
رغم الهزائم التي لحقت بهم في الانتخابات الماضية إلا أنّ إخوان المغرب ما زالوا يراهنون عليها، فقد عاد الحديث عن انتخابات مبكرة إلى الواجهة السياسية، بعد أن أشهر الأمين العام لحزب (العدالة والتنمية) "ذراع الإخوان السياسية في المغرب" عبد الإله بنكيران، ورقة الانتخابات في وجه غريمه السياسي رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، مؤكداً حاجة البلد إلى تنظيمها قبل موعدها المجدول في الثلث الأخير من 2026.
وشدد بنكيران في تصريحات خلال لقاء مفتوح عقده مع طلبة معهد "الدراسات العليا للتدبير" بالرباط الأسبوع الماضي على الحاجة إلى تنظيم انتخابات سابقة لأوانها، بزعم أنّ الحكومة الحالية فشلت في تلبية تطلعات المواطنين، وأنّ استمرار ضعف الثقة بها سيؤدي إلى أوضاع خطيرة، خاصة مع تزايد الاحتجاجات والإضرابات مثل أزمة طلبة الطب التي امتدت لأشهر عديدة.
وأثارت دعوة بنكيران تساؤلات حول مدى حاجة البلاد إلى تنظيم انتخابات مبكرة في ظل الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد، ويرى مراقبون نقلت عنهم وكالات دولية أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مناورة سياسية بهدف الضغط على حكومة أخنوش وإعادة ضبط قواعد اللعبة في المغرب.
مراقبون يرون أنّ الأمر لا يعدو أن يكون مناورة سياسية بهدف الضغط على حكومة أخنوش وإعادة ضبط قواعد اللعبة في المغرب.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها حزب (العدالة والتنمية) إلى انتخابات سابقة لأوانها خلال الولاية الحكومية الحالية، إذ كان رئيس مجموعة الحزب النيابية عبد الله بوانو قد دعا في تموز (يوليو) الماضي إلى انتخابات سابقة لأوانها، وقال وقتها: إنّها "لقياس ثقة الشعب في حكومة عزيز أخنوش"، واعتبر أنّ تلك الدعوة "لا يحكمها أيّ منطق حزبي، أو محاولة إرباك الحكومة.
وكان بنكيران قد دعا في 14 كانون الثاني (يناير) 2023، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني (برلمان الحزب)، إلى إجراء انتخابات سابقة لأوانها، معتبراً أنّ الحكومة "فقدت ثقة الشعب".
وكان حزب (العدالة والتنمية) المغربي، "جماعة الإخوان المسلمين"، قد تلقى هزيمة قاسية في الانتخابات التي جرت في 8 أيلول (سبتمبر) 2021 على أيدي خصومه السياسيين، وفي مقدمتهم حزب (التجمع الوطني للأحرار).
وحصل حزب (العدالة والتنمية) على (13) مقعداً برلمانيّاً فقط، مقارنة بـ (125) مقعداً حصل عليها في الانتخابات التشريعية السابقة.