رمضان شهر القيم الإنسانية

رمضان شهر القيم الإنسانية

رمضان شهر القيم الإنسانية


29/03/2023

فاطمة المزروعي

شهر رمضان من الشهور التي ننتظرها بحب وشغف، فهو فرصة لنا للتعبد والتقرب بالطاعات، وفي رمضان يتزايد الأجر وتتضاعف الحسنات، فهو شهر صلاح وتقوى وفرصة للتقرب بالطاعات لله سبحانه وتعالى، إنه شهر التغيير بامتياز في كل تفاصيل حياتنا اليومية التي اعتدناها طوال العام، يغير سلوكياتنا في الطعام والشراب، قال طبيب العرب، الحارث بن كلدة: الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد.

إن الصيام له فوائد عظيمة في الامتناع عن الأكل والشرب، فهو يخفف عنا الأمراض المزمنة والتعب، وتنتشر في رمضان قيم التسامح والألفة والمحبة وتكثر أعمال الخير والتعاطف، فهو ينمي الجانب الإنساني عند الصائم، أتذكر في طفولتي كنا نستقبل رمضان بالفرح والسعادة وكانت والدتي حريصة على تنظيف المنزل والسجاد قبلها بفترة وشراء «مير رمضان» وعمل الكثير من المهام مثل تجهيز البهارات وطحنها وعمل السمن وتجهيز حب الهريس وخبز الرقاق.. كلها عادات وتقاليد جميلة تبقى في الذاكرة.

كلما يعود رمضان تعود إلينا بعض الذكريات العالقة في الأذهان وبعضها باقية حتى الآن مثل عادة تبادل الأطباق التي يتم فيها تبادل أواني الطعام من منزل إلى آخر وهي من العادات القديمة التي لا تزال موجودة. أذكر في طفولتي كانت والدتي ترسلني بطبق إلى بيت الجيران فأعود محملة بطبقين، ما أجمل تلك الذكريات؟ كنا نصوم ونحن صغار حتى الظهر حتى نتعود على الصيام وهذه الفرصة لتعليم الأطفال كيفية الصوم والصلاة في رمضان، في رمضان نحرص على زيارات الأرحام والجيران والأهل مع الأسرة، لقد تعلمت الكثير من الطبخات على يد والدتي مثل اللقيمات والهريس والثريد وغيرها من الأكلات الشعبية، إن رمضان فرصة لتعليم الصغيرات كيفية البدء بالمهام الصغيرة في المطبخ حتى يتعودن على ذلك، إنها فرصة حتى ننقل تلك القيم الإنسانية من الحب والعطاء والرحمة لأطفالنا، لنجعل لهم ذاكرة محملة بالتسامح وبالأخص في هذا الشهر العظيم، ولا ننسى صلاة التراويح وذكر الرحمن والصلاة والقيام ليلاً، إنه رمضان الذي يعيد التوازن لحياتنا ويمكننا من خلاله إعادة صلة الرحم والتواصل مع الناس بالرفق والمودة في منح كل محتاج بقدر الاستطاعة، بحق فإن رمضان ليس شهر عبادة وأداء مناسك تعبدية وإنما هو شهر يعيد للإنسان توازنه ويكشف له ضوء على ما مضى وكأنه يرشده للطريق الصواب، فليكن هذا الشهر فرصة فعلاً لنتغير إيجابياً في كل الجوانب الحياتية، في طعامنا واهتماماتنا وزياراتنا وعلاقاتنا الاجتماعية.. إنه شهر الإنسانية والفضيلة.

عن "البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية