شرق أوكرانيا... هل يصبح أولى ساحات المواجهة بين روسيا وأمريكا في عهد بايدن؟

شرق أوكرانيا... هل يصبح أولى ساحات المواجهة بين روسيا وأمريكا في عهد بايدن؟


06/04/2021

تتصاعد التوترات في منطقة شرق أوكرانيا بين روسيا من جهة والحكومة الأوكرانية من جهة أخرى، في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة دعمها الكامل لأوكرانيا في صون وحدة أراضيها.

وعلى الرغم من أنّ الخلاف أو المواجهة المسلحة بين روسيا والحكومة الأوكرانية في شرق أوكرانيا، والتي أعلن انفصاليون فيها عن دولتهم، غير المعترف بها، دونيتسك، تعود إلى العام 2014، وخضعت لاتفاقين لوقف إطلاق النار: الأول في 2014 والآخر في 2017 باسم "منيسك 1 و 2"، فإنّ التصعيد الأخير يكتسب زخماً خاصاً.

مدير منتدى شرق المتوسط: التغيرات حالياً هي عودة الملف الأوكراني إلى محور اهتمام الولايات المتحدة في عهد جو بايدن، بعد خفوته في عهد دونالد ترامب

وتُعدّ هذه المواجهات المحدودة حتى الآن، بين روسيا وأوكرانيا، الأولى في ظلّ عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي جاء محمّلاً بأجندة خارجية متباينة عن التي تبنّاها سلفه دونالد ترامب، تسعى إلى استعادة دور الولايات المتحدة الإقليمي واشتباكها في القضايا، وفي المقدمة تلك التي تتعلق بمنافستها التقليدية روسيا.

يقول مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات محمد حامد لـ"حفريات": إنّ الصراع الروسي- الأوكراني قائم منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا في العام 2014 فيكتور يانوكوفيتش، وقدوم الرئيس الموالي للغرب فلوديمير زيلينسكي، فضلاً عن احتلال روسيا لمنطقتين أوكرانيتين، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، بدعوى أنهما تابعتان لها، ورغبة سكانهما في الانضمام لروسيا.

ويضيف: إنّ التغيرات حالياً هي عودة الملف الأوكراني إلى محور اهتمام الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد خفوته في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك لاعتبارات عدة؛ سواء لمحورية موقع أوكرانيا على الحدود الروسية، أو المواجهة بوجه عام مع روسيا، لذا فإنّ هذا الملف من المتوقع أن يشهد مزيداً من التصعيد في الفترة المقبلة.

 

أطراف عدة، في مقدّمتها فرنسا وألمانيا اللتان كانتا شريكتين في اتفاق التهدئة "منيسك"، عدّتا تلك التطورات مقلقة

 

وكانت روسيا قد أعلنت الجمعة أنّ قواتها المسلّحة ستجري تدريبات عسكرية قرب الحدود مع أوكرانيا في جنوب البلاد للتدرّب على الدفاع في وجه الطائرات الهجومية المسيّرة، على أن تشارك أكثر من 50 كتيبة مقاتلة تضم 15 ألف عنصر في هذه التدريبات، وستتدرّب على "التفاعل مع الحرب الإلكترونية ووحدات الدفاع الجوي"، وفق ما أفادت القيادة العسكرية الجنوبية، بحسب ما أورده موقع "فرانس 24".

وفي غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية القوات الروسية بقصف 20 موقعاً دفاعياً للجيش الأوكراني، في منطقة "دونباس" شرقي البلاد، في حين حذّرت روسيا كييف وحلف الناتو (NATO) من القيام بأيّ محاولة لاستعادة شبه جزيرة القرم.

وقد عدّت أطراف عدة، في مقدمتها فرنسا وألمانيا اللتان كانتا شريكتين في اتفاق التهدئة "منيسك"، تلك التطورات مقلقة، وقالت وزارتا خارجية البلدين في بيان مشترك السبت: إنّ فرنسا وألمانيا تشعران بالقلق إزاء الانتهاكات المتزايدة لوقف إطلاق النار.

وتابع البيان: نحن نتابع الموقف عن كثب، ولا سيّما فيما يتعلق بتحركات القوات الروسية، وندعو جميع الأطراف لضبط النفس، ووقف تصعيد التوترات فوراً.

وتعود تلك التطورات إلى سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما تعتبره روسيا خطراً عليها؛ إذ يعني انتشار قوات دفاع الناتو على الحدود الروسية.

 

مع بدء التصعيد، اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، وأكد على "دعم وحدة وسيادة أوكرانيا في وجه العدوان الروسي"

 

والأوضاع لا تنبئ بتهدئة قريبة، فقد أعلن الجيش الأوكراني أوّل من أمس عن مناورات عسكرية مشتركة ستبدأ في غضون بضعة أشهر مع قوات حلف شمال الأطلسي.

وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان عبر "فيسبوك"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز": إنّ التدريبات سيشارك فيها أكثر من ألف عسكري من 5 دول أعضاء في حلف الأطلسي، وستجرى في غضون بضعة أشهر، دون ذكر موعد بدء التدريبات على وجه الدقة ومكانها.

وأبدى حلف شمال الأطلسي قلقه الخميس الماضي بشأن ما وصفه بـ "تعزيز عسكري روسي كبير بالقرب من شرق أوكرانيا"، بعد أن حذّرت روسيا من أنّ تصعيداً خطيراً في الصراع في منطقة دونباس الأوكرانية يمكن أن "يدمّر" أوكرانيا.

وقال الكرملين يوم الجمعة: إنّ أيّ نشر لقوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا سيؤدي إلى مزيد من التوترات بالقرب من حدود روسيا، وسيجبر موسكو على اتخاذ تدابير إضافية لضمان أمنها.

الولايات المتحدة تستنفر

مع بدء التصعيد، اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، وأكد على "دعم وحدة وسيادة أوكرانيا في وجه العدوان الروسي".

في غضون ذلك، كشفت صحيفة "ذا هيل" عن تأهب أمريكي في وجه التصعيد الروسي، وقالت الصحيفة، بحسب ما نقله موقع الحرّة: إنّ روسيا عزّزت وجودها العسكري الكبير في أوروبا الشرقية والقطب الشمالي، وهي الخطوة التي وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في حالة تأهب، حسبما تقول صحيفة "ذا هيل".

الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي

وأضافت: "دفعت الإجراءات العدوانية لروسيا القيادة الأمريكية-الأوروبية إلى رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها".

وقد دفع نشاط موسكو في أوكرانيا، على وجه الخصوص، كبار قادة الأمن القومي في إدارة بايدن إلى الاتصال بنظرائهم الأوكرانيين والقادة الآخرين في المنطقة، كما تقول ذا هيل.

اقرأ أيضاً: أوكرانيا ترفض التقرير الإيراني عن إسقاط طائرتها... ما القصة؟

وتحدّث الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأربعاء، عبر الهاتف، مع القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية رسلان خومتشاك، وكذلك فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة للجيش الروسي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي الأربعاء: "أعتقد أننا كنا واضحين للغاية بشأن التهديدات التي نراها من روسيا".

وتقول الصحيفة: إنّ وزارة الدفاع تلتزم بمراقبة النشاط الروسي بعد استئناف القتال بين الانفصاليين المدعومين من موسكو والجنود الأوكرانيين في شرق أوكرانيا، ما أنهى وقف إطلاق النار بينهما الصيف الماضي، وأسفرت المناوشات عن مقتل 20 جندياً أوكرانياً منذ بداية عام 2021.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية