ظمأ يروينا حتى اليوم: الفُضُول والأغنية اليمنية بين الأمس والحاضر

ظمأ يروينا حتى اليوم: الفُضُول والأغنية اليمنية بين الأمس والحاضر

ظمأ يروينا حتى اليوم: الفُضُول والأغنية اليمنية بين الأمس والحاضر


31/07/2023

وأنت تصغي إلى "الظمأ" في قصائد عبد الله عبد الوهاب نعمان ستعتقد أنّه لم يشرب من ماء الحب قط. وستستنتج أنّ وراء الظمأ قصة أو قصص حب لم تكتمل، وهو استنتاج في محله؛ فالشاعر لم يشرب من نبع المرأة الأخيرة المجهولة التي أحبها، وكتب فيها كل قصائد الحب في أعوامه الأخيرة، بحسب ملاحظات نجله مروان عبد الله عبد الوهاب نعمان على كتاب "الظمأ العاطفي في شعر الفُضُول وألحان أيوب".

عبد الله عبد الوهاب نعمان وأُم كلثوم
هو من أوائل رجال حركة الأحرار ومن أبرز كتّابها. كان سياسياً وأديباً وشاعراً وصحفياً بارزاً. ولِد في 1917م الحُجَرِية، تعز، وهو ثاني أصغر أبناء الشهيد عبد الوهاب نعمان، قائمقام الحجرية بمرسوم من الباب العالي في الأستانة، وأول الثوار على حكم أسرة حميد الدين، منذ بداية تسلمهم الحكم من الأتراك عام 1918. درس على يد ابن عمه الأستاذ أحمد محمد نعمان في ذُبْحان، الحجرية، ثم على يد عبد الله المعزبي في مدينة زبيد. وفي الفترة من 1941 إلى 1944م عمل بالتدريس في المدرسة الأحمدية في تعز.

توقف الفضول عن كتابة الشعر مع بداية 1954 لتأمين لقمة العيش، ثم عاد إلى كتابة الشعر مع ثورة 1962. ومن القصص (غير المؤكدة) أنّ أُم كلثوم كانت على وشك غناء قصيدة له بعنوان "لك أيامي"، غير أنّ ذلك لم يتحقق لوفاتها

أثناء وجوده في ذُبْحان أبرق الإمام أحمد إلى عامله لاعتقاله، لكنّه فر إلى عدن، لينضمّ بعد ذلك إلى مجموعة الأحرار وليؤسس معهم حزب الأحرار اليمنيين. في عدن عمل مُعلماً للغة العربية في مدرسة بازرعة الخيرية، ثم ترك التدريس ليصدر جريدة (صوت اليمن) عام 1947م، وكانت مقالاته فيها تمثل رداً على جريدة الإيمان المتوكلية التي تهاجم الأحرار. كما كانت له مقالات سياسية في جريدة (فتاة الجزيرة) بتوقيع (يمني بلا مأوى). وبعد فشل ثورة 1948، وإعدام قادة الثورة، ومنهم والده، أصدر في عدن صحيفة (الفُضُول) التي أقلق بها مضاجع الإمام أحمد حميد الدين، ثم ارتبط اسم الصحيفة باسمه لاحقاً. وتعود هذه التسمية إلى "حلف الفُضُول" الذي كانت مهمته قبل الإسلام إنصاف المظلومين.

الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان في شبابه

توقف الفضول عن كتابة الشعر مع بداية 1954م لتأمين لقمة العيش، ثم عاد إلى كتابة الشعر مع ثورة 1962م. ومن القصص (غير المؤكدة) أنّ أُم كلثوم كانت على وشك غناء قصيدة له بعنوان "لك أيامي"، غير أنّ ذلك لم يتحقق لوفاتها. وهي القصيدة التي لحنها وغناها بعد ذلك الفنان أيوب طارش. وكانت القصيدة بنسختها التي غناها أيوب طارش موجهة للسيدة عزيزة أمين نعمان، أمّا شكلها النهائي الوارد في موقع الفضول، فقد كانت موجهة إلى آخر حبيبة، بحسب ما كتبه ابنه، (بالمقارنة لم أجد فارقاً سوى في كلمة واحدة: "بدر/ بِدْء أيام فؤادي الباسماتِ").

ثمّة موقف طريف، في هذا السياق، يرويه نجله في موقع الفضول: "كان والدي قد تسلم مبلغ (1000) جنيه إسترليني قيمة للقصيدة. وكان المبلغ كبيراً بمقاييس وقته. وكان أصدقاؤه يقولون له: لماذا تصر على الفلوس يا فضول؟ غناء أم كلثوم لقصيدتك سيدخلك التاريخ من أوسع أبوابه. وقد ردّ عليهم: ما أشتيش/ لا أريد أن أدخل التاريخ من أوسع أبوابه، أشتي/ أريد أن أدخل البنك من أزغر/ أصغر شُحْج/ ثقب".

ينوه نجل الشاعر أنّ والده كتب كل القصائد العاطفية في الأعوام الـ (6) الأخيرة من حياته، في هذه المرأة المجهولة التي أحبها ولم يتمكن من الارتباط بها، وكانت مصدر إلهامه الوحيد

هذا الموقف شبيه بآخر بين سيد مكاوي وأم كلثوم، في لقاء مع منى الشاذلي ذكرت إيناس مكاوي أنّ أم كلثوم هاتفت والدها وهو في العشرينات من عمره، وطلبت منه تلحين أغنية "أنساك". سألها مكاوي: "حاخد كام؟" أجابت الست: "يكفيك فخراً أنّك بتلحن لأم كلثوم"، ردّ مكاوي: "البقّال اللي بشتري من عنده، ما بياخدش فخراً".

حب حتى آخر رمق
الفضول لم يشرب من ماء حبه الأخير لكنّه كان قد شرب حتى الثمالة من (4) نساء قبلها، تزوجهن على فترات متباعدة، وأنجب منهن (14) ولداً وبنتاً، وحتى لا ينجب المزيد أجرى عملية لوقف الإنجاب. ورغم أنّه ارتوى من حب زوجاته الـ (4)، وربما من حب نساء غيرهن، إلا أنّ ظمأه للحب ظل حتى آخر عمره، كما لو كان ما يزال في ريعان شبابه. وقد عبَّر عن ذلك الظمأ في قصائد عديدة أشهرها "مكانني ظمآن" التي لحنها وغناها أيوب طارش.

يقول الفضول في مطلع القصيدة:

"شقَّ الظما قلبي وأشعل في عروقي الدَّمَا

والشوق لا يطفيه شَنَّان ماء

والحب لا يرويه ماء السما

مدارِب السيل قولي وامدارب لِمَا

لا يقدر السيل أن يروي القلوب الظِّما

مهما مسيلك سال دافق ومن

صدور ضاحات الجبال ارتمى

مكانني ظمآن"

أمّا لماذا "لا يقدر السيل أن يروي القلوب الظمآنة"، فتجيب عنه القصيدة نفسها، إضماراً، وقصائد أخرى مثل قصيدة "هيمان"، و"وافي العهود"، كما سيأتي. وفي قصيدة "من أجل عينيك" يصف دموع قلبه بقوله:

"مثل العصافير ظمآنات لا ماء يرويهن ولا أفياء يتظللين

أسقيتهِن من غمام الفجر قالَين لي لا الفجر يروي ولا قطر الندى ينفعَين

واعطيتهِن من رحيق الورد كل الذي في الورد فاستعصَين أن يشربَين

صَامَين حتى يُلاقنَّك بكل الظما ويشربَنَّك وما ظنَّيتهِن يرتَوَيْن

طال الظما في فؤادينا وأكبادنا عاشَين من أحراقَهِن يَرْجُفَيْن

واحنا حبيبين أعطتنا مقاديرنا للملتقى وعد والأقدار لا يكذِبَيْن"

الفضول برفقة الفنان أيوب طارش

هذا اللقاء الذي منَّى الشاعر به نفسه، وبه سيرتوي من الظمأ، نجده متحققاً في قصيدة "وافي العهود"، وفيها يطيب اللقاء بالحبيبة، ورغم ذلك لا يغيب الظمأ عن مفرداتها:

"طاب اللقاء وا حبيب القلب وافي العهود

طاب اللقاء وا حبيبي فوق عرش الورود

عشنا ظما والندى سكَّاب من حولنا

تُرْوَى به مهجة الظامي ويخضرّ عود

كم غرَّسوا الشوك والأحزان في دربنا

لم يعرف الشوك منّا غير ترحيبنا

كم أظمأونا فأسقانا ندى حبنا

كم نارهم يا حبيبي قد أحاطت بنا

وجنة الحب تعطينا الندى والبَرُود

واليوم ها نحن في أحضان أيامنا

حقيقة ترتوي أضواء أحلامنا

وأفراحنا راكعات عند أقدامنا

مستغفرات فؤادينا لآلامنا

والحب غفار لا يأوي فؤاد الحقود"

وعن الظمأ في قصيدة "هنو لقلبي"، يقول:

"وعشتُ أيام كنت أطمع بقطر الندى على ظمأ قلب المحب الشغوف

وكان تبخل بها الدنيا ولكن أتت أقدار أسقتني الأماني غروف"

وهكذا نجد مفردة الظمأ، ومرادفها العطش، وكل ما يتعلق بها، ثيمة سائدة في معجم الفضول الشعري: النَّدا والماء والسيل والوديان والأنهار والدموع والغيث والغيم والسحاب والمطر... ولولا هذا الظمأ، لما استمتعنا بقصائد الحب التي تغنى بها أيوب طارش وعبد الباسط عبسي وأحمد علي قاسم وغيرهم. ظمأ انقطع برحيل الفضول في تموز (يوليو) 1982. ولعل في انقطاع هذا الظمأ عن الجيل التالي من المغنين والشعراء أحد أسباب قلة قصائد وأغاني الحب وضعفهما، رغم أنّ المغنين يملكون أصواتاً قوية، لكن بدون بصمة تميزهم كما كان حال السابقين. ربما لم يعودوا يعشقون بصدق وبساطة الفضول الذي سبق أن كتب: "يا حبيبي لن نتوب... ليس في الحب ذنوب"؛ فـ "حبنا حكم من الأقدار مرسل.. حبنا قرآن قلبينا المرتل".

ذاك الصدق في الحب أنجب قصائد غنائية أثْرَت المشهد الموسيقي اليمني من أواخر الخمسينيات وحتى نهاية الثمانينيات، وجعلت لكل فنان بصمته الخاصة. ثم أتى جيل ارتوى بسيل المد الديني فعجز عن الاتيان بقصائد مثلها أو حتى مجاراتها، فاكتفى بالتقليد. وربما منعه هذا المد، الديني والاجتماعي، من الحب بشكل طبيعي وصادق فعاش حياة متناقضة كما هو حال هذا الجيل الذي يعيش تناقضاً بين حياة استهلاكية يمارس فيها المتعة الممكنة سراً، ويدَّعي الفضيلة علناً، إيماناً بها أو ادعاءً.

قصص حب من حياة الفضول
يروي مروان عبد الله عبد الوهاب نعمان جانباً من قصص والده العاطفية الكثيرة التي انعكست في معظم قصائد الحب. كتب نجل الشاعر أنّ والده كان يرتبط بحبيباته بالزواج. وكانت آخر حبيباته هي الاستثناء؛ بسبب رفض أهلها ذلك؛ "لتاريخ الفضول الزاخر بتعدد الزوجات، كما أنّ الوالد كان قد جاوز الـ (60) من العمر، بينما الحبيبة في ريعان الشباب".

يذكر محي الدين سعيد في كتابه أعلاه أنّ الظمأ العاطفي هو المحرك الأساسي لقصائد وأغاني الفضول العاطفية. ويؤكد مروان الفضول أنّ والده "كان عاطفياً بشكل لا يصدق"، لكنّه "لم يكن يعاني من (ظمأ عاطفي) بالمفهوم الذي أراده محي الدين؛ فقد رأى الفضول زوجته الأولى وعشقها وتزوجها، ولم تكن من قريته، بل من قرية قَدَس في الحجرية. وهي أُم (8) من أولاده. وعشق بعدها وتزوج زوجته الثانية، وهي إحدى بنات عمومته، وأم (6) من أولاده. ومع الاثنتين لم يكتب الشعر العاطفي، لانشغاله بالهم الوطني وقضية الحرية والتخلص من النظام الإمامي." هذا الانشغال بالهم الوطني أنجب أيضاً قصائد وطنية تُعدّ علامات في مسيرة الفضول والشعر الوطني اليمني عموماً.

توالت قصص الحب في حياة الفضول، كما كتب ابنه، "إلى أن كان الزواج الرابع من عزيزة أمين عبد الواسع. وفي هذه الزوجة الأخيرة كتب الفضول قصائد غناها أيوب طارش قبل زواج والدي منها. وقد كانت قصة حبهما شهيرة في حينها. ولم يتزوج بعدها، لكنّه أحب غيرها وأراد الزواج من حبيبته تلك، لكنّ الأقدار لم تتح له ذلك، وداهمه الموت وهو يبكي حبه الأخير."

لعل بدايات قصائد وأغاني الحب الأخير للشاعر، كما كتب نجله، هي أغنية "حبيت":

"من مثلنا في الحب من مثلنا/ لقد لقينا في الهوى رغدنا/ كأنّما رعد السما رعدنا/ لا زهرنا يظمأ ولا وردنا".

وفي هذه الحبيبة كتب الفضول قصيدة "هيمان"، ومنها:

"وإن قلت قلبي من هواه ارتوى حسَّيت في حِسِّي جفاف التراب".

ينهاه الورد عن الاستمرار في الظمأ:

"وحيث مرّ الغيث والسيل سال

إذا رآني الورد قال لي تعال

خذ لك ندى عندي وخذ لك ظلال

يكفي ظما خلي الظما للرمال"

فيردّ الشاعر على الورد قائلاً:

"مُحال أن يروى فؤادي مُحال

يا ورد قلبي ما ارتوى من جمال

قد طال عهدي بين الأغصان طال"

ثم يخاطب الغيم:

"وا ساريات الغيم تحت الشهاب

قولي لمن خَلّى فؤادي وغاب

لا الشوق خلاّني ولا القلب تاب"

وفي الجزء الأخير يتضح معنى الظمأ الذي يأتي كمرادف للهيام، ولماذا لا يمكن للماء أن يروي الشاعر:

"هيمان، حتى لو سكنتُ السحاب

لأصبحت قيعان فيها سراب"

وعندما اتجهت قصة الحب الأخيرة نحو البعاد، كتب الشاعر أغنية "لو كان قلبك قنعني" ومنها: "لو كان قلبك قنعني أو هواك ارتوى فقل لروحي بما قلبك لها نوى". ومع استمرار التجافي، كتب الشاعر في حبيبته أغنية "هل عادك حبيب"، وفيها يؤكد الترادف أعلاه ويصرح بأنّ المشكلة ليست في عجزه عن وصال غيرها، ولكن في استحالة وصاله مع حبيبته:

"ما أدريش كيف قلبك رضي يروى وقلبي ما رضيش

أشرب وأشرب من هوى غيرك ولكن ما ارتويش

بك أنت مش بالنجم أو ضوء القمر

بك أنت مش بالغيم أو قطر المطر"

الشاعر برفقة الفنان أيوب طارش في شبابهما

وفي آخر قصائده كتب الشاعر رائعته "يا من رحلت إلى بعيد"، وفيها يتنبأ بالموت القادم، ويتمنى عودة الحبيبة ويستجديها الرجوع. وبعد ارتباط حبيبته برجل آخر، خلافاً لوعد بالبقاء على الحب، كتب الفضول آخر قصيدة قبل وفاته، وهي قصيدة "غدار":

"غدَّارْ.. لو أنزلت بين الندا ما كنتَ للأوراق إلاَّ ظَمَا"

وينوه نجل الشاعر في الأخير أنّ والده كتب كل القصائد العاطفية في الأعوام الـ (6) الأخيرة من حياته، في هذه المرأة المجهولة التي أحبها ولم يتمكن من الارتباط بها، وكانت مصدر إلهامه الوحيد، خلافاً لما ورد في كتاب "الظمأ العاطفي" من أنّ السيدة عزيزة أمين نعمان كانت ملهمة الفضول الوحيدة. كتب مروان: "أعلم أنّ زوجة والدي عزيزة أمين نعمان كانت تعلم من هي تلك الملهمة المجهولة على الكثيرين."

وأستنتج، ممّا كتبه نجل الشاعر أنّ مؤلف "الظمأ العاطفي" معذور في هذا الاعتقاد أو النقل. لعل اعتقاد الزوجة الأخيرة بأنّها الملهمة الوحيدة، أو غيرتها، دفعها لاستبعاد الحبيبة المجهولة ونسب الإلهام إلى نفسها. لكن ما لا يُعذر فيه المؤلف أنّه اعتمد، في هذه المسألة، على مصدر وحيد، هي الزوجة الأخيرة، وقد كان من المتاح له الرجوع لنجل الشاعر، مروان، كما عبّر هذا عن ذلك، أو لِزوجة الفضول الأولى آسية الغوري، أم (8) من أولاده، "وهي التي عاشت معه أضنك أيام حياته في النضال في عدن، وفي تربية أولاده. وكان بالإمكان سؤالها عن كثير من حياة الفضول، فهي التي رافقته في هروبه من ذبحان إلى عدن، وعاشت معه أعوام الجوع والفقر والعناء والتشرد. ولعلها كانت أكثر فائدة في بيان قصص الفضول العاطفية." كما كان بإمكان المؤلف العودة إلى زوجة الفضول الثانية، عزيزة نعمان عبد القادر نعمان، وهي ابنة عمه، وأم (6) من أولاده. "وقد ارتبط بها بحب كبير" ثم طلبت الطلاق منه بسبب زواجه الثالث. كما كان بإمكان الباحث الاستعانة بزوجة الفضول الثالثة من صنعاء، السيدة نفيسة رفعت إبراهيم، "وقد ارتبط بها الفضول بعلاقة حب انتهت بالزوج، وكتب فيها قصائد شعر كانت هي ملهمتها." إضافة إلى مصادر أخرى ذكرها نجل الشاعر.

كان من شأن تعدد المصادر أن يثري كتاب "الظمأ العاطفي..." بتعدد الروايات وبمقارنات واستنتاجات المؤلف، فتجعل الكتاب شهادة ومرجعية للتاريخ. وقد توفرت للمؤلف فرصة تدارك ذلك في طبعاته اللاحقة. وللإنصاف، من الصعب تحديد الملهمات في كل قصائد الفضول العاطفية، وهي بالعشرات. وأيًاً تكن النساء اللواتي ألهمنه، فالحب هو ملهمه الأول، وما المرأة سوى تجسيد لذلك الظمأ الذي ما زال يروينا حتى اليوم.

مواضيع ذات صلة:

أغنية لبقرة بيضاء: إعدام أمام محكمة الضمير

"منفستو الديك النوبي".. إدانة صارخة لفساد السلطة والمجتمع




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية