شارع المتنبي: العراق يحتفي بسوق الكتب الأشهر بعد إعادة تأهيله .. صور

شارع المتنبي: العراق يحتفي بسوق الكتب الأشهر بعد إعادة تأهيله .. صور


26/12/2021

شهدت العاصمة العراقية بغداد، أمس، احتفالات بمناسبة افتتاح شارع المتنبي الشهير بعد عملية ترميم خضع لها الشارع المشهور بمكتباته ومقاهيه، ما يُتيح لهذا الشريان الحيوي في المدينة التاريخية استعادة بعض من مجدها السابق، بعد أعوامٍ من الحروب والاعتداءات الإرهابية.

وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أنّ عمليات الترميم تمت بشكل حافظ على تاريخه الممتد منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وأعلنت أمانة بغداد، في وقت سابق، اكتمال مشروع تأهيل شارع المتنبي، ونشرت العديد من الصور التي أظهرت ما يطلق عليه اسم "شارع الثقافة" في العاصمة العراقية، بحُلّته الجديدة. 

 وبدأت أمانة بغداد، عملها في مشروع تأهيل شارع المتنبي في بغداد، قبل نحو 5 أشهر، لتعلن إكماله قبل أن يطوي العام 2021 آخر أيامه.

ونفذ المشروع بمبادرة أطلقها البنك المركزي العراقي في نيسان (أبريل) من العام 2021، بتمويل من صندوق مبادرة تمكين ضمن رابطة المصارف الخاصة العراقية، لإعادة الوجه الحضاري لأهم مراكز بغداد الثقافية.

 ويقول المدير التنفيذي لرابطة المصارف العراقية علي طارق لـ "بغداد اليوم"، إنّ "المبادرة لتطوير وصيانة شارع المتنبي جاءت من أجل الحفاظ على معالمه وشكله التاريخي".

اقرأ أيضاً: بعد توقف عامين.. انطلاق فعاليات مهرجان "التحطيب القومي" في محافظة الأقصر المصرية

 ويضيف طارق، أنّ "المبادرة تضمنت إزالة التشوه البصري مع تجديد جميع البنايات وتوحيد واجهات المحال ولوحات الإعلانات، بالإضافة إلى إخفاء أسلاك الكهرباء تحت الأرض، وتجهيز الشارع بالإنارة دون المساس بتراثه العريق".

 

بدأت أمانة بغداد، عملها في مشروع تأهيل شارع المتنبي في بغداد، قبل نحو 5 أشهر، لتعلن إكماله قبل أن يطوي العام 2021 آخر أيامه

 

 ويؤكد طارق، أنّ "هناك مبادرات أخرى لمشاريع جديدة تتمثل بإعادة تأهيل ساحة الحسنين قرب جسر الطابقين، وبناء دار كبير ومتكامل لكبار السن يسع لـ 100 شخص في دار الرشاد، إضافة للمساهمة في إكمال دار الأيتام".

 ويعد شارع المتنبي، هو الأشهر في العراق من الناحية التاريخية والثقافية، وعادة ما يكون مكتظاً بزواره من أهل الثقافة من فنانين ومثقفين وشعراء وكتاب إلى جانب وافدين أجانب، لاسيما أيام العطل الرسمية، حيث تنتشر مكتبات بيع الكتب القديمة والحديثة على جانبي الشارع.

 شارع المتنبي بحُلّته الجديدة

 وعلى طول الشارع الذي رصف من جديد، نظّفت واجهات المحلات المبنية بالطوب وطليت، كما الشرفات الصغيرة الحديدية المزخرفة والأعمدة المتراصة، كما علّقت ألواح خشبية صغيرة متطابقة، تحمل أسماء المتاجر، على مداخلها.

 وتزيّنت الشرفات كذلك بأضواء عيد الميلاد، كما فتحت متاجر قليلة أبوابها، فيما علت أصوات الأغاني العراقية من مكبرات الصوت في الشارع وسط الأجواء احتفالية، وجال الزوار الذين سمحت لهم القوات الأمنية المنتشرة في المكان بسلوك الشارع، حاملين هواتفهم الجوالة لتصوير الاحتفال.

 وعلى ضفاف نهر دجلة، عزفت فرق موسيقية الألحان العراقية التقليدية، بالعود والدفّ والغيتار والبيانو، فيما ارتفعت الألعاب النارية في السماء.

 وزين الشارع بعد إعادة تأهيله بالكامل، بشجرة كبيرة لعيد ميلاد السيد المسيح الذي صادف ليلة السبت.

 

على ضفاف نهر دجلة، عزفت فرق موسيقية الألحان العراقية التقليدية، بالعود والدفّ والغيتار والبيانو، فيما ارتفعت الألعاب النارية في السماء

 

 وبالتزامن مع إطلالته الجديدة، أعلنت أمانة بغداد، أنّ الاحتفالات الرسمية لرأس السنة الميلادية الجديدة، ستنطلق من شارع المتنبي، وهو ما قوبل بترحاب كبير من الوسط الثقافي.

 في المكتبات والأكشاك التي يعجّ بها الشارع، يمكن للزائر أن يجد مجموعة متنوعة، من الكتب الحديثة باللغة الإنجليزية أو العربية، إلى الكتب الجامعية والمدرسية، مختلطة بعضها ببعض، وحتى إصدارات قديمة مكدسة من بينها، كتب بالفرنسية والإنجليزية والعربية، بعضها قد يكون نادراً ويعود للقرن الماضي.

اقرأ أيضاً: كيف خدمت السينما أعمال إحسان عبدالقدوس؟

 وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر الشارع بحلته الجديدة، وقد زين بالأضواء الصفراء.

 في مرمى الإرهاب

 وكان شارع المتنبي، قد تعرض للتفجير ضخم بوساطة سيارة مفخخة، بتاريخ 5 آذار (مارس) من العام 2007، وراح ضحيته 30 شخصاً وأصيب ضعفهم تقريباً. وضلت بعض آثار التفجير ماثلة قبل أن تندثر مع تأهيله الأخير.

 وكانت الأضرار المادية جراء التفجير كبيرة حينها، ما أدى إلى شلل الحياة الثقافية في بغداد لنحو عام ونصف العام حتى إعادة افتتاح الشارع رغم الدمار الذي بات أحد معالمه في كانون الأول (ديسمبر) 2008.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر الشارع بحلته الجديدة، وقد زين بالأضواء الصفراء

 ومن بين الأضرار المادية حينها، كان تدمير المكتبة العصرية بشكل كامل. وهي أقدم مكتبة في شارع المتنبي في بغداد حيث تأسست عام 1908. ناهيك عن تدمر مقهى الشابندر، أحد أبرز معالم بغداد القديمة.

 ثم عادت الحياة إلى شارع المتنبي بشكل واضح بعد 2011، واستمرت إلى هذا اليوم، لكن العديد من مكتباته احترقت الصيف المنصرم، دون معرفة الأسباب الفعلية للحرائق.

 

كان شارع المتنبي، قد تعرض للتفجير ضخم بوساطة سيارة مفخخة، بتاريخ 5 آذار من العام 2007، وراح ضحيته 30 شخصاً وأصيب ضعفهم تقريباً

 وعانى الشارع قبل إعادة تأهيله من الإهمال في بناه التحتية، وهو ما دفع مثقفين وصحفيين وأكاديميين وشعراء إلى دعوة الحكومة في مناسبات عديدة لتبني إعادة تأهيل الشارع بشكل يلائم أهميته الثقافية.

 واحة ثقافية

 أطلق على الشارع التاريخي في العام 1932 خلال عهد الملك فيصل الأول اسم الشاعر الشهير أبو الطيب المتنبي (915 - 965)، الذي ولد في عهد الدولة العباسية.

 ويبلغ طول الشارع، الواقع في وسط العاصمة العراقية بغداد بالقرب من منطقة الميدان وشارع الرشيد، نحو كيلومتر واحد، ويؤدي إلى إحدى ضفاف نهر دجلة، يتقدّمه تمثال كبير للمتنبي، وينتهي بنصب خطّ عليه بيت من أبيات قصائده الشهيرة.

 ويعتبر شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها؛ إذ إنه يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة، ومنها مباني المحاكم المدنية قديماً والمسماة حالياً بمبنى القشلة.

يعتبر شارع المتنبي السوق الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها

 ولا يمكننا أن نعتبر أنّ المكان مخصص لعرض الكتب وبيعها فحسب؛ إذ يحتضن نشاطات ثقافية تتعانق مع وجود الكتاب على أرصفته وفي مكتباته، ويفتح أذرعه أيضاً للساعين لعرض مواهبهم مثل؛ الرسم والخط والأعمال الحرفية الأخرى.

 وفي كل يوم جمعة يجمع شارع المتنبي مرتاديه من المهتمين بالثقافة والأدب لتزدحم المناهج والمؤسسات الثقافية بالحوارات الثقافية حول الكتب والإصدارات الجديدة، وهذه النشاطات مشاهد ثابتة ودائمة في أركان شارع العلم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية