فضيحة من العيار الثقيل... فساد يحيط بشخصيات إيرانية موالية لخامنئي منهم سليماني

فضيحة من العيار الثقيل... فساد يحيط بشخصيات إيرانية موالية لخامنئي منهم سليماني


12/02/2022

فضح تسجيل صوتي مسرّب تغلغل الفساد في الحرس الثوري الإيراني، وتورط شخصيات بارزة مثل عمدة طهران السابق والرئيس الحالي للبرلمان الجنرال محمد باقر قاليباف، والقائد السابق لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتيل في غارة أمريكية على مطار بغداد، وآخرين من كبار قادة الحرس.

وبثت إذاعة "فردا" الأمريكية الناطقة بالفارسية تسجيلاً مدته (50) دقيقة، يتضمّن محادثة سرية تمّت عام 2018 بين القائد السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري ومساعد الحرس الثوري لشؤون الاقتصاد والبناء صادق ذو القدر نيا حول فساد يتعلق بفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، وبلدية طهران برئاسة قاليباف.

 

تسجيل صوتي يكشف فساد فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، ومساعد الحرس للشؤون التنسيقية جمال الدين آبرومند، ورئيس منظمة مخابرات الحرس حسين طائب

 

وتمّت الإشارة في هذا التسجيل إلى تورط مباشر لقاليباف (وهو جنرال سابق في الحرس الثوري) في الفساد عندما كان يشغل منصب عمدة طهران، بالإضافة إلى تورط سليماني، ومساعد الحرس للشؤون التنسيقية جمال الدين آبرومند، ورئيس منظمة مخابرات الحرس الثوري حسين طائب، بقضايا فساد أيضاً.

وفي التسجيل، قال الجنرال صادق ذو القدر نيا: إنّ محمد باقر قاليباف، عمدة طهران آنذاك، كان منزعجاً جداً من طرح قضية الفساد المتعلقة بالبلدية وتعاونية الحرس الثوري الإيراني. ويضيف أنّ فريق آبرومند في تعاونية الحرس الثوري اكتشف نقصاً في أموال المؤسسة بنحو (8000) مليار تومان، عندها طلب قاليباف من ذو القدر نيا التوقيع على مذكرة تفاهم بقيمة (8000) مليار تومان بغية لملمة المشكلة.

 

فريق آبرومند اكتشف نقصاً في أموال المؤسسة بنحو (8000) مليار تومان، عندها طلب قاليباف من ذو القدر نيا التوقيع على مذكرة تفاهم بالمبلغ لإنهاء المشكلة

 

وأضاف ذو القدر نيا في الملف الصوتي: "قلت له إنّ هذه التصرفات تعتبر جريمة، جاء قاليباف إلى أمام مسجد بالقرب من منزلي، وقال لي: وقِّع على هذه الورقة، فقلت له: هذه جريمة، إنّها تضرك، وتضرني، وتضر جعفري (قائد الحرس السابق)، أنا لن أوقع، عندها أجاب: فلنعقد اجتماعاً، ونظّم اجتماعاً في وقت لاحق".

وتابع: "قلت لقاليباف: أنت خصصت (8000) مليار تومان لمشاريع بدلاً من إعطائها لشركة "رسا" (التابعة لشركة ياس القابضة)، في حين لا تنتمي تلك المشاريع إلى ياس القابضة التابعة للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني على الإطلاق، وقال قاليباف حينها: لا تذكر لي هذه الأسماء، وأصيب بانهيار".

وكشف ذو القدر نيا في التسجيل أنّ قاسم سليماني قال له يوماً ما: إنّ "قاليباف كان يشتمك"، فردّ عليه: "ماذا عليّ أن أفعل؟ أنا معتاد على الشتائم".

وفي هذا التسجيل، أكد محمد علي جعفري أنّ قاليباف "منزعج للغاية" بسبب عدم توقيع المذكرة مع ذو القدر نيا، مضيفاً: "لو تمّ التوقيع على هذه المذكرة، لا أعلم ماذا كنّا سنفعل".

 

نجل المرشد الأعلى مجتبى خامنئي ورئيس استخبارات الحرس حسين طائب لفقا تهمة مخدرات إلى ذو القدر نيا

 

في جزء آخر من هذا الملف الصوتي، قال قائد الحرس الثوري الإيراني السابق: إنّ قاسم سليماني كان منزعجاً أيضاً من مواجهة "عصابة آبرومند" المتهمة بالفساد، وتحدث شخصياً إلى المرشد علي خامنئي.

وتابع موجهاً حديثه إلى ذو القدر نيا: "كان (سليماني) مستاءً من مواجهتك أنت مع شركة ياس، وقال: ذهبت إلى السيد (خامنئي) أيضاً... فقلت لقاسم سليماني: لا تخبرني بهذه الأشياء، فمن أمر السيد مسعود مهردادي الذي بدد كل هذه الأموال من الخزانة بفعل هذا الأمر؟ ألا يجب أن يحاسب؟ وقلت له إنّ الأمور لا يجب أن تتم هكذا".

يذكر أنّ شركة مجموعة ياس للتنمية الاقتصادية، المعروفة باسم "ياس القابضة" والتي رفض قاسم سليماني فتح ملفات الفساد المالي فيها، كانت الذراع الرئيسية للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، والتي كانت تنشط في مجالات الخدمات والوساطة والإسكان، ولعبت هذه الشركة دور خزانة فيلق القدس، ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وكانت تُعدّ أحد مصادر تمويل الميليشيات التي شكّلها فيلق القدس بقيادة سليماني في المنطقة.

وقد تفشّى الفساد في شركة ياس القابضة، إلى درجة اضطرت السلطات إلى حلّها واعتقال بعض مسؤوليها التنفيذيين في عام 2017، وفي إحدى قضايا الفساد المتصلة فيها بلغ قيمة الأموال نحو (13) ألف مليار تومان.

في هذا الملف الصوتي أيضاً اتهم ذو القدر نيا رئيس مخابرات الحرس الثوري حسين طائب بدعم محمد باقر قاليباف.

يذكر أنّ قاليباف المتهم بالفساد على صلة قرابة بخامنئي، حيث إنّ زوجة المرشد هي خالة عمدة العاصمة السابق.

وفي نهاية التسجيل الصوتي المطوّل طلب رئيس مكتب محمد علي جعفري (قائد الحرس الثوري آنذاك) من ذو القدر عدم تسجيل الحديث، "لأنكم لن تتمكنوا من تحدي هؤلاء" المسؤولين الكبار.

يذكر أنّ مصير المساعد الاقتصادي للحرس الثوري صادق ذو القدر نيا، الذي عبّر عن امتعاضه في هذا الملف الصوتي المسرب عن الفساد في الحرس الثوري، يشوبه الغموض.

وقال مصدر مطلع لقناة "العربية": إنّ ذو القدر نيا كان يصرّ على ضرورة محاسبة قاليباف ومحاكمته، لكن واجهه مجتبى خامنئي نجل المرشد الأعلى، ورئيس استخبارات الحرس الثوري حسين طائب، فنصبوا له "فخاً" بتلفيق تهمة مخدرات له.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية، كان ذو القدر نيا في رحلة من طهران إلى جاكارتا عبر الدوحة مستخدماً جواز سفر دبلوماسياً، يحمل فيه اسم "ميرزا حسن ذو القدر" في 4 تموز (يوليو) الماضي، واكتشفت في أمتعته (4) كيلوغرامات من الكوكايين ومخدر الـLSD.

ويبدو أنّه تم إعادة ذو القدر نيا إلى طهران، بينما لم يعلق أيّ من مسؤولي النظام الإيراني منذ ذلك التاريخ على الحادث، وأُبعِد هذا الجنرال من الساحة العسكرية والاقتصادية والسياسية في إيران.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية