صحيفة بريطانية تسلّط الضوء على معاناة العمال بمخيم "الشحانية" بقطر

صحيفة بريطانية تسلّط الضوء على معاناة العمال بمخيم "الشحانية" بقطر


24/12/2019

سلطت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية المزيد من الضوء على أوضاع العمال القاطنين بمخيم "الشحانية" بقطر ومعاناتهم.

ونقلت الصحيفة عن منظمة العفو الدولية؛ أنّ الصورة الحقيقية لحياة العاملين في بناء الملاعب لا تظهر إلا خارج المدينة ومخيم الشحانية (نحو 25 كم من الدوحة) خير دليل على ذلك، وهي مجموعة من المباني المنتشرة حول طريق مهترئ تضمّ عدداً كبيراً من الهنود والباكستانيين.

وأوضحت أنّ أحد هذه الانتهاكات التي ترتكب في حقّ المهاجرين الذين قدموا للعمل هنا هي وجود "الكفلاء" الذين يفرضون على هؤلاء العمال دفع مبالغ مالية لإتاحة الفرصة لهم للوصول إلى قطر، رغم أنّه كان من المفترض أن تحظر هذه الممارسة، لكنّها ما تزال واسعة الانتشار.

الصحيفة نقلت عن منظمة العفو الدولية أنّ المعاناة الحقيقية للعاملين في بناء الملاعب تظهر خارج الدوحة

والتقت الصحيفة اثنين من الباكستانيين اللذين أكدا أنّهما دفعا المال لهؤلاء الكفلاء.

ولفتت إلى أنّ لوحة الإشعارات بالمخيم مكتظة بإشعارات الصحة والسلامة "لكنّ قطر لا تبدي رغبة في الكشف عن عدد العمال الذين قتلوا أو أصيبوا في مواقع البناء، في الوقت الذي يجري فيه الإعلان عن هذه الحوادث عندما يكون العمال غربيين".

وأشارت إلى أنّه؛ في تموز (يوليو) الماضي، خلص قاضي التحقيق في برايتون إلى أنّ البريطاني زاك كوكس (40 عاماً)، الذي توفي في كانون الثاني (يناير) 2017، إثر سقوطه من ارتفاع 130 قدماً أثناء عمله في "استاد خليفة"، الذي استضاف نهائي كأس العالم للأندية، مؤخراً، كان نتيجة لاستخدامه معدات تفتقر إلى مستوى السلامة المطلوب ناهيك عن ظروف العمل الفوضوية.

عمال يشتكون من "الكفلاء" الذين يفرضون عليهم دفع مبالغ مالية لإتاحة الفرصة لهم للوصول إلى قطر

ونقلت عن المحلل في شؤون منطقة الخليج، نيكولاس مكجيهان، أنّ السلطات القطرية لم تكشف عن ظروف مقتل 385 عاملاً هندياً وبنغلادشياً ونيبالياً منذ عام 2012 حتى الآن، وأنها لم تستجب للطلبات المتكررة المتعلقة بالإعلان عن الأرقام أو الأعوام التي توفي فيها هؤلاء العمال منذ ذلك الحين.

وفي فيلمه الوثائقي "قطر 2022"، الذي تمّ عرضه يوم الأربعاء الماضي، أعرب جاري نيفيل، لاعب مانشستر يونايتد السابق، عن شعوره بالصدمة بسبب الظروف المعيشية التي يعيشها العاملون في "استاد لوسيل"، الذين أخبروه بأنّهم مجبرون على دفع رواتب للكفلاء.

وقد اختار فريق ليفربول لكرة القدم، الذي كان يشارك ببطولة كأس العالم للأندية عدم البقاء في أحد الفنادق في قطر، بعد أن أسفرت عمليات الفحص التي قام بها النادي عن مخاوف بشأن سجل الشركة في مجال حقوق العمال.

مكجيهان: السلطات القطرية لم تكشف ظروف مقتل 385 عاملاً هندياً وبنغلاديشياً ونيبالياً منذ 2012

ونقلت الصحيفة عن منظمة العفو الدولية شكواها؛ من أنّ مراقبتها في قطر أصبحت أكثر صعوبة لأنّ الدولة أكثر وعياً بعملهم.

ونقلت أيضاً عن مصدر لم تسمّه؛ أنّ "كلّ ما يتعلق بكأس العالم محمي وليس من السهل الحصول على المعلومات".

وأضافت: "يخشى العمال من الاتصال بالغرباء ويعتقدون أنّهم سيتعرضون للتضييق عليهم بشدة إذا تحدثوا وعُرفت هويتهم لاحقاً".

المسؤولون القطريون يرفضون الاستجابة لطلبات الحصول على معلومات تخصّ أسباب وفاة العمال

وتواصل السلطات القطرية تجاهل المطالب العالمية والقوانين الدولية فيما يخصّ تعاملها مع العمالة الأجنبية على أراضيها، التي تشكو أوضاعاً معيشية وخدمية وصحية قاسية، لا سيما الآلاف الذين تستغلهم الدوحة في بناء منشآتها الرياضية، استعداداً لمونديال كرة القدم 2022.

واشتكى العمال في خطابات عديدة من ضعف الرواتب وعدم دفعها بانتظام، وسوء الطعام المقدم لهم، فضلاً عن مصادرة جوازات سفرهم.

وفي الأعوام الماضية؛ أحجم المسؤولون في قطاع الصحة في قطر عن الاستجابة لطلبات الحصول على معلومات تخصّ أسباب وفاة مئات المهاجرين العاملين في قطاع البناء وربما أكثر، وتكتفي السلطات الصحية في الدوحة بذكر أسباب غامضة للكثير من حالات الوفاة، وهو ما حدث مع آلاف العمال من الهند وبنغلاديش ونيبال.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية