في ذكرى الاتحاد الوطني الـ 51... الشيخة فاطمة بنت مبارك تستذكر القائد المؤسس باني الإمارات

في ذكرى الاتحاد الوطني الـ 51... الشيخة فاطمة بنت مبارك تستذكر القائد المؤسس باني الإمارات

في ذكرى الاتحاد الوطني الـ 51... الشيخة فاطمة بنت مبارك تستذكر القائد المؤسس باني الإمارات


05/12/2022

استعادت رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الشيخة فاطمة بنت مبارك، فترة قيام الاتحاد وكشفت تفاصيل اللحظات التاريخية في تلك "الفترة الحافلة بالجهد والتحدي والطموح والإرادة الصلبة" والتحديات التي واجهها الباني المؤسس وأحلامه التي تحولت على مدار أعوام إلى إنجازات حضارية.   

 وتحدثت بنت مبارك في حوار مع صحيفة "النهار العربي" عن اللحظة التاريخية التي أشرقت فيها شمس الإمارات قبل (51) عاماً، حيث كانت فترة حافلة بالجهد والتحدي والطموح والإرادة الصلبة والخير، فمنذ أن تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبو ظبي، في 6 آب (أغسطس) 1966، بدأت أعوام حافلة بالعطاء والعمل الدؤوب لتنمية إمارة أبو ظبي في مختلف المجالات.   

تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبو ظبي، في 6 آب (أغسطس) 1966

وأكدت أنّ الإماراة شهدت بعد أعوام قليلة من تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم فيها تحولات جذرية في زمن قياسي، بعدما تم تنفيذ مئات المشاريع في البناء والتشييد والتحديث والتطوير والخدمات، التي شملت إقامة المساكن والتجمعات السكنية الحديثة، وبناء المستشفيات والعيادات والمدارس والجامعات والمعاهد والكليات والهياكل الأساسية للبنية التحتية، من طرق وجسور وكهرباء ومياه وخدمات اتصال ومواصلات، وغيرها من مرافق الخدمات الأساسية من أجل بناء دولة عصرية وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين.

 وأضافت بنت مبارك أنّه في خضم هذا التطور الكبير كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، يتطلع منذ تولي الحكم في إمارة أبو ظبي إلى جمع شمل الإمارات معاً، وقد بادر بعد أقل من عامين من توليه حكم أبو ظبي للدعوة إلى جمع شمل الإمارات، ولاقت هذه الدعوة الحكيمة المخلصة استجابة واسعة، إلى أن شهد التاريخ في 2 كانون الأول (ديسمبر) عام 1971 قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.   

وتقديراً لجهوده ودوره القيادي وحنكته، اختار حكام الإمارات، رحمهم الله، المغفور له الشيخ زايد لرئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح بذلك أول رئيس للدولة، وهو المنصب الذي أكسبه لقبه الدائم "القائد المؤسس".

وانطلقت منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة الاتحادية عجلة العمل بواحدة من أضخم عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة، وأعلن الشيخ زايد منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم تسخير الثروات من أجل تقدم الوطن ورفع مستوى المواطنين وسعادتهم قائلاً: "سخّرنا كل ما نملك من ثروة وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، إيماناً منّا بأنّ هذا الشعب صاحب الحق في ثروته، وأنّه يجب أن يعوّض ما فاته ليلحق بركب الحضارة والتقدم".   

المصدر: وكالة الأنباء الإماراتية

وحول خصال الشيخ زايد وعاداته التي يمكن أن تستفيد منها الأجيال الإماراتية والعربية الجديدة وتتأسى بها، قالت رئيسة الاتحاد النسائي العام: إن كنت أريد أن أصف الشيخ زايد رفيق الدرب، فإنّني أعلم أنّ الكلمات ستقف عاجزة عن وصفه، فهو حكيم العرب، رجل الاتحاد، الحاكم الإنسان، ضمير الأمّة، الرجل الوحدوي، الوالد والمؤسس، الصبور، زايد العطاء، جميعها من صفات الشيخ زايد، رحمه الله، التي جعلت منه قائداً فريداً على مستوى العالم.

 أمّا عن الأجواء العائلية، وعن الشيخ زايد كونه أباً، فقد أوضحت الشيخة فاطمة أنّه كان أباً عطوفاً حنوناً رحيماً معطاءً، ليس مع أبنائه وأحفاده فحسب، بل مع كل مواطني الدولة والمقيمين على أرضها على حدٍّ سواء، وكان ملتزماً التزاماً تاماً بتحقيق رفاهيتهم وجلب السعادة لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.  

وقد حرص الشيخ زايد على توفير كل مقومات الحياة الأسرية المليئة بالدفء والحب والمودة، وكان محباً لجمع كل أبنائه وأحفاده.

وأكدت بنت مبارك أنّه لطالما آمن الشيخ زايد بأنّه لا مستحيل أمام إرادة الشعوب في أن تصنع حضارة إنسانية، مشدداً على ضرورة البحث في المستقبل والمحافظة على الماضي الذي يمثل التراث والأصل والجذور، وأن نرى العالم بأعيننا، لا بأعين الآخرين، لذلك كانت أحلامه كبيرة كبر قدرته الفائقة على استشراف المستقبل والإيمان بقدرات أبناء الوطن وبناته.   

 وتابعت: "تعتبر هذه الإنجازات ترجمة عملية للرؤية الحكيمة للمغفور له لبناء وتعزيز قدرات الدولة في مجالات؛ أبرزها التعليم، الاقتصاد، السياسة، الزراعة، الصحة، البيئة، التنمية والعمران، وتمكين المرأة، لتمضي مسيرة النهضة في طريقها المرسوم لها، وتصبح ملامح النهضة العصرية التي وعد بها واقعاً تشهد عليه نجاحات الوطن التي أخذت بيد الإمارات إلى مدارج التقدم وركب الحداثة والتطور". 

بنت مبارك: ما تحقق، وما يزال، على أرض الإمارات يُعدّ معجزة حقيقية

وعن أبرز التحديات التي رافقت الشيخ زايد منذ فترة حكمه إمارة أبو ظبي إلى رئاسته الدولة، قالت بنت مبارك: لا شك في أنّ المتابع لمسيرة الاتحاد المباركة يدرك على الفور أنّ ما تحقق، وما يزال، على أرض الإمارات يُعدّ معجزة حقيقية، انطلاقاً من رحلة عبور دولة الإمارات من قلب الصحراء إلى مدارج التقدم على جسر التنمية الشاملة. ولم يأتِ هذا النجاح مصادفة، بل نتاج أمرين: الأوّل عمل وجهد ومشقة وصبر لقائد عظيم، قدّم كل ما بوسعه ليفي بالعهد الذي قطعه على نفسه أمام الله بالحفاظ على كيان الاتحاد، وإسعاد مواطنيه والحفاظ على مصالحهم، والذي ترجم كل الإمكانات وسخر كل الجهود لبناء نهضة كبرى سابقت الزمن ورسمت معالم مسيرتنا، ونحن نمضي قُدماً بوطننا العظيم إلى العلا، والثاني إخلاص الشعب المحب لوطنه وقيادته، والذي أثبت أنّه لا مستحيل مع العمل والجد والاجتهاد وروح الإبداع والأمل في مستقبل مزدهر وأكثر إشراقاً.

وأضافت الشيخة أنّ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان كان يحرص على لقاء رواد فضاء "أبولو" الذين هبطوا على سطح القمر، وفريق وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) المسؤول عن الرحلة (1969) في أبو ظبي، وكان يقول: إنّ "رحلات الفضاء يفخر بها كل إنسان على وجه الأرض، لأنّها تجسد الإيمان بالله وقدرته، ونحن نشعر كعرب بأنّ لنا دوراً عظيماً في هذا المشروع، لذا غمرتني السعادة والفرحة العميقة بعدما رأيت بعيني حلم المغفور له يتحقق ويصبح واقعاً ملموساً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية