عودة علاقات تونس ودمشق ضربة لمخططات الإخوان... كيف؟

عودة علاقات تونس ودمشق ضربة لمخططات الإخوان... كيف؟

عودة علاقات تونس ودمشق ضربة لمخططات الإخوان... كيف؟


13/04/2023

بعد قرابة (11) عاماً على قطع حليف "الإخوان"، الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، العلاقات مع دمشق، أعادت سوريا وتونس فتح سفارتي البلدين في خطوة جديدة لضبط بوصلة العلاقات، خصوصاً بعد أن شهدت تونس موجات من تسفير آلاف الشباب إلى بؤر التوتر، بينها سوريا، تحت غطاء سياسي.

وترى تقديرات سياسية تونسية أنّ السلطات السورية لها كل المعطيات والمعلومات، ويمكنها إفادة تونس لاستكمال تفكيك منظومة الإرهاب التي نشطت طيلة الأعوم الـ (10) الماضية، وتشكلت بإرادة من السلطات القائمة سابقاً في تونس، وستعجل بحلّ الملفات القضائية المطروحة حالياً، والتي يُتهم فيها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وبعض قيادات الحركة.

ترى تقديرات سياسية تونسية أنّ السلطات السورية لها كل المعطيات، ويمكنها إفادة تونس لاستكمال تفكيك منظومة الإرهاب التي نشطت طيلة الأعوام الـ (10) الماضية

هذا، ويرى المحلل السياسي السوري ميلاد المقداد، في حديث لـ "العين"، أنّ خطوة تونس جاءت التحاقاً برياح التغيير العربي نحو سوريا، مشيراً إلى أنّ دمشق تنطلق في نظرتها للعلاقات العربية - العربية بمعزل عن أيّ خلافات ذات طابع سياسي.

وأوضح أنّ هناك روابط اجتماعية وثقافية وتاريخاً مشتركاً يربط العرب فيما بينهم، ممّا يجعل تلك الروابط أهم من السياسة.

وبحسب المحلل السياسي، فإنّ الشعب التونسي كان "أول من اكتشف حقيقة ما يجري في سوريا، بعد عودة المخربين والإرهابيين التونسيين إلى بلادهم، والذين جاؤوا إلى سوريا، والتحقوا بصفوف التنظيمات الإرهابية من داعش والقاعدة".

المقداد: هؤلاء المخربون والإرهابيون لا يريدون لا ديمقراطية -كما يزعمون- ولا أن يكون الشعب السوري سيداً ومستقلاً كما كان دائماً

ويقول المقداد: إنّ مجريات الأحداث أثبتت أنّ "هؤلاء المخربين والإرهابيين لا يريدون لا ديمقراطية -كما يزعمون- ولا أن يكون الشعب السوري سيداً ومستقلاً كما كان دائماً".

وأشار إلى أنّ ما سُمّي بـ "الربيع العربي" كان بمثابة برنامج لتفتيت الدول عبر "الإخوان المسلمين"، مؤكداً أنّ تلك الجماعة "سعت لإضعاف وتفتيت الجميع، إلا أنّ هذه السياسة سقطت اليوم".

وأضاف المحلل السوري: "كنّا أمام مرحلة دموية كبيرة، ونأمل أن نكون على أعتاب مرحلة جديدة، قائمة على احترام السيادة الوطنية لكل الأقطار العربية فيما بينها، والتأكيد على أنّ ما يجمع العرب أكثر ممّا يفرقهم".

من جانبه، قال عضو مجلس النواب السوري رامي صالح، في تصريح لصحيفة "العين": إنّ العلاقات السورية - التونسية كانت متميزة على الدوام، مشيراً إلى أنّ وجود السفارات اليوم يسهل المزيد من التعاون بين البلدين.

خبير أمني تونسي: سوريا هي مفتاح السر للكشف عن العديد من الخفايا المرتبطة بمسألة الأمن القومي التونسي، من بينها أوّلاً التسفير والخطوط التي اعتُمدت فيه

واعتبر البرلماني السوري أنّ أبواب دمشق مفتوحة أمام كل الخطوات العربية تجاهها، مشيراً إلى أنّ سوريا ما زالت قلب العروبة النابض، فهي لم تبادر للخروج من العمل العربي المشترك.

وأضاف عضو مجلس النواب السوري: "نرحب بعودة هذه العلاقات، ونتمنى أن تكون العلاقات السياسية بين الدول العربية بمستوى العلاقات بين شعوبها".

وبحسب صالح، فإنّ هناك مراجعة عربية لما جرى في سوريا، مشيراً إلى أنّ القيادة السورية منفتحة على كل هذه المراجعات؛ كونها لم تبادر بأيّ عمل سلبي تجاه أيّ دولة عربية.

إلى ذلك، اعتبر الخبير الأمني والعميد السابق بالحرس الوطني علي الزرمديني في تصريح لصحيفة (الصباح) التونسية أنّ قرار عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قرار صائب ومهم؛ لأنّ سوريا هي مفتاح السر الذي يمكن من خلاله، وبما يتوفر للأجهزة السورية من معطيات واقعية وحقيقية، الكشف عن العديد من الخفايا المرتبطة بمسألة الأمن القومي التونسي، من بينها أوّلاً التسفير والخطوط التي اعتُمدت فيه.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية