سعد السيلاوي يرحل وسط حزن محبيه وثنائهم على إنسانيته

الأردن

سعد السيلاوي يرحل وسط حزن محبيه وثنائهم على إنسانيته


02/09/2018

رحل في بيروت، أمس، الإعلامي الأردني سعد السيلاوي بعد إصابته بالتهاب رئوي وفشل كلوي حاد، بعد أن خاض صراعاً طويلاً مع مرض السرطان أدى إلى استئصال حنجرته، ووقف ظهوره على قناة "العربية" بعد أن كان يحمل لقب كبير المذيعين فيها.

ونعى مدير شبكة "العربية" تركي الدخيل، السيلاوي، "راجياً له الرحمة ولعائلته وأحبابه الصبر والسلوان".
وقال في تغريدة له على تويتر: "رحمك الله أبا سري كنت إنساناً محباً للجميع، صحافياً لامعاً كافحت المرض بالبسمة. إنا لله وإنا إليه راجعون".

شغل السيلاوي منصب مدير مكتب قناة "العربية" في عمّان منذ انطلاقتها وحتى إصابته بمرض السرطان عام 2012

وشغل السيلاوي منصب مدير مكتب قناة "العربية" في عمّان منذ انطلاقتها وحتى إصابته بمرض السرطان عام 2012، حيث خضع للعلاج في مركز الحسين للسرطان في عمّان، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أواخر نيسان (أبريل) 2013، حيث أجريت عملية جراحية له لاستئصال الورم على يد فريق طبي متخصص ضم عدداً من الأطباء السعوديين والكويتيين، وبإشراف مباشر من الطبيب روجر طابا، أحد أكبر المختصين في عمليات استئصال الحنجرة.

غطى السيلاوي قضايا مهمة وملفات حساسة، وأجرى في تسعينيات القرن الماضي عندما كان يعمل في قناة "إم بي سي" عدة لقاءات حوارية مع العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال.

اقرأ أيضاً: رحيل لويس جريس.. راهب الصحافة وقديس الحب

ولاقت قصة مرضه تعاطفاً واسعاً من العديد من المتابعين ورؤساء الدول، خاصة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي هنأه بسلامته في لقاء بعد تعافيه جزئياً، خلال آذار (مارس)  2017.

السيلاوي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز

الأثر الإعلامي الكبير

ونعت نقابة الصحفيين الأردنيين، السيلاوي، عضو النقابة، وهي تستذكر "الأثر الإعلامي الكبير الذي تركه وجسّده الفقيد طوال مسيرته المهنية الثرية، منذ بدايته الأولى في العمل الصحفي والإعلامي، على المستويين؛ الأردني والعربي، فقد تميز بأدائه الجاد ومهنيته الرفيعة ومثابرته وحرصه على التميز والإبداع، وهو ما جعله اسماً كبيراً ومقدراً في الإعلام المكتوب والفضائي".

كما استذكرت النقابة "ما تركه الراحل من أثر مهني في الصحافة والإعلام، فقد كان له أطيب الأثر في علاقاته الإنسانية والاجتماعية أيضاً؛ إذ كان صديقاً للجميع، وقريباً من زملائه ودوداً ومحباً لهم، وكان شديد الحرص على أن يكون ناصحاً أميناً لكل من عرفه وعمل معه."

اقرأ أيضاً: إبراهيم نافع.. كرامات ما بعد الرحيل

وذكر الصحفي أحمد جميل شاكر أنّ آخر عمل خيري وإنساني قدمه السيلاوي قبل رحيله بأسابيع هو تبرعه بباص صغير "لنقل البنات اليتيمات في جمعية حمزة بن عبد المطلب في ماركا (في عمّان الشرقية) إلى مدارسهم".


السيلاوي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني

حزن على وسائل التواصل

وفاضت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن على رحيل السيلاوي، حيث رصدت "حفريات" على موقع "الفيسبوك" مشاعر أصدقاء الراحل؛ إذ كتب الصحفي نضال منصور على صفحته: "سعد كان مقرباً من الجميع ومحباً للجميع. سنظل نتذكره قصة نجاح في سماء الإعلام الأردني والعربي. بوفاته يفقد الإعلام في الأردن والعالم العربي صحفياً مخلصاً لمهنته. العزاء بأنّ الأحبة لا يرحلون، تخلدهم الذاكرة والقلوب".

أما الإعلامية علا الفارس فكتبت "وداعاً لكل الأشياء الجميلة... وداعاً عرّاب البدايات... وداعاً يا أصدق من مروا في حياتي... وداعاً لرمز القوة والصمود وحب الحياة والطموح والمواجهة والإصرار والثبات.. وداعاً يا حبيب القلب.. وداعاً أبي الروحي وصديقي العزيز وكبيري وعرّابي ومحتويني... وداعاً لك ولكل الأشياء من بعدك... وداعاً بابا سعد، وداعاً سعد السيلاوي".

آخر عمل خيري وإنساني قدمه السيلاوي قبل رحيله بأسابيع هو تبرعه بباص صغير لنقل البنات اليتيمات

واستذكر الإعلامي جهاد المومني محطات مشتركة مع سعد السيلاوي، فروى من خلاله صفحته: "تشاركنا المهنة مطلع العام ١٩٨٨. جاء موظفاً في شيحان فأرسله د. رياض الحروب إلى مكتبي ليشاركني به نظراً لضيق المكان، كنت آنذاك مستجداً مثله، لكنني ترقيت فوراً لأصبح مدير التحرير... لم يعجب سعد أن يشارك شخصاً آخر مكتبه، فغاب عدة ساعات وعاد وقد حمل مكتباً أنيقاً وضعه بجوار مكتبي قال إنه اشتراه خصيصاً للعمل في شيحان، ثم أظهر تذمراً إضافياً عندما اقتصرت مهمته الإعلامية على الإعلانات... فلم يعجبه الأمر وفجأة اختفى.. ولم يعد إلى شيحان من جديد .. ثم التقينا بعد ذلك مرات عديدة، وكان يتنقل من مكان إلى آخر يحقق النجاح تلو النجاح، إلى أن تحققت له أمنياته بالشهرة وبمقابلاته الشهيرة مع زعماء كبار أمثال الحسين الراحل، والمرحوم ياسر عرفات...وغيرهما".

وتابع المومني "جد واجتهد، عمل وعانى إلى أن حقق ما يحلم به أي صحفي ...وفي عام ٢٠٠٦ عندما تآمرت عليّ بعض أجنحة الدولة لإخراجي من المشهد، كان سعد في عز إبهاره فاتصل بي يوماً وقال باللغة الإنجليزية ما معناه: (غبي إذا كنت تجهل أنهم سيحفرون لك حفرة عميقة) ".

ثم شاءت الأقدار، يتابع المومني، "أن يشاركني المرض اللعين وأن نعاني معاً وكان سعد يسألني عن الأعراض وعن الأوجاع وعن أفضل العلاجات، لأنني صاحب خبرة مع السرطان، وكان شريكي محظوظاً بفزعة الدولة له، فذهب للعلاج في أحسن المراكز الطبية في العالم وشفي بحمد الله. لكنه الموت، وقد باغت سعد ليفجعنا برحيله المبكر".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية