"زايد" العطاء والإنسانية

"زايد" العطاء والإنسانية


21/04/2022

محمد المسكري

في هذه الأيام الفضيلة، مع العشر الأواخر من رمضان المبارك، ويقيناً بمجموعة القيم التي يرسخها رمضان في النفوس من تكافل مجتمعي وتضامن إنساني..

نستذكر مقولة الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "الغني يجب أن يساعد الفقير، والله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى".. مع ما تعنيه هذه المقولة من التزام إماراتي بخير الإنسان أيا كان، وأينما كان، الأمر الذي جعل من الإمارات الدولة الأولى عالمياً في ما تقدمه من مساعدات خارجية مقارنةً بدخلها القومي، وما تبذله من خير بتوجيهات قيادتها الرشيدة، في كل يوم من كل عام، منذ قيام الدولة إلى يومنا هذا.

ليس يوماً واحداً في العام، إنه الأعوام كلها، طوال الخمسين الماضية، إنه "يوم زايد للعمل الإنساني" مع ما يجسّده من معاني العطاء والوفاء معاً، عطاء وتفانٍ وتضحيات صاحب السيرة العطرة، المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، ووفاء الإنسانية مجتمعةً له في تذكُّرها المستمر وامتنانها وعرفانها الدائمين لما قدّمه طوال سنين حياته.

أما عن العنوان، "يوم زايد للعمل الإنساني"، فهو واضح وضوح أعمال "زايد" البيضاء، وفضل يدي "زايد الخير"، وسيرته المثمرة بأطيب ثمار المودة والأخوة الإنسانية، وحبّ الإنسان للإنسان بلا أثمان. وأما عن الأرقام، فيكفي أن نشير إلى أن الإمارات، التي استلهمت على الدوام إرث وتوجيهات وحكمة "زايد"، قدّمت لما يزيد على 117 دولة حول العالم مساعدات ومعونات إنمائية وإنسانية وخيرية، بما قارب نحو 90.5 مليار درهم، خلال الفترة من عام 1971 حتى عام 2004 فقط، بينما بلغت قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة من 2010 حتى 2021 نحو 206 مليارات و34 مليون درهم، "بما يعادل 56.14 مليار دولار أمريكي"، لتواصل التزامها دفع جهود السلام والازدهار العالمي، إلى جانب توفير الدعم التنموي والإنساني والخيري في عددٍ من الدول النامية، من بينها 50 من البلدان الأقل نمواً.

وهنا، يمكن أن نؤكد أنّ الإمارات، التي غرس الوالد الشيخ "زايد" في أبنائها حبّ الخير والعطاء والحس الإنساني بالآخرين واحتياجاتهم، جسّدت نموذجاً عالمياً رائدا في التضامن الإنساني في ظل جائحة "كوفيد-19" مؤخراً، فقد كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال الجائحة، حيث شكلت المساعدات، التي قدمتها 80 في المائة من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة، ومنذ بدء الجائحة في 2020 حتى يوليو 2021، بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2250 طناً، تم توجيهها إلى 136 دولة حول العالم، كما بلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية المرسلة 955 شحنة، وتم إنشاء 6 مستشفيات ميدانية تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، لدعم جهود عدد من الدول في مكافحة انتشار الفيروس القاتل، في كل من السودان، وغينيا كوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، كما تم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات العالمية الموجودة على أرض دولة الإمارات.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية