طالبان تخفق مجدداً... ما تداعيات تفجيرات كابول الأخيرة؟

طالبان تخفق مجدداً... ما تداعيات تفجيرات كابول الأخيرة؟

طالبان تخفق مجدداً... ما تداعيات تفجيرات كابول الأخيرة؟


04/10/2022

رفعت التفجيرات التي استهدفت عدة مناطق بالعاصمة كابول خلال الفترة الماضية، كان أبرزها ما وقع يوم الجمعة الماضي الماضي بتفجير مركز تعليمي بقلب العاصمة خلّف نحو (43) قتيلاً غالبيتهم من النساء، رفعت المؤشرات السلبية بشأن عدم قدرة الحركة على إدارة شؤون البلاد، تزامناً مع تردي الأوضاع الاجتماعية واشتداد الخناق الاقتصادي ووصوله إلى مرحلة غير مسبوقة، بينما يئن الملايين تحت أزمة "جوع ونقص كامل للمواد الغذائية والدواء".

وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان الإثنين الماضي: إنّ "انتحارياً فجّر نفسه على مقربة من قاعة دراسية في حيّ بكابول تقطنه غالبية من أقلية الهزارة الشيعية."

ووفق البيان، خلّف التفجير "(43) قتيلاً و(83) جريحاً، وغالبية الضحايا فتيات وشابات"، مشيراً إلى أنّ عدد القتلى "مرشح للارتفاع."

 وفي حين لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الوقت الراهن، إلا أنّ تنظيم داعش اعتاد على استهداف الأقلية الشيعية منذ صعود الحركة إلى الحكم في آب (أغسطس) 2021، كما تعتبر حركة طالبان أقلية الهزارة وثنية، ولطالما اتهمتها منظمات حقوقية محلية ودولية بأنّها تستهدفها أو تفتح المجال أمام استهدافها.

 وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد قالت في 7 أيلول (سبتمبر) الماضي: إنّ تنظيم "داعش- خراسان" هاجم بشكل متكرر الهزارة والأقليات الدينية الأخرى في مساجدهم ومدارسهم وأماكن عملهم، ولم تفعل سلطات طالبان الكثير لحماية هذه الأقليات من الهجمات الإرهابية أو لتوفير الرعاية الطبية اللازمة وغيرها من المساعدات للضحايا وعائلاتهم.

 ضغط متزايد على طالبان

 وضعت طالبان الجانب الأمني كأحد أهم أولوياتها منذ استولت على الحكم قبل نحو عام وأكثر، ورغم أنّ مؤشر العمليات الإرهابية قد انخفض بشكل ملحوظ منذ ذلك التوقيت، وفق التقارير التي تناولت الحالة الأمنية بالبلاد، إلا أنّ الحركة أخفقت في تأمين البلاد ضد الضربات الداعشية التي استهدفت الأقليات في المقام الأول، ومع تكرارها وتكثيفها في بعض المناطق وضعت الحركة اليوم في "موقف محرج" قد يضطرها للتنازل عن بعض الملفات في السلطة بحسب تقدير بعض المراقبين.

دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق معمق في "الجرائم الدولية" و"المنهجية" ضد طائفة الهزارة الشيعية في أفغانستان

 ودعا المقرر الخاص للأمم المتحدة ريتشارد بينيت، في تقريره الأول لمجلس حقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق معمق، ضد ما سمّاه "الجرائم الدولية" و"المنهجية" ضد طائفة الهزارة الشيعية في أفغانستان التي تمثل من (10-20%) من السكان، وفق "سكاي نيوز".

 وأعرب القائم بأعمال الممثل الخاص للأمين العام لأفغانستان ماركوس بوتزيل عن خشيته إزاء نفاد صبر العديد من الجهات في المجتمع الدولي فيما يتعلق بإستراتيجية التعامل مع سلطات طالبان، وحذّر ممّا سيؤول إليه حال البلاد إذا لم تستجب طالبان لاحتياجات جميع عناصر المجتمع الأفغاني وانخرطت بشكل بنّاء في إطار الفرصة المحدودة للغاية مع المجتمع الدولي، وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

كاتب ومحلل سياسي: صعود وبروز دور تنظيم "داعش-خراسان" في أفغانستان أكبر التحديات الراهنة أمام حكومة طالبان

 

ويقول بوتزيل: "بعض إنجازات طالبان المزعومة آخذة في التلاشي، في الأشهر الماضية كان هناك ارتفاع مطرد في الحوادث الأمنية التي رصدتها بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان المصادمات المسلحة والأعمال الإجرامية، فضلاً عن الهجمات الإرهابية المميتة البارزة، ورفضت طالبان تحذيراتنا السابقة حول قدرات تنظيم داعش ولاية خراسان".

 وقد صعّد تنظيم "داعش-خراسان" عملياته منذ تولي طالبان السلطة في آب (أغسطس) 2021، خاصة مع رفض طالبان إستراتيجية "داعش" الخاصة بتنفيذ هجمات ضد المصالح الأجنبية داخل أفغانستان، واتخاذ أراضيها قاعدة لشن هجمات على دول الجوار.

 وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن (224) هجوماً منذ ذلك التاريخ، استهدف معظمها طالبان، حسب موقع "سايت" الذي يرصد الجماعات المتطرفة.

 وفي مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة، تحاول طالبان التقليل من حجم الاعتداءات، التي تمثل تحدياً لنظامها الراهن، بحسب "العربية".

 قمع مضاعف

وعقب الهجوم خرجت نساء في تظاهرات في عدد من المدن من بينها كابول، وهتفت قرابة (50) امرأة "أوقفوا إبادة الهزارة، ليس جريمة أن تكون شيعياً"، أثناء التظاهرة في حي دشت البرشي حيث وقع الهجوم.

 وفي المقابل، أطلقت طالبان النيران لتفريق التظاهرة وسط اتهامات للحركة بالعنف وعدم القدرة على توفير حماية للأقليات واضطهاد النساء.

 طالبان وداعش خرسان... المواجهة مفتوحة والسيناريوهات مجهولة

 يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد دياب أنّ "صعود وبروز دور تنظيم "داعش خراسان" في أفغانستان أكبر التحديات الراهنة أمام حكومة طالبان."

بوتزيل: في الأشهر الماضية كان هناك ارتفاع مطرد في الحوادث الأمنية

 وفي هذا السياق، يشير في دراسته المنشورة بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تحت عنوان "السيطرة الهشة: لماذا يتصاعد مأزق "طالبان" بعد استهداف "داعش" لسفارة روسيا؟ يشير إلى أنّ التنظيم منخرط بقوة في حملتين رئيسيتين؛ الأولى تهدف إلى بناء قاعدة مُسلحة واسعة تعتمد على السكان المحليين والجماعات الإقليمية المتشدد، والثانية هي حملة لنزع الشرعية عن طالبان من خلال الهجمات والدعاية المُصممة لتسليط الضوء على عدم كفاءة الحركة وتصوير حكومتها على أنّها عاجزة وغير شرعية.

دياب: سيؤدي استمرار العمليات من جانب "داعش- خرسان" إلى تعثر جهود طالبان في الحصول على الشرعية الدولية

 

 وسيؤدي استمرار العمليات من جانب "داعش ـ خراسان"، وفق دياب، إلى تعثر جهود طالبان في الحصول على الشرعية الدولية، خاصة إذا استمر فشل حركة طالبان في فرض سيطرتها على الأراضي الأفغانية وتوفير الاستقرار في كل البلاد، ونقضت التزاماتها بكبح التنظيمات المتطرفة، ومن المرجح أن تظل أفغانستان تحت حكم الحركة منبوذة دولياً، وستصل جهودها للحصول على اعتراف دولي إلى طريق مسدودة.

 ويرى دياب أنّه "بعد مرور أكثر من عام من حكم طالبان، يمكن القول إنّ حكومتها تواجه تحديات عديدة ليس متوقعاً أن تتغلب عليها في المستقبل القريب؛ وذلك في ظل تزايد نفوذ تنظيم "داعش - خراسان"، وتصاعد نشاط التنظيمات المعارضة للحركة، واتساع الخلاف بين فصائل طالبان حول كيفية إدارة الحركة لعلاقاتها الإقليمية والدولية، وأيضاً تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية في البلاد."

مواضيع ذات صلة:

تحذيرات من تصاعد خطر "داعش خراسان" في أفغانستان.. وهذا موقف "طالبان"

روسيا تلوّح بالاعتراف بحكومة طالبان.. لماذا الآن؟

التحول في أفغانستان والحسابات الروسية... لماذا تقبلت موسكو حكم طالبان؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية