أغنية لبقرة بيضاء: إعدام أمام محكمة الضمير

أغنية لبقرة بيضاء: إعدام أمام محكمة الضمير

أغنية لبقرة بيضاء: إعدام أمام محكمة الضمير


07/06/2023

فيلم "اثنا عشر رجلاً غاضباً" (1957) من أشهر الأفلام التي ناقشت حكم الإعدام في قضية تبدو واضحة والأدلة فيها قاطعة ضد شاب متهم بقتل أبيه. ثمة شاهدان، رجل وامرأة، يثبتان ارتكابه للجريمة، ولم يتبقَّ على المحلفين سوى إدانته، وقد كانوا ينوون ذلك لولا واحد منهم شكَّك في القضية ليؤكد على أهمية دور الفرد مقابل الجماعة، والعقل مقابل العاطفة، والتحليل مقابل الخطابة، والصوت الهادئ مقابل المرتفع.

قصة الفيلم تشير إلى تأثير الحياة الشخصية للمحلفين على قراراتهم في المحكمة. يظهر ذلك من خلال أب تحدَّث عن شجاره مع ابنه وفراره من البيت، ممّا جعله يصر على أنّ الابن في القضية محل النظر هو المذنب. كما تشير القصة إلى تأثير المحلفين على بعضهم البعض، وتأثير انشغال المحلفين بمواعيد وأعمال دفعتهم إلى محاولة إصدار قرار الإدانة، وتأثير حالة الطقس، حرارة الجو هنا هي العامل المؤثر. وأيضاً عدم جدية بعض المحلفين في تعاطيهم مع القضية.

الفيلم في الظاهر يشكك في نظام هيئة المحلفين والنظام القضائي برمته، لكنّ الأهم أنّه يشكك في القدرة على بلوغ اليقين أو الحقيقة المطلقة

الفيلم في الظاهر يشكك في نظام هيئة المحلفين والنظام القضائي برمته، لكنّ الأهم أنّه يشكك في القدرة على بلوغ اليقين أو الحقيقة المطلقة. وتتلخص رسالة الفيلم في مقولة على لسان عضو لجنة المحلفين (ديفيس)، وهو ينظر إلى الكاميرا: "من الصعب إبقاء التحيز الشخصي جانباً في قضايا كهذه... إنّ التحيز يحجب الحقيقة دائماً". وبعيداً عن التحيز تشير الإحصاءات إلى أنّ نسبة إعدام أبرياء تصل إلى 4% من القضايا التي حُلت بعد فوات الأوان. لهذا السبب -ولأجل مبدأ أخلاقي يرى أنّ الحياة هبة إلهية لا يجوز لبشر سلبها، فضلاً عن كون الإعدام لا يسهم في الحدّ من الجرائم- أُلغي حكم الإعدام في دول عدة، في مقابل رأي آخر يرى أنّ القصاص هو الحكم العادل.

من الخاص إلى العام

تتخذ الكاتبة والمخرجة والممثلة الإيرانية مريم مقدم من هذه القضية مدخلاً لإعدام من نوع آخر يتمثل في معاناة المرأة وسط مجتمع يعتبرها ناقصة بدون رجل. ففي بلد يمنعون فيه تأجير الشقق السكنية للأرامل "والمطلقات والعازبات وأصحاب الكلاب والقطط والمدمنين"، لن يكون فيه مكان للمرأة سوى أن ترضخ لمعتقلها الذكوري، أو أن تأوي إلى الشارع. بين هذين الخيارين المفتوحين ينتهي فيلم "أغنية البقرة البيضاء Ballad of a White Cow ". نشاهد مينا (مريم مقدم)، وهي على مقعد في الشارع تنظر يمنة ويسرة، في إشارة إلى انتظارها حلاً لهذه المشكلة التي تبدو خاصة ولمشكلة أخرى، إنسانية أعم، هي قضية إعدام البريء. تتسق هذه النهاية المفتوحة مع منطق القضية التي يتناولها الفيلم ومع طبيعة مينا صاحبة الشخصية المستقلة والمكافحة التي تأبى أن تكون تابعة على حساب حريتها وكرامتها واستقلالها.

فيلم "اثنا عشر رجلاً غاضباً" (1957) من أشهر الأفلام التي ناقشت حكم الإعدام

الفيلم من إخراج مريم مقدم وبحتاش سانيها، شاركهما في الكتابة مهرداد كوروشنيا، وقامت فيه مريم مقدم بأداء دور البطولة. وقد ترشح الفيلم لجائزة الجمهور في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2021م، ولجائزة الدب الذهبي في المهرجان نفسه. كما ترشح لجوائز عديدة في مهرجانات أخرى، وفاز بجائزتين: جائزة أفضل فيلم من مهرجان "بلد الوليد السينمائي الدولي" 2021م، وجائزة الفيلم الروائي الدولي من مهرجان زيورخ السينمائي  2021م.

المشكلة المركزية التي تتناولها قصة الفيلم هي عقوبة الإعدام في حالة وجود خطأ يفضي إلى إعدام البريء. لكنّ هذه الحالة التي تبدو استثناءً تضع عقوبة الإعدام بالمجمل محل تساؤل. ثمة احتمال لخطأ تقترفه آلة القضاء، حتى مع اعتراف المتهم الذي يُعدّ "سيد الأدلة" في العُرف القضائي. وأمام هذا الخطأ ينبغي أن تكون هناك فرصة لتصحيحه بحكم مخفف هو السجن المؤبد. لكن "هل يمكن لشخص أن يستعيد (20) عاماً قضاها في السجن؟" هذا سؤال يطرحه الفيلم في الحوار بين قاضيين، ويجيب عنه ضمناً، بكونه حُكماً مخففاً يتيح إمكانية التراجع والتصحيح، خلافاً للإعدام الذي يَحول دون بعث الموتى، كما حدث في قصة الفيلم وفي القصة القرآنية عن ذبح البقرة.

المشكلة المركزية التي تتناولها قصة الفيلم هي عقوبة الإعدام في حالة وجود خطأ يفضي إلى إعدام البريء

ثمة مرافعة دارت بين القاضي وابنه الشاب الذي ساءت نفسيته بعد أن علم أنّ والده شارك في إعدام بريء. يقول الأب مدافعاً عن موقفه: "ماذا سيفعل كل هؤلاء المجرمين إن لم يكن هناك عقوبة إعدام؟" يردّ الابن: "وماذا يفعل الناس في الأماكن التي لا يوجد فيها عقوبة إعدام؟" وهو جواب ينطوي على إفادة بأنّ حال الجريمة يتساوى في البلدان التي تنفِّذ حكم الإعدام وفي تلك البلدان التي منعته، مع فارق جوهري هو إمكانية إنقاذ المتهم البريء في البلدان التي لا تقر بحكم الإعدام. وإلى جانب هذا الحوار العقلاني ثمة مرافعة تستند إلى موقف الشريعة وفيها تُستدعى النصوص التي تحث على القصاص إضافة إلى تبرير الخطأ بإحالته إلى "إرادة الله وقدره".

البحث عن اعتذار

تتحدث قصة الفيلم عن تداعيات إعدام زوج مينا (باباك). هذا هو المهم، أمّا الأسباب التي دعت إلى تنفيذ الحكم، فتفاصيل تؤجلها قصة الفيلم كنوع من التشويق والغموض وكتقنية ترتب بها أولوية القضيتين: إعدام البريء والإعدام المعنوي للمرأة. سيعرف المشاهد لاحقاً أنّ زوج مينا أُعدم بسبب شجار أفضى إلى الموت، وسيتضح أنّ الزوج بريء. كل هذا يُسرد بلغة حكي غير مباشر ولغة بصرية محترفة وأداء متقن ومعالجة للموضوع، لا من منظور إيراني، ولكن من منظور إنساني.

أما وقد وقع الخطأ، الذي لا يمكن تداركه، فلم يعد يهم مينا مبلغ الدية الذي قررته المحكمة، مع أنّها في أمس الحاجة إلى المال. لم يكن يشغل بالها سوى ظهور الحقيقة للملأ، الذين عرفوا بالإعدام ولم يعرفوا بالبراءة. ظلت مينا تبحث عن اعتذار القضاة الذين حكموا على زوجها بالإعدام، وحكموا عليها وعلى طفلتها البكماء "بيتا" بالمعاناة وسط مجتمع يمارس أحكامه الظالمة، مثل قضاة المحكمة تماماً. وهي في حالة الانتظار والبحث عن القضاة الذين أصدروا حكم الإعدام، لم تكن مينا تعرف أنّ أحد أولئك القضاة هو ذلك الشخص الغريب (رضا) الذي ادعى أنّه صديق زوجها، وقد جاء ليسدد ديناً تركه المرحوم عنده قبل إعدامه. أراد القاضي رضا التكفير عن ذنبه، فاعتقد أنّ المال يعوض الخطأ الذي ارتكبه في حق بابوك وزوجته، وقد كان بإمكانه أن يفعل ذلك باعتذار، لكنّه استمر في إلحاق الأذى بمينا بالنوايا الحسنة نفسها التي أعدمت زوجها.

بوستر فيلم "أغنية البقرة البيضاء Ballad of a White Cow "

في مشاركته بحكم الإعدام، مع هيئة القضاة، لم يكن القاضي رضا يقصد الخطأ. الخطأ هنا مشترك بين أكثر من فاعل، بمن فيهم باباك الذي أدان نفسه متوهماً أنّه قد قتل نفساً نتيجة الأدلة التي قُدّمت في المحكمة. لكنّ القاضي رضا تسبب بالأذى لمينا مرة ثانية؛ طردها صاحب الشقة بعد استضافتها لرضا. وثمة خطأ ثالث، غير مقصود كذلك، هو امتناع رضا عن الاعتذار أو عجزه عن تقديمه. ولهذا الامتناع وظيفة فنية هي تصوير ما يلاقيه المرء من عناء نتيجة تأنيب الضمير، وفي وجهه الآخر يحمل إشارة إلى أنواع الأخطاء التي نمارسها دون قصد وتوقِع الأذى بالآخرين.

مشنقة الضمير

في مشاركة المتهم بإدانة نفسه إشارة إلى أنّ الأدلة مهما كانت قاطعة يبقى هناك احتمال ولو ضعيف بوجود خطأ. ومن أجل هذا الاحتمال، الذي يبدو للوهلة الأولى معدوماً، ينبغي إيقاف حكم الإعدام، كما تشير مضامين القصة، ووقْف كل أشكال محاكم التفتيش الاجتماعية التي تُنقِّب في ضمائر الناس ونواياهم وتحكم على الناس، والنساء تحديداً، من خلال المظهر. هكذا طُردت مينا من الشقة بحجة استضافة رجل غريب، ثم يُقابَل بحثها عن شقة بالرفض؛ بسبب امتناع مُلاك الشقق تأجيرها للنساء العازبات والأرامل والمطلقات والمدمنين وأصحاب الكلاب. في هذا الشأن تعيد قصة الفيلم الاعتبار للاختلاط. الاختلاط بريء والدليل أنّ مينا استضافت رضا في شقتها ثم لأيام عديدة في شقته، التي أجَّرها لها، دون أن يحدث ما يسيء أو يخشى منه المجتمع. يقول لنا الفيلم إنّ العلاقة لا تحدث بمجرد اختلاط رجل بامرأة، وإنّما لوجود رابط أقوى هو الحب والرغبة.

 

ولبيان مدى فداحة الخطأ، مُمثلاً في حكم الإعدام، تزوّدنا قصة الفيلم بقاضٍ يملك ضميراً يقظاً يدفعه إلى تقديم استقالته والتعرض للمساءلة من قبل النظام. لم يستطع رضا مواجهة مينا معتذراً، لكنّها عرفت أخيراً أمام من تقف. وأمام هذا الموقف ليس بوسع الكلمات أن تقول شيئاً. يضعنا المشهد قبل الأخير أمام مواجهة أو محاكمة صامتة بين مينا ورضا. لحظات صمت تقول كل شيء من خلال ملامح وجهيهما. وثمة نهايتان لهذه المعضلة: متخيلة، بوضع مينا السم في الحليب، ليسقط بعدها القاضي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ونهاية أخرى، حدثت بالفعل بمغادرتها الشقة تاركة رضا يعاني من مشنقة ضميره.

النهاية الأولى هي ما يمكن أن يفعله أيّ شخص مكان مينا، التفكير في الانتقام. لكن ليست مينا من تفعل ذلك. هي التي تكره الموت والإعدام، وقد عانت من عواقبه وتدرك مدى فداحة الخطأ سواء كان مقصوداً أم غير مقصود. وهي التي كانت قد أنقذت حياة رضا نفسه عندما أسعفته إلى المستشفى بعد علمه بوفاة ابنه الشاب نتيجة جرعة زائدة. جرعة زائدة هي خطأ غير مقصود يشبه إعدام شخص بريء. لكن لا يليق بمينا سوى النهاية المقترحة الثانية الدالة على أنّ ثمة ما هو أسوأ من حكم الإعدام: أن يقاسي المرء من سياط ضميره.

بقرة بيضاء فاقع لونها

يفتتح الفيلم بالآية (67) من سورة البقرة: عن ذبح البقرة بطلب من موسى بعد أن جاءه قومه يستشيرونه في جريمة قتل فاعلها مجهول. في القصة الدينية يعود القتيل للحياة- بعد أن ضُرب بعظام البقرة المذبوحة- ليشير إلى قاتله ثم يموت مجدداً، كما تخبرنا تفسيرات القصة الدينية. لا ذنب للبقرة، هذا تلميح نجد له في الفيلم مُعبراً ببقرة بيضاء وسط ساحة سجن بين صفين طويلين أحدهما لرجال ومثله لنساء، والجميع مكلل بالسواد. ذَبحُ بقرة هو حل عبثي وساخر، لكنّه في سياق المعجزة النبوية شيء آخر لا يخلو من دلالة. إذا لم يكن بالإمكان عودة القتيل إلى الحياة ليشير إلى قاتله، فإنّ الحكم بالإعدام باطل بغير هذا البرهان القاطع.

في مشاركة المتهم بإدانة نفسه إشارة إلى أنّ الأدلة مهما كانت قاطعة يبقى هناك احتمال ولو ضعيف بوجود خطأ

لعل في عنوان الفيلم ومضمونه إشارة من بعيد إلى هذا المعنى المضمر الناتج من جمع عبارة "بقرة بيضاء" و "قصيدة/ أغنية شعبية شعرية" أو ما يُعرف بالـ "Ballad". فعادةً ما يكون مؤلف هذا النوع من القصص أو القصائد مجهولاً، ويتم تناقلها شفهياً من جيل إلى آخر كجزء من الثقافة الشعبية. وفي هذا إشارة إلى قِدم المعاناة التي تصورها قصة الفيلم سواء في حالتها النسائية الخاصة أو في حالتها الإنسانية الأعم.

البقرة كما تظهر في العنوان، وفي لقطتين في الفيلم، ليست صفراء، كصفتها في القصة الدينية. هي بقرة بيضاء، وفي هذا التعديل ربما إشارة إلى المرأة التي تمثلها مينا في قصة الفيلم. مينا هنا هي الذبيحة: ذبيحة الأحكام الخاطئة، أو غير المقصودة، أحكام القضاء وأحكام المجتمع التي تعتقد أنّها تحقق العدالة. وسواء كانت الأخطاء مقصودة أم لا فالنتيجة واحدة في الحالتين. لكن إذا كانت مينا هنا ذبيحة، فثمة حل للجميع هو ذلك الذي تنتظره وهي تقتعد الشارع المفتوح بلقطة (ليل/خارجي) وموسيقى "كمان" حزينة لتشير إلى الأفق المسدود الذي ينتظر الفرج والفرح.

خلف الأبواب المغلقة

في المشهد الافتتاحي تزور مينا زوجها في زنزانته للمرة الأخيرة قبل إعدامه. يُغلق باب الزنزانة عليهما وتنسحب الكاميرا ببطء "زووم آوت"، وكأنّها تودعها هناك. انسحاب الكاميرا أشبه بانسحاب الروح من الجسد، خاصة مع شهقات مينا التي تصدر من خلف الباب. ينتهي هذا المشهد القاتم بمشهد نهاري مشرق- بعد مرور عام- وهي تعمل كمراقبة للجودة في مصنع للحليب. مشهد يبدو في الظاهر بداية لصفحة جديدة، لكنّ روح مينا وإن لم تكن قد تركتها في الزنزانة، فإنّها لم تعد كما كانت. يتضح هذا من ملابسها القاتمة التي تعبّر عن حالة حداد مستمرة تقول لنا بلغة بصرية إنّ الخطأ الذي يقترفه القضاء لا يقتصر على المُدان فقط، ولكن على حياة ذويه ومحبيه أيضاً.

مشهد الختام- مينا وبيتا تنتظران الفرج

يعيد رضا الأمل لمينا ويعدها من خلال تعامله الراقي معها بحياة جميلة. هذه المعاملة تعيد إليها أنوثتها. تتجمل، وتدخل باباً آخر يعيد لها روحها التي نُزعت منها خلف باب الزنزانة. وسيكون هناك باب ثالث وأخير هو باب شقة رضا الذي ستخرج منه باكية إلى الشارع وقد أعدمها القضاة (3) مرات.

أمام محكمة المُشاهِد

الطفلة بيتا (أفين بور رؤوفي) بكماء، لكنّها تعي ما يدور حولها. تتواصل مع أمها بلغة الإشارة، وتحب السينما كأبيها، ومن خلال اسمها يُستعاد زمن السينما الإيرانية الجميلة. بيتا هو اسم شخصية مثلتها أيقونة إيران السينمائية في خمسينيات وستينيات القرن الـ (20): كوكوش. ثمة تحية توجه إليها وإلى ذلك الزمن من خلال الاسم واستدعاء الوجه المنفتح للسينما أيامها. تتجلى المفارقة بظهور كوكوش بشعرها، في أحد أفلامها، بينما مينا (الأُم)، التي تشاهدها من خلال الشاشة محكوم عليها بالحجاب. يظهر الماضي (الأبيض والأسود)، من خلال الشاشة، كنافذة مضيئة، وسط حاضر ملون وداكن. ويوضع الماضي كمرآة: بيتا بشعرها قُبالة كوكوش، في دلالة تقرن الماضي بالطفولة والطفولة بالمستقبل المفتوح/ المسدود.

لقطة تكررت في الفيلم

النهايات المفتوحة تهدف إلى مشاركة المتلقي للبحث عن حل، وتشير إلى واقع لم يُحسم أمره، وإلى أنّ دور السينما ليس في تقديم الحلول، وإنّما في اقتراحها ضمناً. هكذا عوّدنا العديد من الأفلام الإيرانية، مثل فيلم "انفصال" لأصغر فرهدي، الذي يصور فيه حال مجتمع تحكمه الفتاوى والثقافة الذكورية، وحال المرأة المحكومة حركتها بتصريح من هذين المصدرين. ينتهي فيلم فرهدي بسؤال القاضي للابنة: "مع من تفضلين العيش؟" سؤال يضعها أمام خيارات محتملة كلها مُرّة: إمّا أن تعيش مع أبيها، وإمّا مع أمها، وإمّا   بدونهما. والنهاية في فيلم "أغنية البقرة البيضاء" تضع القضية أمام محكمة المشاهد: أن تظل مينا وبيتا في الشارع، أو أن تستجيبا لإكراهات المجتمع المحافظ.

مواضيع ذات صلة:

السجون تتحول إلى حقول قتل... أرقام مفزعة لضحايا الإعدامات في إيران

رغم الإدانات الغربية... إيران تواصل عمليات الإعدام

"كلنا معاً"... هاشتاغ يوحد الإيرانيين لدعم المدانين بالإعدام



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية