صوتت 82 دولة لصالح المقترح الذي قدمته بريطانيا لمجلس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في الاجتماع المنعقد أمس في مقر المنظمة في لاهاي، في مقابل معارضة 24 دولة للمقترح الجديد. وحظي المقترح بدعم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بينما كان في مقدمة المعارضين: روسيا، وإيران، وسوريا. ليتم بذلك إقرار القانون بموجب أنظمة المنظمة التي تحدد موافقة أغلبية الثلثين للإقرار.
وبموجب هذا القرار الجديد تكتسب المنظمة صلاحيات جديدة؛ حيث تصبح لها صلاحية تحديد المسؤول عن الهجمات الكيماوية، بعد أن كانت مهمتها سابقاً مقتصرة على إثبات الهجمات وتحديد طبيعة الهجوم وماهيّته.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصبحت أشبه بسفينة تايتانك يتسرب إليها الماء وبدأت تغرق
وكانت لندن هي من دعت لعقد الجلسة، وذلك على إثر حادثة تسمم العميل الروسي المزدوج السابق "سيرغي سكريبال" وابنته في مدينة سالزبوري غربي إنجلترا، في آذار (مارس) الماضي؛ حيث كانت السلطات البريطانية قد بادرت إلى اتهام المخابرات الروسية بتسميم سكريبال وابنته بغاز الأعصاب السام، وهو ما نفته موسكو قطعياً في حينها. كما أدت الحادثة إلى تبادل طرد الدبلوماسيين بين روسيا والغرب.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وفق ما أوردت شبكة "يورو نيوز"، إنّ التصويت "لن يمكّن فقط منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من تحديد ما إن كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت، ولكن أيضاً توجيه إصبع الاتهام إلى المنظمة أو الدولة التي تعتقد أنها مسؤولة"، وأضاف: "هذا أمر بالغ الأهمية إذا أردنا رادعاً عن استخدام هذه الأسلحة الخسيسة."
بينما قال وزير الصناعة الروسي جورجي كالامانوف للصحفيين بأنّ "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصبحت أشبه بسفينة تايتانك يتسرب إليها الماء وبدأت تغرق"، وأضاف: "الكثير من الدول التي صوتت ضد الإجراء بدأت تفكر كيف ستبقى المنظمة وعملها في المستقبل".
يشار إلى أنّ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد تأسست العام 1997، وهي منظمة تنحصر مسؤوليتها في الإشراف على مراقبة تنفيذ معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي تم التوقيع عليها العام 1993.