رغم تقدمها في الانتخابات البلدية.. الجماعة الإسلامية تهدد بإشعال باكستان

بدعاية انتخابية كبيرة، صاحبتها أموال طائلة، استهلت بها الجماعة الإسلامية الباكستانية، الذراع السياسية للإخوان في البلاد، حملتها الخاصّة بالانتخابات البلدية في كراتشي، بولاية السند.

أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق قال في بيان من لاهور: إنّ شعب كراتشي سوف يدفن سياسات الفساد إلى الأبد عندما يذهب إلى صناديق الاقتراع؛ لدعم جماعته، من أجل السلام والتنمية في المدينة.

وقال أمير الجماعة الإسلامية: إنّ معدلات الفساد في الأرض ازدادت في الإقليم خلال حقبة حركة الإنصاف، متهماً الحركة الديمقراطية الشعبية، وحزب الشعب، وحزب حركة الإنصاف، بأنّها كيانات انقلابية، زاعماً أنّ الجماعة الإسلامية هي بصيص الأمل لفجر جديد، ومستقبل مشرق.

استباق النتائج

أمير الجماعة الإسلامية حاول استمالة سكان كراتشي قائلاً: إنّهم لن يتركوا بمفردهم، مؤكداً أنّ كراتشي تستيقظ وتعود أخيراً إلى أمجادها، بانتخاب جماعته، إيذاناً ببداية الازدهار والقضاء على الاضطرابات.

سراج الحق استبق النتائج، ليدّعي أنّ الجماعة الإسلامية حققت فوزاً كاسحاً، زاعماً أنّ النجاح الانتخابي الكبير الذي حققته الجماعة الإسلامية في الانتخابات البلدية أثبت أحقيتها في حكم البلاد، وقال: إنّه سوف يؤسس نماذج جديدة للخدمة في كراتشي، وسوف تقضي الجماعة الإسلامية على الحرمان الذي تعاني منه المدينة.

كما ادّعى رئيس الجماعة الإسلامية في كراتشي حافظ نعيم أنّ حزبه حصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، وزعم أنّه تمّ منح (8) مقاعد لحزب الشعب الباكستاني، قائلاً: إنّ الجماعة الإسلامية لديها النموذج (S11) الموقّع بشكل رسمي من هيئة الفرز لإثبات تلك النتائج المزعومة، لكنّه لم يعرض هذا النموذج أمام وسائل الإعلام، وادّعى كذلك أنّ إجمالي مقاعد الحزب كانت هي في الواقع (94) مقعداً، وطالب بإعادة فرز الأصوات على (10) مقاعد أخرى.

احتجاجات رغم تحقيق المرتبة الثانية

من جهتها، أعلنت الجهات المعنية في باكستان الإثنين الماضي النتائج الموحدة النهائية لجميع اللجان الانتخابية الـ (235) في قسم كراتشي في ولاية السند، بعد انتظار دام (30) ساعة تقريباً، بعد أن أجري الاقتراع في عاصمة المقاطعة يوم الأحد الماضي على منصبَي الرئيس ونائب الرئيس.

سراج الحق: النجاح الانتخابي الكبير الذي حققته الجماعة الإسلامية في الانتخابات البلدية أثبت أحقيتها في حكم البلاد

وبعيداً عن مزاعم الجماعة الإسلامية، أعلنت لجنة الانتخابات الباكستانية (ECP) عن نتائج انتخابات الهيئات المحلية، البالغ عددها (235) مقعداً، التي أجريت في كراتشي، وقد تقدم حزب الشعب بـ (93) مقعداً، وجاءت الجماعة الإسلامية في المرتبة الثانية بـ (86) مقعداً، وجاءت حركة الإنصاف في المركز الثالث بـ (40) مقعداً، وفاز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - نواز بـ (7) مقاعد، وحركة لبيك باكستان بمقعدين، وفاز المرشحون المستقلون بـ (3) مقاعد.

وجرت الانتخابات في (235) لجنة اتحادية من أصل (246) في المدينة، وتأجلت الانتخابات لوفاة مرشحين على (10) مقاعد، وحصل مرشح حزب الشعب على مقعد واحد بالتزكية.

من جهتها، رفضت الجماعة الإسلامية نتائج الانتخابات البلدية، في أحد أبرز معاقلها، وأعلنت الجماعة عن سلسلة من الاحتجاجات والتجمعات على مستوى البلاد في مدن مختلفة، ضد ما وصفته بالتلاعب في نتائج كراتشي.

تصعيد وتهديد بإغلاق الطرق

وفي حديثه لوسائل الإعلام، بعد اجتماع الحزب في مؤسسة نور حق، قال حافظ نعيم الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية في كراتشي: إنّ الجماعة دعت إلى اعتصامات خارج المديرية؛ بسبب تأخر النتائج، واتهم اللجنة الانتخابية بالتلاعب، مهدداً باحتجاجات على مستوى البلاد، وأنّه إذا لزم الأمر، سيتم إغلاق طرق الدولة بأكملها.

حافظ نعيم الرحمن: الجماعة الإسلامية حققت عودة تاريخية في الانتخابات المحلية في كراتشي، وترك المواطنون انتماءاتهم السياسية، واختاروا الجماعة الإسلامية

وبحسب موقع (Express News) الناطق باللغة المحلية، قال نعيم الرحمن: إنّ الجماعة الإسلامية حققت عودة تاريخية في الانتخابات المحلية في كراتشي، وترك المواطنون انتماءاتهم السياسية واختاروا الجماعة الإسلامية، وغيرت الدولة النتائج تحت أنظار لجنة الانتخابات، بالتواطؤ مع حزب الشعب.

حافظ نعيم قال: إنّ حزب الشعب يحتفل بسرقة أصوات الآخرين، مؤكداً أنّ الجماعة سوف تسيطر على كراتشي عاجلاً أم آجلاً، وبعد ذلك سيتم تنظيم حفل شكر كبير. وأضاف: "الانتخابات تأجلت (3) أو (4) مرات، وذهبنا إلى الانتخابات، رغم أنّ قوائم الناخبين لم تكن صحيحة، نناضل من أجل المواطنين، وسنواصل ذلك".

وبحسب مراقبين، استفادت الجماعة الإسلامية من أزمة الفيضانات بشكل كبير، حيث حولت قدراً كبيراً من أوعيتها المالية تجاه السند، وأغاثت المنكوبين بشكل دعائي كبير في كراتشي، وظهرت السلال الغذائية، والمساعدات المالية، خاصّة أمام اللجان الانتخابية في المناطق الفقيرة والأكثر فقراً، ممّا سمح لها بتحقيق مفاجأة الوصول إلى المرتبة الثانية، والتفوق على حركة الإنصاف.

قيصر شريف: سيتم الإعلان عن خطة العمل المستقبلية فيما يتعلق بانتخابات الهيئات المحلية في كراتشي

وبحسب موقع (جيو نيوز) الناطق باللغة المحلية، أعلن أمير الجماعة الإسلامية  عن رفض جماعته نتائج الانتخابات بشكل رسمي، زاعماً أنّ الجماعة حققت الأغلبية المطلقة، وأنّه تمّ تزوير إرادة الناخبين، وقال سراج الحق في بيان له: إنّ الجماعة الإسلامية برزت كأكبر حزب في الانتخابات المحلية في كراتشي، لافتاً إلى أنّ تأخر المفوضية العليا للانتخابات في إعلان النتائج يثير الشكوك.

ووفقاً لسراج الحق، وجهت الجماعة الإسلامية دعوة للاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وطالب أمير الجماعة أيضاً بسرعة عقد اجتماع طارئ في المنصورة.

بدوره، قال المتحدث باسم الجماعة الإسلامية قيصر شريف: إنّه سيتم الإعلان عن خطة العمل المستقبلية فيما يتعلق بانتخابات الهيئات المحلية في كراتشي.