في الذكرى الثانية لاحتجاجات الوقود.. إيران تطارد قادة "الانتفاضة البيضاء" لهذه الأسباب

في الذكرى الثانية لاحتجاجات الوقود.. إيران تطارد قادة "الانتفاضة البيضاء" لهذه الأسباب


08/11/2021

في الوقت الذي تحاول فيه إيران استعراض القوة لخدمة المفاوضات النووية قبل استئناف المفاوضات في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ترتفع حدة التحديات الداخلية التي تواجهها الدولة؛ إذ يحمل الشهر ذاته الذكرى الثانية لمرور انتفاضة الوقود.

وكانت التظاهرات قد اندلعت في إيران منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2019 في ظل تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار البنزين 3 أضعاف، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص. 

وبعد عامين من الانتفاضة، لم تتحسن المؤشرات الاقتصادية الإيرانية، بل على العكس تبدو الأجواء ملائمة لاشتعال ثورة جديدة، خصوصاً في ظل استمرار التظاهرات الفئوية، ممّا يعني أنّ الفتيل قابل للاشتعال في أي وقت. 

وقد سجّل اليوم الأول من الشهر الجاري اندلاع أكثر من 25 تظاهرة، نفذتها شرائح مختلفة من الشعب الإيراني ضد استبداد نظام الملالي، واحتجاجاً على سوء الأحوال المعيشية. وكانت إيران قد شهدت ما لا يقلّ عن 20 حركة احتجاجية في آخر أيام شهر تشرين الأول (أكتوبر)، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

وفي ظل هذه الأجواء، تخشى السلطة الإيرانية المتشددة من تجدد التظاهرات، خصوصاً في ظل صعود حركة احتجاجية جديدة تحت اسم "الانتفاضة البيضاء"، تدعو الإيرانيين إلى الخروج والاعتراض على الأوضاع القائمة. 

تخشى السلطة الإيرانية المتشددة من تجدد التظاهرات، خصوصاً في ظل صعود حركة احتجاجية جديدة تحت اسم "الانتفاضة البيضاء"

وإذا ما كان التسامح مع مثل تلك الحركات في إيران غير وارد، فإنّ خروجها، في الوقت الذي تولي فيه السلطة الجديدة تركيزاً وأولوية للملف النووي في محاولة لمراودة الغرب، والحصول على أكبر مكاسب ممكنة، يعكس قمعاً مضاعفاً، ومواجهة حديدية لأيّ محاولات للتمرد، مع سرعة إلصاق تهم الإرهاب بها. 

 

اقرأ أيضاً: "فرق الموت" العراقية أثناء محاكمتهم: لسنا نادمين على اغتيال النشطاء

وفي هذا الإطار، أعلنت الشرطة الإيرانية أمس اعتقال 10 عناصر من قادة "الانتفاضة البيضاء". وحركة "الانتفاضة البيضاء"، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز"، اسم لجماعة معارضة ظهرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي يرأسها شخص يدعى "دكتور سايان"، تدعو للخروج في احتجاجات مناوئة للنظام، في الذكرى الثانية لاحتجاجات الوقود، من ساحة الثورة في العاصمة طهران.

وقد ظهر اسمها لأول مرّة في أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية اعتقال أحد قادتها، وقالت إنه يُدعى محمد حسين بور.

وبدأت الأجهزة الأمنية مواجهتها مع "الانتفاضة البيضاء" مبكراً، فبحسب ما أورده موقع "إرم نيوز"، أعلنت قوات الحرس الثوري الإيراني بمحافظة ألبرز شمال البلاد يوم الجمعة اعتقال عدد من قادة الحركة التي تتمركز بمحافظة ألبرز خلال عمليات نفذتها في المحافظة شمال إيران. وأضافت القوات الإيرانية في بيانها أنّ "الحركة كانت تخطط لزعزعة أمن واستقرار المحافظة وباقي مناطق البلاد، وذلك من خلال تنفيذ عمليات تخريبية". 

 

قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: إنّ أعداء إيران (لم يُسمّهم) يخططون لاحتجاجات في تشرين الثاني الجاري كما حدث في 2019

 

والخميس الماضي، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: إنّ أعداء إيران (لم يُسمّهم) يخططون لاحتجاجات في تشرين الثاني (نوفمبر)، كما حدث في 2019، وإنّ توقف محطات الوقود في إيران هو بداية للتهيئة للمظاهرات.

وأوضح وحيدي أنّ الهجوم السيبراني الأخير على محطات الوقود، وقلق الناس بشأن قضية البنزين، من "تخطيط العدو".

 

اقرأ أيضاً: أين تتجه علاقات تركيا مع كردستان العراق؟

وجاءت تصريحات وحيدي بالتزامن مع اضطرابات شهدتها محطات البنزين في جميع أنحاء إيران جرّاء عطل برمجي أثر على نظام الدفع بالبطاقات المدعومة، وسط حالة امتعاض واسعة داخل البلاد، بحسب "سكاي نيوز".

مفاوضات غير ممهدة 

وإلى جانب التحديات الداخلية المتزايدة التي تواجهها إيران، فإنّ المفاوضات النووية ليست ممهّدة هي الأخرى؛ إذ ستنطلق في أجواء يشوبها عدم الثقة. .

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن": إنّ بلاده مستعدة للعودة إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أنّ طهران لم تُظهر بعد استعدادها الجدّي للقيام بذلك، بحسب ما أورده موقع العربية. 

وأضاف بحسب ما نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال" اليوم الإثنين: إنّ بلاده تعمل عن كثب مع شركائها وحلفائها لتهيئة الظروف اللازمة للمحادثات النووية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية