أظهر قائد "كتيبة البراء" التابعة للإخوان المسلمين المصباح أبو زيد طلحة، التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، في مقطع فيديو نشره على صفحته في (فيسبوك)، دعمه وتشجيعه لمجموعة اعتدت على رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية القوى المدنية "تقدم"عبد الله حمدوك، وعدد من السودانيين، خلال ندوة أقيمت يوم الخميس الماضي في العاصمة البريطانية لندن، ضمن الجهود الرامية لوقف الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف نيسان (أبريل) 2023.
وتحدث طلحة عبر الفيديو مع مجموعة من المعتدين في لندن، قائلاً: "كل على جبله رامٍ"، وكتب على المقطع "براؤون في أيّ حتة"، أيّ مكان، وفق ما نقلت شبكة (سكاي نيوز).
من جهته، قال الصحفي المتخصص في تدقيق المعلومات ومكافحة التضليل لمحمد المختار محمد: إنّ مقطع الفيديو يحمل رسالة دعم واضحة للمجموعة المعتدية، ويظهر مدى تطرف عناصر "كتيبة البراء" الإخوانية وانتشارها، وتصدرها المشهد السياسي والعسكري بعد الحرب.
ووفقاً للخبير القانوني إسماعيل مضوي، فإنّ تسجيل ونشر مقاطع الهجوم من قبل قائد "كتيبة البراء"، واحتفاءه بما حدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوضح نية التأثير والترويع ونشر وتشجيع التطرف واستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو إيديولوجية بطرق تهدف لإثارة الرعب.
الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا يدين الأساليب المتطرفة في النشاط السياسي والعام والتحرش اللفظي والعنف الجسدي بالقوى المدنية.
ويوضح مضوي: "محاولة التهجم على حمدوك ومرافقيه تشير إلى استخدام العنف، وربما التهديد، لتحقيق تأثير سياسي، مثل عرقلة جهود السلام ووقف الحرب، وهي تصرفات يمكن أن تُفسر بأنّها محاولة لترويع الحكومة البريطانية والسودانيين".
وينبه مضوي إلى أنّ "الإيديولوجيات المتشددة أو المرتبطة بجماعات مسلحة في السودان، مثل "كتيبة البراء"، تعمل على استغلال بعض العناصر "الهشة" وتوظيفها في الخارج لإرسال رسائل عن طريق العنف أو التهديد.
وفي السياق، أدان الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا ما وصفها بالأساليب المتطرفة في النشاط السياسي والعام، والتحرش اللفظي والعنف الجسدي الذي تعرّض له المشاركون في لقاء مع د. عبد الله حمدوك، من قبل مجموعة من مناصري الجيش وفلول النظام المخلوع في العاصمة البريطانية لندن.
واستنكر الحزب، في بيان نقله موقع (مداميك)، أنّ بعض المحتجين لم يكتفوا بالهتافات واللافتات والشعارات في العاصمة لندن أمام مبنى المعهد الملكي للشؤون الدولية (شاتام هاوس) خلال انعقاد لقاء لتنسيقية (تقدم)، وإنّما تمادت عناصر عديدة من بينهم في إطلاق عبارات عدائية ألهبت جوّاً من الكراهية، وبعبارات نابية كريهة يعفّ اللسان عن ترديدها؛ كما تهجّمت مجموعة من المتطرفين على الناشطين السياسيين والصحفيين المدعوين للقاء بعد خروجهم، وتحرّشت بهم لفظيّاً وجسديّاً".
وقد أعلن الحزب إدانته على وجه الخصوص "التحرش اللفظي والعنف الجسدي الذي تعرّض له رئيس الجبهة الوطنية العريضة الأستاذ المحامي هشام أبو ريدة، والإعلامية المستقلة ورئيسة منبر الصحفيين السودانيين في بريطانيا أثيلات سليمان، والسيدات والسادة المنتمين لـ "تقدم" الذين تعرّضوا للإساءات والعنف اللفظي والبدني"، وأدان الحزب بشدة ما تعرّضت له بعض النساء السودانيات من عنف وإساءات لفظية قبيحة".