رغم الخسائر.. كيف تستمر "جماعات داعش" في دعم هجماتها عالميا؟

رغم الخسائر.. كيف تستمر "جماعات داعش" في دعم هجماتها عالميا؟

رغم الخسائر.. كيف تستمر "جماعات داعش" في دعم هجماتها عالميا؟


02/04/2025

رغم إعلان هزيمته العسكرية في العراق وسوريا عام 2019، لم يختفِ تنظيم داعش الإرهابي، بل أعاد تشكيل نفسه في صورة أكثر تعقيدًا، متبنّيًا استراتيجية تعتمد على التنظيمات الفرعية التي تنتشر في مناطق مضطربة حول العالم. 

وحسب خبراء وتقارير استخباراتية غربية، فإن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا عالميًا، حيث نفذت جماعاته المتفرعة هجمات مدمرة خلال العام 2024، من إيران وروسيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا. 

أعاد تشكيل نفسه في صورة أكثر تعقيدًا متبنّيًا استراتيجية تعتمد على التنظيمات الفرعية

في السياق، تساءلت شبكة "الحرة": كيف يستمر التنظيم في تمويل عملياته رغم خسائره الكبيرة؟ 

أجابة على هذا التساؤل، قال المحلل الأمني أدريان شتوني إن "داعش أصبح أكثر تعقيدًا وصعوبة في مواجهته كمنظمة لا مركزية مقارنةً بفترة دولته المزعومة، حيث لم يعد له كيان واحد يمكن استهدافه عسكريًا". 

وفقًا لبيانات شركة "دراغون فلاي" الاستخباراتية، فقد نفذ التنظيم وفروعه نحو 600 هجمة سنويًا في المتوسط خلال السنوات الثلاث الماضية، بانخفاض عن 770 هجمة سنويًا في السنوات الثلاث السابقة، لكن الهجمات أصبحت أكثر دمويةً بنسبة زيادة 40 بالمئة في عدد الضحايا لكل هجمة. 

التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا عالميًا، حيث نفذت جماعاته المتفرعة هجمات مدمرة خلال العام 2024

هذا ولم يعد تنظيم داعش يعتمد على عائدات النفط كما كان في السابق خلال فترة نفوذه في سوريا والعراق، بل أصبح يعتمد على أساليب غير تقليدية لتمويل عملياته، أبرزها؛ الخطف مقابل الفدية، إذ تعد عمليات الاختطاف من أهم مصادر الدخل لداعش، حيث يقوم باحتجاز مدنيين وأجانب والمطالبة بمبالغ ضخمة مقابل إطلاق سراحهم.

وذلك فضلا عن الابتزاز والضرائب، حيث يفرض التنظيم "ضرائب" على الشركات والمواطنين، في المناطق التي يسيطر عليها، مستغلاً خوف السكان من بطشه.

كما يعتمد على النهب والسرقة، مستهدفا البنوك والشركات ونهب الأسواق المحلية لتمويل عملياته، إلى جانب الاتجار بالبشر، خاصة في مناطق مثل إفريقيا وسوريا.

أصبح يعتمد على أساليب غير تقليدية لتمويل عملياته أبرزها الخطف مقابل الفدية

وقد تطور داعش في استخدام العملات الرقمية مثل البيتكوين لنقل الأموال بسرية تامة بعيدًا عن أعين أجهزة المخابرات الدولية، بالإضافة إلى الدعم الخارجي من متبرعين مجهولين في دول مختلفة.

ويشكّل آلاف مقاتلي داعش المعتقلين في سوريا تهديدًا مستقبليًا، حيث حذّر قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا من أن هؤلاء السجناء يمثلون "جيش داعش داخل المعتقل"، وأن أي هروب جماعي يمكن أن يسبب أزمة أمنية جديدة في المنطقة.

كما أن أحد أخطر تحولات داعش هو اعتماده المكثف على الإنترنت، حيث يؤكد خبراء أن التنظيم يستغل وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المشفرة للترويج لأيديولوجيته، وتجنيد مقاتلين جدد، وجمع التبرعات.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية