صحيفة مصرية تثير جدلاً واسعاً بعد نشر "فتوى شاذة"... وتعتذر.. ما القصة؟

صحيفة مصرية تثير جدلاً واسعاً بعد نشر "فتوى شاذة"... وتعتذر.. ما القصة؟


13/04/2022

فتوى "شاذة" من داعية سوري غير معروف نشرتها صحيفة "المصري اليوم"، وأثارت جدلاً واسعاً في المجتمع المصري امتدت توابعه إلى مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث نعتت الفتوى كل من يختلف عن المسلمين في الديانة بـ"الكافر".

وتحت عنوان "ما حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر؟"، نشرت الصحيفة الفتوى المنسوبة للداعية السوري محمد صالح المنجد الذي أفتى بعدم جواز بيع الطعام للكافر في نهار رمضان، غير أنّ رواد السوشيال ميديا من المسلمين والمسيحيين في مصر تساءلوا عمّن يقصد بالكافر، فالمسيحيون "أهل ذمّة" ومن "أهل الكتاب"، كما أنّهم "شركاء في الوطن".

 بلاغ للنائب العام

وجّه الصحفي المصري بيتر مجدي نداء لنقابة الصحفيين المصرية باستدعاء "رئيس تحرير الجريدة، ورئيس القسم أو المسؤول عن نشر هذا المحتوى، والصحفي الذي حرّر هذا الخبر، والتحقيق معهم لمعرفة من المسؤول عن نشر مثل هذا المحتوى الصادم".

أثارت الفتوى جدلاً واسعاً في المجتمع المصري

واعتبر مجدي أنّ هذا المحتوى هو "خطاب كراهية، وتحريض على العنف، واحتقار لمواطنين مصريين لا يدينون بالإسلام، وتوقيع العقوبة المناسبة عليهم بما تكفله القوانين المنظمة للعمل الصحفي ومسؤوليات كل جهة في محاسبة الصحفيين"، مشيراً إلى أنّ تلك الفتوى الشاذة "تنسف بكل قيم المواطنة والتعددية التي من المفترض أنّ الدستور المصري يكفلها، وتحرّض على العنف تجاه كل مواطن مصري لا يدين بالإسلام ويدين بدين آخر وليس ملزماً أن يصوم شهر رمضان الخاص بالمواطنين المصريين المسلمين؛ ممّا يهدد السلم العام والأمن المجتمعي".

الفتوى منسوبة إلى الداعية السوري محمد صالح المنجد الذي أفتى بعدم جواز بيع الطعام للكافر في نهار رمضان

ودعا مجدي النقابة إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة "قبل أن يتوجه أحد بتقديم بلاغات للنائب العام تساهم في تقييد حرية الصحافة والنشر، وهذا لا يتمناه أيّ شخص مؤمن بحرية الرأي والتعبير".

اعتذار الصحيفة

في محاولة لتدارك الأمر، أصدرت الصحيفة بياناً تعتذر فيه للقرّاء عن الخطأ في نشر الفتوى، محاولة بذلك امتصاص الغضب الشعبي.

وقالت الصحيفة في البيان: "لأنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة، فإنّ مؤسسة "المصري اليوم" مدينة لقرائها باعتذار واضح وصريح، لما تمّ نشره حول فتوى شاذة، وهي الفتوى التي نقلها أحد المحررين بالمصري اليوم - في تجاوز وخطأ واضح ـ دون تدقيق أو تدبير، وهذه الفتوى أطلقت صفة "الكفر" على من هو مختلف في الدين، وهو توصيف لا تستخدمه المصري اليوم على الإطلاق، ولا توافق عليه، كما أنّ هذه الأوصاف ترسم إطاراً لآفات سلبية أصابت الكثيرين في المجتمع المصري، لطالما حاولت "المصري اليوم" طوال تاريخها أن تواجهها وتحاربها".

أصدرت الصحيفة بياناً تعتذر فيه للقرّاء عن الخطأ في نشر الفتوى

وأقرّت الصحيفة: "نعترف أنّ مثل هذه المواقف والأفكار تهدد طريقنا نحو تحرير العقول، وهذا يستدعي الانتباه له، ولهذا فإنّ المؤسسة على المستوى الداخلي اتخذت قرارات فورية بإجراء تحقيق مكثف حول هذا الخطأ، وكيف تم نشر هذه الأوصاف"، وتوعدت بمحاسبة المسؤولين عن نشر تلك الفتوى على الفور.   



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية