شيزوفرينيا إعلام الإخوان... هكذا يتناولون المواضيع الاقتصادية في مصر

شيزوفرينيا إعلام الإخوان... هكذا يتناولون المواضيع الاقتصادية في مصر

شيزوفرينيا إعلام الإخوان... هكذا يتناولون المواضيع الاقتصادية في مصر


06/09/2023

سلط الكاتب المصري ضياء رشوان الضوء على طريقة تناول وسائل الإعلام المصرية الأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد، وحالة الانفصام والتناقض فيها.

وكتب في مقالة، نُشرت اليوم على موقع صحيفة (العين)، أنّ وسائل إعلام جماعة الإخوان الموجهة من خارج مصر من عدة أماكن، سواء كانت التقليدية أم الإلكترونية، والقائمين عليها، لا يحكمهم منطق واحد متماسك في تناولهم الشؤون المصرية المتنوعة من سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها.  

إنّ وسائل إعلام جماعة الإخوان الموجهة من خارج مصر، والقائمين عليها، لا يحكمهم منطق واحد متماسك. 

وأكد أنّ حالة من التناقض والازدواجية، تكاد تصل إلى حد الشيزوفرينيا، أو الانفصام المرضي، هي طريقة تناول الإخوان وطروحاتهم فيما يخص الاقتصاد المصري، ودور القطاع الخاص والاستثمار المباشر فيه، وخاصة العربي والأجنبي.

وأشار إلى أنّ الوجه الأول لإعلام الإخوان، ووسائل الإعلام الملتحقة بهم في هذا الشأن، هو هجوم مرضي يكاد يصل إلى حدّ الوسواس على تجربة مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، فيما يخص قيام الدولة بتأميم عدد من الشركات والمصانع وإنشاء القطاع العام التابع لها، لافتاً إلى أنّ الإخوان يتعاملون بكراهية مع تجربة عبد الناصر بكل أبعادها، ويعتبرونه المثال الأبرز للفشل الاقتصادي.

أمّا عن الواقع الاقتصادي الراهن، فإنّه يتعلق بسياسات وإجراءات تقوم بها الدولة الآن في مصر من أجل توسيع قاعدة الملكية الخاصة، وتشجيع الاستثمار المباشر المصري والعربي والأجنبي في البلاد، وخصوصاً في مجال الصناعة، والاعتماد بصورة واضحة على سياسة التخارج الحكومي من ملكية وإدارة بعض الشركات والوحدات الإنتاجية المملوكة للدولة، ترى الإخوان يفرطون الإفراط نفسه في توجيه الاتهامات للحكم "بالتفريط" في ملكية الشعب و"بيعها" للقطاع الخاص، وخاصة العربي والأجنبي منه.

بالأمس هاجمت جمال عبد الناصر بعد تأميم عدد من الشركات والمصانع، واليوم تهاجم النظام الحالي بسبب الشراكة مع القطاع الخاص.

وقال رشوان: "لا يجد إعلام الإخوان، ومن يلتحق بهم في هذا السياق، من مصطلحات واتهامات لكي يوجّهوها للحكم في مصر أقلّ من "التفريط" في ملكية الشعب و"خيانة" مصالحه، لصالح هؤلاء المستثمرين من عرب وأجانب ومصريين".

وأضاف: الحقيقة أنّ مشاعر الكراهية العميقة الموروثة من تاريخ جماعة الإخوان منذ ثورة تموز (يوليو) 1952 حتى اليوم تجاه كل نظم الحكم التي تعاقبت على البلاد من حينها، وحالة "الثأر" المتأصل بعمق بداخلها تجاهها جميعاً، هي وحدها التي تفسر هذه الهجمات، لافتاً إلى أنّ هذه المشاعر، وتلك الحالة، قد تفاقمت بصورة هائلة بعد إسقاط حكم الإخوان البائس في 30 حزيران (يونيو) 2013، بالثورة التاريخية لشعب مصر العظيم.

وختم رشوان مقاله: "الحقيقة هي أنّهم ليسوا هذا ولا ذاك، إنّهم تائهون مضطربون من فرط الكراهية التي يحملونها لنظم الحكم المصرية منذ عام 1952، وهيمنة حالة "الانتقام" عليهم، ولا يتبين لهم التضارب الفادح والفاضح بين ما يقولونه في السياق نفسه والوقت نفسه تقريباً، فالهدف الوحيد هو الإساءة والتشهير بكل هذه النظم، وإلصاق كل شيء باطل بها، حتى لو تعارضت الاتهامات، وحتى لو ظهر هؤلاء بهذه الحالة المرضية العميقة من الانفصام أو الشيزوفرينيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية