رضوان السيد يقترح خريطة طريق لمواجهة الإرهاب والإسلام السياسي

الإرهاب

رضوان السيد يقترح خريطة طريق لمواجهة الإرهاب والإسلام السياسي


20/11/2017

"لا تزال لدى حركات وتيارات الإسلام السياسي بعض الشعبية؛ وذلك بسبب الأفكار التي قاموا بنشرها خلال السنوات الخمسين السابقة، إلا أنه ليس ثمة مستقبل زاهر للإسلام السياسي، وعلّة ذلك أنه ليس هناك مستقبل للدولة الدينية... ". هذا ما قاله الدكتور رضوان السيد خلال "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" الرابع، الذي انعقد في 12 و13 من الشهر الجاري، بتنظيم من قبل "مركز الإمارات للسياسات"، حيث اقترح خريطة طريق لمواجهة الإرهاب والتطرف والإسلام السياسي.

ويرى أستاذ الدراسات الإسلامية الزائر في الجامعة الأمريكية في بيروت، أن "الأطروحة الأساسية لكل الجماعات الإسلامية واحدة، والاختلاف بينها في الوسائل"، مبيّناً أن "تلك الأطروحة هي أن الإسلام دين ودولة؛ فمنهم من يختار الانتخابات والعمل السياسي، ومنهم من يختار القتال في الداخل أو الخارج".

يتهم السيد "الإخوان المسلمين" وملالي إيران بالتشارك للتلاعب بالدين وتطويعه خدمة لمصالحهم، ما يُعَدُّ مهدداً للدين والتدين

ويتهم السيد جماعة "الإخوان المسلمين" وملالي إيران بـ"التشارك للتلاعب بالدين وتطويعه خدمة لمصالحهم"، ما يُعَدُّ مهدداً للدين وفكرة التدين، ولعل ذلك ما يدفعه إلى تأكيد أنه "إذا أردنا أنْ نحفظ ديننا من التنازع ومجتمعاتنا من الانقسام فعلينا عدم استخدام الدين في السياسة، فمثل هذا الاستخدام يُضر بالدين أكثر من إضراره بالدولة".
رهان أوباما على الإسلاميين
ولقد راجت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 اتجاهات رسمية غربية، وخصوصاً في ظل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، راهنتْ على أن تقديم الدعم للحركات الإسلامية وتعبيد الطريق أمامها للوصول إلى الحكم والسلطة في المنطقة العربية من شأنه أن يحارب التطرف والإرهاب والعنف، ويقيم علاقة براغماتية- تهادنية بين الإسلام السياسي والحكومات الغربية، وهو ما تبيّن خطأه عبر نهج "الإخوان المسلمين" في مصر حين استلموا السلطة والرئاسة بقيادة محمد مرسي، فراحوا يغذون الخطى باتجاه "أخونة" مؤسسات الدولة المصرية، وإقصاء الأطياف والتيارات السياسية الأخرى.

خريطة الطريق لمواجهة الإرهاب قائمة على إنقاذ الدولة الوطنية، واستعادة السكينة إلى الدين، وتصحيح العلاقة مع العالم

وفي هذا السياق يعلّق الدكتور رضوان السيد:"بعد كل ما حدث، أعتقد أنّ الإدارات الأوروبية أدركت خطأ تصورهم حول أنّ وصول الحركات الإسلامية للحكم يجنبهم الإرهاب، حيث أصبح جلياً أنّ ذلك ساعدهم في التحول إلى التطرف بصورة أكبر"، معتبراً أنّ "الإسلام السياسي لم يعُد له أي مستقبل لا في الداخل ولا الخارج". ولعل ما قد يُعَضِّد هذه المقاربة (أي انكماش المراهنة الدولية والإقليمية على الإسلام السياسي) أنّ كثيراً من أطياف الإسلام السياسي باتت اليوم على لوائح النبذ أو الإرهاب، أو هي تحت رادار الشكوك والاتهامات وعدم الثقة بنواياها وسياساتها ومواقفها وبرامجها، ما يعتبره مراقبون حسماً من أوراق تركيا وقطر في مراهنتهما على "الإخوان" وغيرهم كأدوات في مشروعهما الإقليمي.

تقوية الدولة الوطنية العربية
أضاف السيد، خلال الملتقى، أنّ الدول العربية بدأت في معالجة التطرف والإرهاب، من خلال مكافحة الإرهاب عسكرياً، مؤكداً أنه "بعد انحسار الإرهاب يجب الاشتغال على محاربة أفكار التطرف. ومن أهم أساليب العلاج تقوية الدولة الوطنية العربية؛ عبر الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتعزيز المشاركة الشعبية، وإدماج الشباب، وإعادة تأهيل المؤسسات الرسمية الدينية وإحياء دورها في توجيه الشباب".
وتابع السيد: "أعتقد أن المؤسسات الدينية والمفكرون المسلمون سائرون نحو طرح سردية جديدة ترتكز على أن علاقة الناس مع الله قائمة على الرحمة، وأن العلاقات بين البشر قائمة على التعارف". وبيّن السيد أنه من أجل ترسيخ هذه السردية "لابد من جهد مجتمعي شامل لحماية الدين من الإساءة إليه، واستعادة السكينة إلى الدين" وإبعاده عن الصراعات السياسية والانقسامات المذهبية والتاريخية.
وفي تحديده للخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة تيارات التشدد والعنف والإنغلاق في المحيطين العربي والإسلامي قال المفكر اللبناني: "البرنامج الذي نستطيع به مواجهة حركات التطرف والإرهاب والإسلام السياسي، يتألف من ثلاثة عناصر، هي: إنقاذ الدولة الوطنية، واستعادة السكينة إلى الدين، وتصحيح العلاقة مع العالم"، وقد يكون ذلك بمنزلة "خريطة طريق" للخروج من مأزق وانسدادات الأصولية من جهة والصراع مع العالم من جهة أخرى.

 

الصفحة الرئيسية