"ضِحْكت تاني": أزمة الوجود الإنسانيّ المهدّد بالتلاشي

"ضِحْكت تاني": أزمة الوجود الإنسانيّ المهدّد بالتلاشي

"ضِحْكت تاني": أزمة الوجود الإنسانيّ المهدّد بالتلاشي


23/10/2022

تُسائل رواية الزميل موسى برهومة الجديدة "ضِحْكت تاني" أفكاراً وجوديّة حول الحياة والموت، من خلال ربط تجربة ذاتيّة بأسئلة فلسفيّة تستبطن مواجهات حارّة، عبر لغة متوتّرة ومؤلمة.

وصدرت الرواية في بيروت عن المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، وقد أهداها الكاتب إلى روح صديقه الراحل ماهر سلامة الذي ارتحل بغتة مخلّفاً "جرحاً لا يندمل".

اعتمد برهومة، في روايته المكثّفة التي جاءت في 136 صفحة من القطع المتوسط، على تقنية تعدّد الأصوات أو ما يعرف بـ" الرواية البوليفونية"، حيث يتصدى للسرد مجموعة من الشخصيات الواعية واللاواعية، من أجل رسم مشهد تغلب عليه الأسئلة التي لا تتوخّى القطْع، أو تقديم أفكار حاسمة بشأن قضايا ملتبسة وإشكاليّة.

وكتب المفكر المصري د. حسن حماد على الغلاف الخلفيّ للرواية إنها "تتّكئ، بشكل أساسيّ، على أزمة الوجود الإنسانيّ المهدّد، دوماً، بالتلاشي والموت والعدم. ورغم شبح الموت الذي يطلّ برأسه في كل لحظة على مسرح الأحداث، إلا أنّ البطل يرفض الاستسلام، ويظل متحصّناً بالشِعر والموسيقى والجنون وطيش المراهقة في مواجهة الموت، ويبقى متشبّثاً بالحياة القصيرة، الهادرة، العابرة، الغادرة، ويواصل مسيرته دون توقّف".

غلاف الرواية

أما المفكر اللبناني د. مشير باسيل عون فرأى أنّ "الأجمل في هذه الرواية هو عمقُ التفكير الفلسفيّ المبثوث في تضاعيف أحداثها. ذلك بأنّ الفلسفة تُنقذ السرديّات من فتنتها العابرة، وتغوص بها على معاني الاختبار الوجوديّ في أشدّ إرباكاته استنهاضاً للعقل المستنفَر".

الخيط الرفيع بين الحياة والعدم

من أجواء الرواية: "كان في داخلي نداءٌ، يا ولدي، يحرّضني أن أعيش. لعله أمرٌ معقّد ما جرى في تلك اللحظات التي ترسم الخيط الرفيع بين الحياة والعدم. لم أكن متأكداً أنّ لحظة الموت قد أزِفت. لقد رفض عقلي الفكرة من أساسها، ولم يكن لها وجود في تفكيري. كانت مقاومة الموت متمترسة في عقلي. ومن ثَمّ ظلت إشارات الرفض تنبعث من الذهن إلى الجسد بعدم الاستسلام. ثمة تحفيز خارق كان ينطلق من منطقة ما من دماغي، ويعطي أوامره للبدن بأن يستبسل ولا يرضخ لغطرسة الجرثومة العنيدة التي لم تكن تقبل بأقلَّ من إفناء الجسد والروح".

المفكر اللبناني د. مشير باسيل عون: الأجمل في هذه الرواية هو عمقُ التفكير الفلسفيّ المبثوث في تضاعيف أحداثها، لأنّ الفلسفة تُنقذ السرديّات من فتنتها العابرة

وتعد "ضِحْكت تاني" الرواية الثانية للكاتب موسى برهومة بعد "حتى مطلع الشغف" التي صدرت في بيروت والدار البيضاء، كما صدر للمؤلف كتاب نثري، وكتابان في الفكر العربيّ المعاصر، وكتاب عن مهارات الكتابة الإعلاميّة.

ويعمل برهومة، الحائز على درجة الدكتوراة في الفلسفة، في الجامعة الأمريكية بدبي. وسبق أن درّس في جامعة فيلادلفيا، وله خبرة في الصحافة والإعلام تمتد على أكثر من 35 عاماً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية