فيروس كورونا: ما مدى خطورة السلالة الهندية الجديدة؟ وهل اللقاحات فعالة ضدها؟

فيروس كورونا: ما مدى خطورة السلالة الهندية الجديدة؟ وهل اللقاحات فعالة ضدها؟


02/05/2021

منذ تصنيف فيروس كورونا جائحة عالمية في ربيع العام 2020، ظهرت عدة سلالات متحورة من الفيروس بدت أكثر فتكاً وقدرة على الانتشار، ما أطال أمد الوباء في مناطق كثيرة من العالم. وقد تنامى الخوف خلال الأيام الماضية من سلالة جديدة لفيروس كورونا، واسمها العلمي "بي 1.617"، أو "السلالة الهندية" كما يتداولها الإعلام. 

وتتميّز النسخة الهندية من فيروس كورونا بقدرتها على الانتشار السريع، كما أنّها تجمع بين طفرتين مختلفتين، ما يجعلها تفلت بسهولة من قبضة الجهاز المناعي.

كارثة إنسانية في الهند

وتسبّبت السلالة الجديدة من فيروس كورونا بكارثة إنسانية كبيرة في الهند، التي سجّلت ارتفاعاً غير مسبوق بعدد الإصابات والوفيات، مع انهيار شبه كامل بالنظام الصحي، وسط مشاهد مرعبة لجثث ضحايا الفيروس.

وبحسب آخر الأرقام الواردة من الهند؛ فقد تمّ تسجيل نحو 400 ألف إصابة جديدة وما يزيد عن 3700 وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لكنّ الأطباء والخبراء يقولون إنّ الأرقام الحقيقية تصل إلى 10 أضعاف الأرقام المُعلنة، مقدرين الإصابات اليومية بنحو 3 ملايين حالة.

تسبّبت السلالة الجديدة من فيروس كورونا بكارثة إنسانية كبيرة في الهند

وبهذا المعدل، يمكن أن تشهد البلاد أكثر من 30 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا يومياً في غضون أسابيع قليلة، وسط حالة من الفوضى في سجلات المرضى، مما يعني أنّ العدد الحقيقي قد يظل مجهولاً.

ولاحتواء تفاقم الوباء مدّدت العاصمة الهندية، السبت، الإغلاق الذي تفرضه لاحتواء وباء "كوفيد 19" لمدة أسبوع، وسط تفاقم كبير في عدد الإصابات والوفيات، وفق ما أورد موقع "times of india".

ما أعراض السلالة الجديدة؟

إلى جانب الأعراض المعتادة للإصابة بفيروس كورونا مثل؛ الحمى والتعب والسعال وفقدان حاسة الشم والتذوّق، لاحظ خبراء الصحة في الهند أعراضاً جديدة قد تكون مرتبطة بموجة السلالة المتحورة، والتي يطلق عليها الأطباء "طفرة الهروب" نظراً لقدرتها بالإفلات من الجهاز المناعي.

وقالت الدكتورة سوراديبتا تشاندرا، وهي طبيبة استشارية في مركز "هيلفيتيا" الطبي في دلهي، خلال تصريح لموقع "times now news"، إنّه من المحتمل وجود متغيرات ثنائية وثلاثية الطفرة من كوفيد-19 تم اكتشافها لأول مرة في الهند، ويبدو أنّ الطفرة نفسها تسبب أعراضاً لم يسبق رؤيتها من قبل.

طمأنت الهند مواطنيها قبل أيام بأنّ برنامج التطعيم الذي كان  يستهدف كبار السن، سيمتد ليشمل كل شخص يبلغ من العمر 18 عاماً أو أكثر

وأضافت الدكتورة "نحن نرى مرضى يعانون من الإسهال، وآلام البطن، والطفح الجلدي، والتهاب الملتحمة، وحالة الارتباك، وضباب الدماغ، وتغير لون أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأزرق، ونزيف من الأنف والحلق فضلاً عن الأعراض المعتادة مثل التهاب الحلق، وآلام الجسم، والحمى، وفقدان الشم والتذوق".

التقييم الدولي

رغم الوضع المأساوي الذي تشهده الهند بسبب كورونا، إلّا أنّ منظمة الصحة العالمية صنّفت النسخة الهندية من الفيروس (B.1.617) على أنّها "نسخة مثيرة للاهتمام" فيما صنّفت النسخة البريطانية (B.1.1.7) والنسخة الجنوب أفريقية (B.1.351)  والنسخة البرازيلة (P.1) على أنّها "متحورة مُقلقة".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنّ هذه النسخ مثيرة للقلق لأنّها سريعة الانتشار وأعراض المرض فيها أخطر وأطول، وأيضاً لأنّها تتمكن من الإفلات من الجهاز المناعي، وفق ما أورد موقع "دويتشه فيليه".

هل اللقاحات فعّالة؟

يرى بعض الخبراء أنّ اللقاحات بشكل عام ستساهم في تقليل مضاعفات المرض بالسّلالة الهندية الجديدة، وما زال الأمر يخضع للتجريب الدقيق، إلّا أنّ بعض الشركات المُصنّعة للقاحات أعلنت فعاليتها بالفعل.

لاحظ خبراء الصحة في الهند أعراضاً جديدة قد تكون مرتبطة بموجة السلالة المتحورة

وقال ألبير بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّه "متفائل" بشأن قدرة المصل على مواجهة المتحور الهندي، قائلاً: "بالنسبة للمتحوّر الجديد الذي رُصد في الهند، ليس لدينا أية بيانات، لكنّني متفائل بشأن قدرتنا على السيطرة عليه".

من جانبه، أكّد ألكسندر غينسبورغ، مدير مركز "غاماليا" الروسي للوبائيات، فعالية لقاح "سبوتنيك 7" الروسي أمام الطفرة الهندية.

وقال غينسبورغ: "تلقّي جرعتين من لقاح "سبوتنيك 7" يمنح مستوى عالياً من خلايا المناعة، حتى لو تغيّرت الأجسام المضادة"، وفق وكالة نوفوستي للأنباء.

أكّد مدير مركز "غاماليا" الروسي للوبائيات، فعالية لقاح "سبوتنيك 7" الروسي أمام الطفرة الهندية

في غضون ذلك، قال سوميترا داس، عالم ومدير المعهد الوطني لعلم الجينوم الطبي الحيوي في الهند، إنّ السلالات ثنائية وثلاثية الطفرة التي تم اكتشافها لأول مرة في الهند، هي النوع نفسه من فيروس كورونا، وإنّ اللقاحات التي تعطى حالياً في البلاد فعالة في هذه المتغيرات.

يُشار إلى أنّ الهند تُعدُّ واحدة من أهم الدول المنتجة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، ولديها أكبر مصنع للقاحات في العالم، لكنّها لم تطعم ما يكفي من السُكّان الذين يبلغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة، ما يعني أنّ أمامها طريقاً طويلاً من أجل كبح العدد المتزايد من الإصابات، وفق ما أورد موقع "سكاي نيوز".

وكانت الحكومة الهندية قد طمأنت مواطنيها قبل أيام بأنّ برنامج التطعيم الذي كان يستهدف كبار السن، سيمتد ليشمل كل شخص يبلغ من العمر 18 عاماً أو أكثر، لكن حتى الآن، لا تزال وتيرة التطعيم بطيئة للغاية؛ إذ لم يتلقَ اللقاحات سوى حوالي 2 بالمئة من الفئات المُستهدفة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية