقت الجامعة أبوابها إلى أجل غير مسمى بعد أعمال الشغب الدامية التي اندلعت بسبب اغتيال الزعيم الشعبي خورخي إلييثير جايتان، الذي كافح من أجل العدالة الاجتماعية وإصلاح النظام المالي والأراضي في بلاده، على يد الأوليغارشية.

انتقل إلى جامعة قرطاجنة، وبدأ في العمل كمراسل لصحيفة اليونيفرسال. وفي عام 1950، ترك مجال المحاماة ليتفرغ للصحافة ليصبح كاتب عمود ومراسلاً لصحيفة إل هيرالدو. 

وبالرغم من أنّ ماركيز لم ينهِ دراساته العليا، إلا أنّ بعض الجامعات مثل جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك قد منحته الدكتوراه الفخرية في الآداب.

أثير حول ماركيز الكثير من الجدل بسبب صداقته لكاسترو، إضافة إلى شهرته الواسعة التي اكتسبها من مؤلفاته، فإنّ وجهة نظره تجاه الإمبريالية الأمريكية أدت إلى اعتباره شخصاً مخرباً
 

تزوج الكاتب من ميرثيديس عام 1958، وأنجب منها رودريجو الذي سيصبح من بعد مخرجاً سينمائياً، وجونثالو، الذي يعمل حالياً مصمماً جرافيكياً في مدينة مكسيكو.

يعدّ ماركيز من مبدعي الواقعية العجائبية، وروايته "مئة عام من العزلة" أبرز مثال في هذا المذهب، وقد تمّ اعتماد هذا المصطلح بعد النجاح الباهر التي لاقته هذه الرواية، والتي كانت أيضاً السبب الأساسي في حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1982.

اقرأ أيضاً: في ذكرى رحيل ماركيز .. الصحافة تأسر صاحب "مائة عام من العزلة"

أما من الناحية السياسية؛ فقد أثير حول ماركيز الكثير من الجدل بسبب صداقته للرئيس الكوبي فيديل كاسترو، إضافة إلى شهرته الواسعة التي اكتسبها من مؤلفاته، فإنّ وجهة نظره تجاه الإمبريالية الأمريكية أدت إلى اعتباره شخصاً مخرباً، ولسنوات عدة تم رفض منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة من قبل سلطات الهجرة.

أعماله

وفي رصيد ماركيز العشرات من الأعمال الصحفية والأدبية التي تنوعت بين القصة والرواية والمسرحيات وغيرها من النصوص.

ومن أبرز الأعمال الروائية لماركيز، الأوراق الذابلة 1955، ليس للكولونيل من يكاتبه 1961، في ساعة نحس 1962، مائة عام من العزلة 1967، وقائع موت معلن 1981، وغيرها.

في رصيد ماركيز العشرات من الأعمال الصحفية والأدبية التي تنوعت بين القصة والرواية والمسرحيات وغيرها من النصوص

أما أبرز القصص القصيرة التي كتبها، الإذعان الثالث 1947، وقصة نابو، الزنجي الذي جعل الملائكة تنتظر 1951، موت مؤكد في ما وراء الحب 1970، أشباح أغسطس 1980، وغيرها.

وكانت أحدث أعماله في عام 2002، إذ إنّه قدم الجزء الأول من سيرته الذاتية المكونة من 3 أجزاء، وحقق الكتاب مبيعات ضخمة في عالم الكتب الإسبانية.

فيما نُشرت الترجمة الإنجليزية لهذه السيرة "أعيش لأروي" على يد إيدث جروسمان عام 2003، وكانت من الكتب الأكثر مبيعاً. وفي عام 2004، أعلنت صحيفة إلـ "تيمبو" عن نشر رواية جديدة تحت عنوان "ذكرى عاهراتي الحزينات".

جوائز وألقاب

نال غابرييل ماركيز جائزة نوبل في الآداب عام 1982، من الأكاديمية السويدية عن مجمل رواياته وقصصه القصيرة، التي تجمع بين الخيال والواقع الذي يعكس الحياة والنزاعات داخل القارة الأمريكية اللاتينية. ونال أيضاً جائزة الرواية عن عمله في ساعة نحس عام 1961.

وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1971، وجائزة رومولو جايجوس عن روايته مئة عام من العزلة عام 1972، ووسام جوقة الشرف الفرنسية عام 1981، ووسام النسر الأزتيك في المكسيك عام 1982، وجائزة مرور 40 عاماً على تأسيس جروب بارانكويلا للصحفيين في بوغاتا عام 1985. 

اقرأ أيضاً: ترى النور لأول مرّة: صور ومتعلقات أخرى لغارسيا ماركيز

وتم تكريمه أيضاً بإطلاق اسمه على شوارع بعض المدن مثل شرق لوس أنجلوس في كاليفورنيا، وفي قطاع لاس روزاس بمدريد وفي سرقسطة في إسبانيا. وفي بوغاتا، قامت دار النشر صندوق الثقافة الاقتصادية في المكسيك بتأسيس المركز الثقافي الذي يحمل اسمه، وتم افتتاحه عام 2008.

توفي الكاتب في المكسيك يوم 17 نيسان (أبريل) من العام 2014، عن عمر ناهز 87 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية