أثارت تهديدات قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده، المىتعلقة بالصواريخ الموجودة في غزة ولبنان، موجة غضب شعبي ورسمي في لبنان.
وطالب سياسيون لبنانيون ومواطنون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالنأي ببلادهم عن حروب إيران وإرهابها بالمنطقة، كما رفضوا أن يكون لبنان "صندوق بريد ورهينة بيد ميليشيات المرشد الإيراني علي خامنئي".
وقد تصدّر هاشتاغ #إيران، بعد دقائق من تصريحات زاده التي اعترف بها بأنّ كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية تمّ بدعم إيران، وهما الخط الأمامي في أي حرب مقبلة مع طهران، حيث يمتلكان تكنولوجيا صناعة الصواريخ.
وفي ردٍّ رسمي على حديث زاده، قال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، حسين الوجه، على تويتر: "يصرّ بعض المسؤولين الإيرانيين على التعامل مع لبنان كمقاطعة إيرانية، ويحاولون زجّ الشعب اللبناني في حروب النظام الإيراني المفتوحة مع المجتمع الدولي"، وفق ما نقلت مواقع محلية.
وأكد حسين الوجه أنّ "لبنان لم ولن يكون الخط الأمامي في المواجهة مع إيران، واللبنانيون لن يدفعوا أثمان أخطاء النظام الإيراني".
تهديدات زاده المتعلقة بالصواريخ الموجودة في غزة ولبنان تثير موجة غضب شعبي ورسمي في لبنان
وشدّد المتحدث اللبناني على أنّ "لبنان بلد عربي ملتزم بمواثيق جامعة الدول العربية، وهو سيد، وحر، ومستقل".
وكتب رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل على حسابه على "تويتر" قائلاً: "برسم من لا يزال يتوهم أنّ بلدنا سيد ومستقل... لبنان واللبنانيون رهينة بيد إيران عبر حزب الله، ويُستعملان دروعاً بشرية في معركتهم التي لا علاقة لها بلبنان".
وأكد أنّ "الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي بلبنان شهود زور ويغطّون وضع اليد على لبنان... ونحن باقون في المواجهة لنستعيد بلدنا وكرامة شعبنا ومستقبله".
اقرأ أيضاً: نيران الكراهية المتصاعدة تحرق خيام اللاجئين في لبنان
أمّا النائب المستقيل في "حزب الكتائب" إلياس حنكش، فقد قال: "لدينا ما يكفي من هموم ومشاكل، لا دواء، لا مستشفيات، فساد مستشرٍ، عملة متدهورة، وأموال الناس منهوبة! وأنتم تريدون مناصرة إيران ضد أمريكا، والحوثي ضد اليمن والخليج، وتقومون بتصفية حسابات لا دخل لنا فيها".
وشدّد على أنّ "لبنان ليس صندوق بريد، وهو للبنانيين فقط! من يرد حرباً للآخرين، فليذهب من هنا... نحن باقون".
الموقف نفسه عبّر عنه النائب المستقيل ميشال معوض، فقد علّق على "تويتر" قائلاً: "من غير المقبول للحرس الثوري الإيراني أو لغيره أن يحوّل لبنان إلى متاريس للدفاع عن إيران".
اقرأ أيضاً: كيف ستنتهي سيطرة إيران في لبنان؟
وأضاف: "بعد التصريح الأخير يتبيّن بما لا يقبل أي التباس أنّ سلاح الحزب وصواريخه إنما هي موجودة للدفاع عن المصالح الإيرانية، وهذا ما يستوجب موقفاً رسمياً فورياً للبنان، لمنع تحويل وطننا المنهك منصة لإطلاق الصواريخ في حرب لا علاقة لنا بها".
كذلك جدّد النائب السابق فارس سعيد دعوته إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لتقديم استقالته انطلاقاً من تصريح زاده.
حسين الوجه: لبنان لم ولن يكون الخط الأمامي في المواجهة مع إيران، واللبنانيون لن يدفعوا أثمان أخطاء النظام الإيراني
وتساءل عبر تويتر قائلاً: "الحرس الثوري الإيراني يعلن قيادته لصواريخ لبنان في وجه إسرائيل، أين الدولة اللبنانية؟".
وأضاف: "فخامة الرئيس، بصدق حرصاً على كرامتك وكرامتنا تقدّم باستقالتك".
بدوره، دعا منسق عام "التجمّع من أجل السيادة" الصحفي نوفل ضو إلى تحرير لبنان من احتلال إيران.
وكتب على حسابه عبر "تويتر" قائلاً: "على اللبنانيين ثورة وقوى وتيارات حزبية وشخصيات سياسية ومجتمع مدني التوجه إلى مواقع القرار العربي والدولي بطلب صريح ومباشر لتحرير لبنان من احتلال إيران وسلاحه!"
اقرأ أيضاً: مشروع "إيران العظمى": لبنان يدفع الثمن
من جهته، دعا رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض وزير الخارجية اللبناني إلى التحرك.
وكتب على "تويتر" قائلاً: "وزير الخارجية في الجمهورية اللبنانية شربل وهبه يتوجب عليك فوراً استدعاء سفير إيران في لبنان وسؤاله حول تصريحات الحرس الثوري المقتحمة للسيادة اللبنانية وحماية للبنان"، مؤكداً: "لا بدّ من موقف حاسم حتى وإن تطلب الأمر قطع العلاقات مع إيران".
اقرأ أيضاً: بالأرقام والمؤشرات.. كيف سيكون عام 2021 على اللبنانيين؟
هذا، وكان قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده، قد هدّد أمس قائلاً: إنّ "كلّ الصواريخ الموجودة في غزة ولبنان تمّت بدعم إيراني"، مؤكداً أنها هي الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل، ضمن سياسة تهديدية اتبعتها طهران للتظاهر بالجاهزية للردّ على أي ضربة عسكرية أمريكية يمكن أن تتعرض لها خلال الأيام المقبلة.
مسؤول أمريكي يؤكد وجود مؤشرات لهجوم إيراني محتمل بالشرق الأوسط وتخطيط إيران لاستهداف قوات أمريكية
وقال حاجي زاده، في مقابلة مع وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري: إنّ "المفاوضات حول قدراتنا الصاروخية خط أحمر"، مضيفاً: "لم يجبرنا أحد على تحديد مدى 2000 كيلومتر لصواريخنا".
يأتي هذا التصعيد في إطار التهديدات المتبادلة بين طهران وواشنطن، حيث تهدد إيران بالثأر عشية الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
اقرأ أيضاً: المجلس الشيعي الأعلى في لبنان.. كشف المستور
وردّاً على التهديدات الإيرانية، حلقت 3 قاذفات أمريكية "بي 52" في سماء الخليج العربي منذ أيام، كما تمّ إرسال غواصة نووية أمريكية إلى المنطقة، وبالمقابل تتزايد الاستعدادات البحرية الإيرانية في الخليج، وسط التكهنات حول احتمال حدوث مواجهة عسكرية في المنطقة.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، حول احتمالية حدوث مواجهة خلال الأيام المتبقية لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض: إنّ "بعض هذه الأخبار مجرّد تحليلات صحافية، لكنّ بعضها حقيقي".
وهدّد خطيب زاده أنه "إذا تمّ تجاوز خطوطنا الحمراء، فإنّ ردنا ستكون صاعقاً". وأضاف: "حذّرنا الولايات المتحدة من خلال بعض القنوات من مغبة أي مغامرة".
وأفادت شبكة "سي إن إن"، أول من أمس، نقلاً عن مسؤول أمريكي مطلع، أنّ إيران زادت من استعدادها البحري في الخليج العربي خلال الـ48 ساعة الماضية.
وقال المسؤول: إنه لم يتضح ما إذا كانت زيادة مستوى جاهزية البحرية الإيرانية في الخليج تدبيراً دفاعياً لمواجهة أي عمل أمريكي محتمل، أو علامة على الاستعداد للهجوم.
تباينت تصريحات المسؤولين الإيرانيين ومواقفهم بين العسكريين الذين يهددون بالانتقام وبين السياسيين الذين يعملون على التهدئة
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت قبل يومين، نقلاً عن محللين أمنيين أمريكيين، أنّ إيران زادت من دفاعها الجوي واستعدادها البحري.
وقد ندّدت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أمس بتحليق القاذفات الأمريكية فوق الخليج العربي وبحر عمان، ووصفتها بأنها "مغامرة عسكرية" و"تصعيد استفزازي".
وقال مسؤولون أمريكيون: إنّ قاذفات "بي-52 كانت إجراء رادعاً"، رداً على مؤشرات على أنّ إيران تخطط لشنّ هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة في العراق، أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة.
وفي السياق، نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" نقلاً عن مسؤول أمريكي قيام إيران بالتخطيط للهجوم على قوات أمريكية بالمنطقة، مشيراً إلى وجود مؤشرات لهجوم إيراني محتمل بالشرق الأوسط.
هذا، وتباينت تصريحات المسؤولين الإيرانيين ومواقفهم بين العسكريين الذين يهددون بالانتقام وضرب أهداف أمريكا، وبين السياسيين الذين يعملون على التهدئة ويحذّرون من حرب أمريكية ستلهب كلّ منطقة الشرق الأوسط، عشية الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني.
وفي جديد التهديدات، قال قائد الحرس الثوري حسين سلامي: إنّ "الأخذ بالثأر مستمر ولا يقتصر على نقطة واحدة"، في إشارة إلى الوعد "بالثأر القاسي" الذي قطعه منذ العام الماضي.
سلامي يلوّح بالثأر لمقتل سليماني، وإسماعيل قاآني يهدد باستهداف المسؤولين الأمريكيين "داخل أمريكا"
وأضاف: إنّ الحرس الثوري الإيراني سينتقم لمقتل قاسم سليماني في "الظروف المواتية".
وفي كلمة ألقاها في حفل إحياء ذكرى قاسم سليماني في جامعة طهران، أول من أمس، هدّد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، باستهداف المسؤولين الأمريكيين "داخل أمريكا"، وهدّد قادة عسكريون آخرون باستهداف القوات الأمريكية في المنطقة، وفق ما أوردت "إيران إنترناشيونال".
بدوره، قال المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني حسين دهقان: إنّ جميع القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة "تحت مرمى الصواريخ الإيرانية"، ونصح ترامب بعدم "تحويل العام الجديد إلى حداد على الأمريكيين".
وقال رئيس القضاء الإيراني إبراهيم رئيسي: إنّ ترامب "لم يعد في مأمن بعد الآن"، مضيفاً أنّ من قتل قاسم سليماني يجب أن ينتظر "الانتقام الرئيسي".
لكنّ الجهاز الدبلوماسي الإيراني بالمقابل يحاول التهدئة وإظهار طهران بمظهر الضحية، فقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي مع نظيره الكويتي أمس أنّ "إيران لا تسعى للحرب"، مضيفاً أنّ "عواقب أي مغامرة محتملة في المنطقة تقع على عاتق الولايات المتحدة".
وكان ظريف قد قال في تصريحات الخميس الماضي: إنّ "معلوماتنا من العراق تشير إلى تخطيط واشنطن لضرب إيران".
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد حذّر إيران من أنها ستتحمّل المسؤولية في حالة مقتل أي أمريكي، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وكلائها وميليشياتها في دول المنطقة.