بانطلاقه أمس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يُعدّ معرض الدفاع الدولي "آيدكس" أول معرض تجاري دفاعي كبير، على مستوى العالم، يقام منذ أن بدأت جائحة فيروس كورونا قبل أكثر من عام.
وباستلهام دروس ونتائج ما بعد جائحة كورونا، سيركّز المشاركون في معرض "آيدكس" لهذا العام على الأمن السيبراني، والأسلحة المستقلة، والاستفادة من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الدفاع، وسلاسل التوريد الآمنة أثناء الأزمة الصحية العالمية.
يُعدّ "آيدكس" أول معرض تجاري دفاعي كبير، على مستوى العالم، يقام منذ أن بدأت جائحة فيروس كورونا قبل أكثر من عام
وفي إطار الاستجابة لتحديات الوباء، طبق منظمو "آيدكس" تدابير صارمة للتباعد الاجتماعي هذا العام لحماية الصحة العامة.
وتسعى دول الخليج، ولا سيما الإمارات والسعودية، إلى تطوير صناعتها العسكرية المحلية لإنتاج الأسلحة محلياً؛ بهدف تنويع اقتصاداتها وخلق فرص العمل، وتقليل الاعتماد على الواردات. وتقول صحيفة "ذا ناشونال" إنّ المملكة العربية السعودية ستستثمر نحو 20 مليار دولار في البحث والتطوير المتعلق بالصناعة العسكرية والدفاع على مدى العقد المقبل؛ كجزء من خطط لتوطين نصف إنفاقها العسكري بحلول عام 2030، وفقاً لأحمد العوهلي، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية.
وأضاف العوهلي أنّ المملكة تعتزم زيادة إنفاقها على البحث والتطوير العسكري من 0.2 في المائة إلى 4 في المائة بحلول عام 2030، مما يجعلها على قدم المساواة مع المتوسط العالمي.
مشروع دفاعي سعودي مع لوكهيد مارتن
من جانبها، قالت الشركة السعودية للصناعات العسكرية أمس إنها وقّعت اتفاقاً لإقامة مشروع مشترك مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لتعزيز قدرات المملكة الدفاعية والتصنيعية، كما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.
وستحوز الشركة، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي السعودي)، 51 بالمئة من المشروع.
وقالت في بيان "ستعمل الاتفاقية الجديدة على تطوير قدرات التوطين من خلال نقل التقنية والمعرفة، وتدريب الكوادر السعودية على تصنيع المنتجات وتقديم الخدمات لصالح القوات المسلحة السعودية".
السعودية من أكبر مستوردي الأسلحة في العالم.
وتأسست الشركة السعودية للصناعات العسكرية عام 2017 لتطوير التصنيع الدفاعي المحلي، والمساعدة في خفض الإنفاق على الواردات، وتوفير مزيد من الوظائف المحلية. وتهدف خطة المملكة الاقتصادية (رؤية 2030) إلى الاعتماد على الإنتاج المحلي في 50 بالمئة من احتياجاتها العسكرية بحلول عام 2030.
وتشارك لوكهيد مارتن، بحسب "رويترز"، في مشروع لتركيب نظام دفاع صاروخي في السعودية قيمته 15 مليار دولار، في إطار حزمة أسلحة حجمها 110 مليارات دولار قالت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إنها تفاوضت عليها مع المملكة في 2017.
اقرأ أيضاً: نجاح جديد لدولة الإمارات في قطاع الفضاء.. ما هو؟
عقود إماراتية
إلى ذلك، قال العميد محمد الحساني، المتحدث الرسمي باسم معرض الدفاع الدولي (آيدكس) في أبوظبي إنّ القوات المسلحة الإماراتية وقّعت أمس عقوداً دفاعية بقيمة خمسة مليارات درهم (1.36 مليار دولار) مع شركات محلية ودولية خلال المعرض. وقد تم توقيع غالبية العقود مع شركات محلية، وفق "رويترز".
وأكدت صحيفة "ذا ناشونال" أنّ من بين الشركات المحلية التي فازت بالعقود شركة Calidus، التي أبرمت صفقات بقيمة إجمالية قدرها 1.69 مليار درهم. وحصلت الشركة المصنعة للمركبات العسكرية Nimr على صفقة بقيمة 230 مليون درهم، وحصلت Ammroc على عقد بقيمة 176 مليون درهم. ومن بين الشركات الأخرى التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها والتي تؤمن الصفقات المجموعة الذهبية الدولية وشركة المسعود وغيرهما.
في هذه الأثناء، فازت شركة بوينج الأمريكية العملاقة بعقد قيمته 405 ملايين درهم لتوريد مركبات من دون طيار. كما فازت شركة الدفاع الألمانية Rheinmetall بصفقة بقيمة 57.42 مليون درهم وفازت تاليس الفرنسية بعقد بقيمة 350.6 مليون درهم.
وقال العميد الحساني "إنه قَدَر جيد أن نبدأ هكذا في اليوم الأول. هناك مزيج جيد من الشركات المحلية والعالمية في العقود".
نمو وانخفاض
اجتذب معرض "آيدكس"، أكبر معرض دفاعي في الشرق الأوسط، قادة الصناعة الحريصين على عرض أحدث تقنياتهم، من الطائرات بدون طيار إلى المركبات المدرعة.
ويعدّ المعرض الذي يقام كل عامين، والذي يستمر لمدة خمسة أيام، أول معرض تجاري دفاعي كبير يقام منذ بدء جائحة كورونا.
تسعى دول الخليج، ولا سيما الإمارات والسعودية، إلى تطوير صناعتها العسكرية المحلية لإنتاج الأسلحة محلياً؛ بهدف تنويع اقتصاداتها وخلق فرص العمل، وتقليل الاعتماد على الواردات
وقال المنظمون، بحسب "ذا ناشونال"، إنّ القيمة الإجمالية للصفقات التي من المتوقع أن توقعها الإمارات العربية المتحدة هذا العام قد تكون مماثلة لمستويات عام 2019. وقد منحت القوات المسلحة الإماراتية عقوداً بقيمة 20.5 مليار درهم في معرض "آيدكس" 2019.
وقد نما الإنفاق الدفاعي لدول الخليج بنسبة 5.4 في المائة إلى 100 مليار دولار في عام 2020، ارتفاعاً من 94.9 مليار دولار في عام 2019، وفقاً لمتخصص الاستخبارات الدفاعية "جينز".
ومن المتوقع أن ينخفض الإنفاق الخليجي على الدفاع بنسبة 9.4 في المائة هذا العام قبل أن ينخفض إلى 89.4 مليار دولار في عام 2022 بسبب تأثير انخفاض أسعار النفط وفيروس كورونا، وفقاً لـ"جينز"، التي تتوقع أن يعود الإنفاق إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول عام 2024.
اقرأ أيضاً: الإمارات قوة مؤثّرة في صنع القرار الرياضي الدولي
وتشير "ذا ناشونال" إلى أنّ شركات الدفاع ستستخدم معرض "آيدكس" كمنصة للكشف عن المنتجات، وستكون كل الأنظار على تكتل الدفاع الإماراتي Edge في جناحها المترامي الأطراف في "آيدكس"، حيث تعرض الشركة (التي تضم تحت مظلتها أكثر من 26 شركة متخصصة في جميع قطاعات الصناعات الدفاعية والأمنية) نظامها الصاروخي Halcon والمركبات المدرعة المصنعة من قبل فرعهاNimr ، من بين معدات أخرى.