روسيا وبريطانيا تتبادلان التهديد بـ"النووي"... هل تتسع دائرة الصراع في أوكرانيا؟

في الطريق لوضع نهاية ملائمة للحرب الروسية الأوكرانية، اندلعت مئات الحروب الكلامية والتهديدات التي تلاعبت بأعصاب العالم أجمع، ما عدا الدول الـ5 النووية، وتلاعبت كذلك بأقوات الملايين، ولا سيّما في دول الشرق الأوسط، وفي أحدث صورة من صور هذه الحروب، تبادلت روسيا وبريطانيا التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ففي تصريحات تلفزيونية، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنّ مخاطر اندلاع حرب نووية الآن كبيرة جداً، ويجب عدم الاستهانة بها.

وتأتي تصريحات لافروف بعد ساعات قليلة من تهديد وزير الدفاع البريطاني بين والاس، خلال جلسة استماع في البرلمان البريطاني، باستخدام الأسلحة النووية لحماية المملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذا لزم الأمر.

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنّ مخاطر اندلاع حرب نووية الآن كبيرة جداً ويجب عدم الاستهانة بها

ونقلت صحيفة "ميل بي دي" البريطانية عن والاس قوله: إنّ "بعض صواريخنا تحت الماء الآن، وأفراد البحرية الملكية الشجعان مستعدون لإطلاق أسلحة نووية إذا كان عليهم حماية هذه المملكة وحلف شمال الأطلسي، من المهم للغاية ألّا ينسى (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) ذلك".

من جانبه، أشار لافروف، في تصريحات تلفزيونية نقلتها وكالة تاس، إلى إصدار الأعضاء الـ5 الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بياناً في كانون الثاني (يناير) الماضي، التزموا فيه بعدم شن حرب نووية، مؤكداً أنّ هذا هو "موقفنا المبدئي، ونحن نسترشد بهذا، وبالطبع لا أريد أن أرى هذه المخاطر مضخمة بشكل متعمد الآن"، غير أنّه شدد على أنّ مخاطر النووي "كبيرة وحقيقية ويجب عدم الاستهانة بها."

تأتي تصريحات لافروف بعد ساعات قليلة من تهديد وزير الدفاع البريطاني باستخدام الأسلحة النووية لحماية المملكة المتحدة و"الناتو"

وبعد (3) أيام فقط من بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط (فبراير) الماضي، أشهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلاح "الردع النووي" في وجه القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مهدداً باستخدامه في حربه مع أوكرانيا، في سابقة هي الأولى منذ الحرب الباردة.

متذرعاً بـ"التصريحات العدوانية" من قبل الناتو والعقوبات الاقتصادية التي قال محللون إنّها الأشد إيلاماً للنظام الروسي، أصدر بوتين توجيهاً بوضع "الأسلحة النووية الروسية" في حالة تأهب، في 27 شباط (فبراير) الماضي، ممّا أثار مخاوف من أنّ غزو أوكرانيا قد يؤدي إلى حرب نووية، سواء عن طريق الخطأ أو عن قصد.