بعد (4) أشهر من إصابته بجروح بالغة إثر تعرّضه للطعن في ولاية نيويورك الأمريكية، فقد على إثره البصر في إحدى عينيه، ولم يعد قادراً على استخدام إحدى يديه، كشف الكاتب البريطاني سلمان رشدي مؤلف كتاب "آيات شيطانية" عن مقتطفات من روايته المقبلة في مجلة "ذي نيويوركر"، بعنوان "مدينة النصر".
ونشرت المجلة المحببة لدى النخبة الثقافية الأمريكية على موقعها الإثنين مقتطفاً بعنوان "A Sackful of Seeds" ("كيس من البذور") من الرواية الـ (15) لسلمان رشدي بعنوان "Victory City" ("مدينة النصر") التي ستنشرها بداية شباط (فبراير) المقبل دار "بنغوين راندوم هاوس"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وتقول دار النشر إنّ الكتاب يروي "قصة ملحمية لامرأة" في القرن الـ (14) في منطقة باتت اليوم جزءاً من الهند.
وأشارت "ذي نيويوركر" إلى أنّ هذا المقتطف الأول سيُنشر في المجلة في عددها المزمع إصداره الإثنين المقبل، وأكد سلمان رشدي نفسه، عبر حسابه الموثق على تويتر، نشر المجلة الأمريكية المرموقة مقتطفاً من "مدينة النصر".
وهذه أول مرة ينشر فيها رشدي تغريدة على تويتر منذ 9 آب (أغسطس) الماضي، حين غرّد أيضاً للإعلان عن إصدار روايته في شباط (فبراير) 2023.
يذكر أنّ الكاتب البريطاني أصيب في 12 آب (أغسطس)، خلال مشاركته في مؤتمر في تشوتوكوا شمال ولاية نيويورك، بجروح خطيرة جراء هجوم بسكين نفذه شاب اندفع نحوه حين كان الكاتب يهم بإلقاء كلمة.
وأعلن وكيله أندرو ويلي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنّ الكاتب البريطاني المولود في الهند، والبالغ (75) عاماً، نُقل على الفور إلى المستشفى وخضع لجراحة وعلاج في الولايات المتحدة، لكنّه فقد بصره في إحدى عينيه، وخسر القدرة على استخدام إحدى يديه.
وأوقف المشتبه به الرئيسي المدعو هادي مطر، وهو شاب أمريكي من أصل لبناني يبلغ (24) عاماً، فور وقوع الحادث، وقد دفع ببراءته خلال جلسات الاستماع الأولية لمحاكمته في آب (أغسطس) في محكمة في مايفيل، شمال غرب ولاية نيويورك.
كشف الكاتب البريطاني عن مقتطفات من روايته المقبلة بعنوان "مدينة النصر"
وأثار الهجوم صدمة في الغرب، لكنّه حظي في المقابل بالإشادة من جهات متشددة في دول إسلامية مثل إيران وباكستان، وقد صدرت في حق الكاتب الذي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية ويقيم في نيويورك منذ (20) عاماً، في عام 1989 فتوى بهدر دمه من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران.
ويواجه رشدي منذ فترة طويلة تهديدات بالقتل بسبب روايته "آيات شيطانية" التي صدرت عام 1988 لأكثر من (30) عاماً، منذ أن أصدر آية الله الخميني فتوى دعا فيها إلى قتل رشدي أينما وُجد، ويرى بعض المسلمين الكتاب تجديفاً.
ورغم أنّ إيران نفت رسمياً أيّ دور لها في الهجوم، وأكد متحدث باسم السلطات في طهران أنّ "سلمان رشدي وأنصاره وحدهم" هم الذين يجب تحميلهم المسؤولية عن الهجوم، إلا أنّ الفتوى ما تزال سارية المفعول، وقد أضافت مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية (500) ألف دولار أخرى إلى المكافأة في عام 2012.