في خضم أزمة طاقة عالمية... تونس وإيطاليا تعقدان اجتماعاً... ماذا بحث؟

في خضم المخاوف الأوروبية من تداعيات كارثية للحرب الروسية الأوكرانية التي أوشكت على إنهاء شهرها الأول، لجأت إيطاليا إلى الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد تونس، لضمان استدامة إمدادات الطاقة لدى البلد الأوروبي.

وأمس الأول عُقد اجتماع بوزارة الصناعة والطاقة والمناجم في تونس العاصمة مع عدة أطراف إيطالية، لبحث أوضاع مشروع "المتوسط" للربط الكهربائي بين إيطاليا وتونس، وفقاً لوكالة "نوفا" الإيطالية.

لجأت إيطاليا إلى الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد تونس، لضمان استدامة إمدادات الطاقة لدى البلد الأوروبي

وبحسب وزارة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية، فإنّ الاجتماع جرى بين الشركة الإيطالية تيرنا والمشغل التونسي "الشركة الوطنية التونسية للكهرباء والغاز"، في حضور الوزيرة نائلة نويرة القنجي والسفير الإيطالي في تونس لورنزو فنارا.

 وخلال الاجتماع تمّت مناقشة تشكيل لجنة المراقبة لبناء "الميد"، وكيف يمكن لهذه الهيئة، المنصوص عليها في الاتفاقية الحكومية بين إيطاليا وتونس، التي تضمّ أيضاً المشغلين تيرنا والشركة الوطنية التونسية للكهرباء والغاز، أن تدعم تحقيق التوصيل البيني في وقت سريع.

لجنة قيادة

اتفقت وزارة الصناعة والطاقة والمناجم والشركة الإيطالية تيرنا على تشكيل لجنة قيادة بين الحكومتين التونسية والإيطالية لمتابعة مراحل إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا "المتوسط".

وتطرّق الاجتماع إلى مدى التقدّم في إنجاز مشروع الربط الكهربائي بين تونس وايطاليا، خاصة فيما يتعلق بطلب التمويل الأوروبي الذي ينبغي أن يُغطي ما يقرب من نصف التكلفة الإجمالية للربط البيني، والتي تُقدّر بقيمة تتراوح بين (500 إلى 600) مليون يورو.

عُقد اجتماع بوزارة الصناعة في تونس مع عدة أطراف إيطالية، لبحث مشروع "المتوسط" للربط الكهربائي بين البلدين

وكان وزير الطاقة والمناجم والانتقال الطاقي منجي مرزوق قد صرّح في 3 تموز (يوليو) 2020 بأنّ تونس ستتجه الى المفوضية الأوروبية لتبدي اهتمامها وتمسّكها بإنجاز مشروع الربط الكهربائي بين الهوارية وصقلية في إيطاليا، نظراً لاقتراب آجال تقديم طلب التمويل.

بُعد استراتيجي

أكدت الوزيرة التونسية على أهمية إنجاز هذا المشروع، نظراً لبُعده الاستراتيجي الذي سيمكن من تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين، ودعم الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء، وفقاً لوكالة الأنباء التونسية.

وفي أيار (مايو) 2019 أبرمت تونس اتفاقية تعاون مع إيطاليا للربط الكهربائي عبر كابل بحري طوله نحو (200) كم بين الهوارية وجزيرة صقلية في إيطاليا بسعة (600) ميغاوات.

 يُذكر أنّ الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز المنصف الهرابي أكد خلال توقيع هذه الاتفاقية (2019) أنّ مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا سيدخل حيّز الاستغلال اعتباراً من عام 2025.

وأشار إلى أنّ هذا المشروع، الذي سيمكن من توفير الأمن الطاقي وتعزيز تكامل الطاقات المتجددة، هو جزء من الشبكة الكهربائية الأورومتوسطية التي تربط أوروبا وبلدان شمال أفريقيا، ويندرج ضمن القائمة الرابعة للمشاريع ذات الاهتمام المشترك للاتحاد الأوروبي.

ومن خلال "المتوسط"، يمكن لإيطاليا أن تصبح المحور الأوروبي لنقل وتوزيع الكهرباء في البحر الأبيض المتوسط، ومن المتوقع أن يبدأ الربط الكهربائي عام 2027، حسب آخر المعلومات المتوفرة.