ردود فعل غاضبة بعد استهداف تركيا للصحفيين في سوريا

ردود فعل غاضبة بعد استهداف تركيا للصحفيين في سوريا

ردود فعل غاضبة بعد استهداف تركيا للصحفيين في سوريا


25/12/2024

قُتل الصحفيان الكرديان ناظم داشتان (32عاماً) وجيهان بيلكين (29 عاماً)، اللذان يعملان لصالح وسائل إعلام كردية، في 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، في هجوم بطائرة بدون طيار تركية. وكانا يغطيان القتال بين الميليشيات المدعومة من أنقرة والمقاتلين الأكراد، في شمال سوريا، على الطريق الواصل بين سد تشرين وبلدة صرين.

الاتحاد الدولي للصحفيين أدان مقتل داشتان وبيلكين، وطالب بإجراء تحقيق سريع. وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر:  "كان زميلانا صحفيين قيمين يغطيان الوضع في شمال سوريا. وأنا مصدوم بشكل خاص من استهدافهما عمداً بغارة بطائرة بدون طيار تركية، بينما كانا يعملان كصحفيين. نحن ندين هذا الهجوم على زملائنا ونطالب بالمساءلة".

كما أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن تعازيه الحارة لأسرتي ناظم داشتان وجيهان بيلكين. وحثّ السلطات السياسية الجديدة في سوريا على إجراء تحقيق مستقل في هذه الجرائم، فضلاً عن تحديد هوية مرتكبيها وإدانتهم.

قتل متعمد

من جهتها، أكدت هيفيدار حنان (الإعلامية في وكالة أنباء هاوار) أنّ "تركيا تتعمد استهداف جميع الإعلاميين الذين يناضلون لكشف حقيقتها وإجرامها للعالم".

هيفيدار حنان (الإعلامية في وكالة أنباء هاوار)
وأضافت: "إنَّ الشهيدين جيهان وناظم كونهما لم يكونا غريبين عن سياسيات تركيا بحق الشعب الكردي وشعوب المنطقة، فقد كان جلّ اهتمامهما توثيق الجرائم التركية وإيصالها للرأي العام، فالشهيد ناظم كان شاهداً على العديد من انتهاكات الاحتلال التركي في المنطقة، ووثقها بعدسته وبقلمه، وهو شاهد أيضاً على جرائم تركيا في عفرين وسري كانيه وكري سبي، بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبها مرتزقة داعش في الرقة وغيرها من المناطق".

وبينت هيفيدار "أنّ الشهيدة جيهان ناضلت بشجاعة لإظهار الحقيقة انطلاقاً من تمسكها بواجبها الوطني؛ فعندما كانت الهجمات التركية تشتد على المنطقة، كانت جيهان من المبادرات في رصد الانتهاكات وتبادر مباشرةً بالتوجه إلى مكان الواقعة لتوثيقها للرأي العام إلى حين استشهادها، وقبل استشهادها بساعات قامت بإرسال خبرها الأخير للمركز العام، الذي تصف فيه القصف الوحشي على سد تشرين ووثقته بالصور". ونوهت إلى أنّ الشهيدة جيهان كانت إنسانة مثابرة ومخلصة لعملها بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتمارس عملها بمسؤولية وإتقان، فهي لم تكن تعرف التعب والملل، وحتى أثناء مرضها كانت تحاول أن تُعدّ ملفاتها المطلوبة، وكانت مؤمنة بالفكر الديمقراطي وفلسفة المرأة الحرة، وتعتبر أيّ اعتداء على أيّ امرأة في العالم بمثابة اعتداء على كل النساء، لذلك أخذت على عاتقها تسليط الضوء على الجرائم التي كانت ترتكب بحق النساء، ولها تقارير عدة في هذا الصدد.

وتابعت هيفيدار: "نعاهد الشهيدين جيهان بلكين وناظم داشتان بمواصلة مسيرتهما الإعلامية، كما عاهدنا زملاءنا الشهداء سابقاً دليشان إيبش، ورزكار دنيز، وسعد الأحمد، وهوكر محمد، وعصام عبد الله".

تداعيات التصعيد التركي

وبدورها قالت جودي علي (الإعلامية في فضائية روناهي TV): "بدايةً أتقدم بالتعازي الحارة لذوي الشهيدين جيهان وناظم اللذين كانا مثالاً للنضال الحر من خلال تغطيتهما للأحداث والتطورات التي تمر بها المنطقة على كافة الأصعدة، وآخرها مواكبة التصعيد التركي السافر على محور سد تشرين".

الشهيدان ( الصحفيان الكرديان): ناظم داشتان وجيهان بيلكين

واستنكرت جودي علي هجمات الدولة التركية ضد الصحفيين، ولفتت إلى نضال الشهيدين جيهان وناظم عبر كاميراتهما وتقاريرهما لفضح سياسات تركيا العدوانية ضد المنطقة، وتابعت: "ربما رحل رفيقانا جيهان وناظم جسداً، ولكنّ روحيهما ستبقى خالدة في قلوبنا إلى الأبد؛ ونجدد عهدنا لهما ولجميع شهداء الإعلام الحر بالسير على خطاهم حتى تحقيق أحلامهم".

ومن جانبها أشارت شيرين باقي (الإعلامية في وكالة أنباء المرأة JINHA) إلى أنَّ استهداف تركيا للإعلاميين الذين يعملون ليلاً ونهاراً في سبيل إيصال صوت مجتمعاتهم للرأي العام؛ محاولة واضحة لإسكات صوت الحقيقة، وانتهاكاً صارخاً لحرية العمل الصحفي.

وأوضحت قائلة: "إنَّ الشهيدين جيهان وناظم كان لهما بصمة واضحة في توضيح الحقيقة للرأي العام، ومنذ اندلاع ثورة شمال وشرق سوريا هنالك العشرات من شهداء الإعلام الحر الذين تركوا لنا أقلامهم وكاميراتهم لنكمل بها مسيرة الحرية، وبدورنا سنستمر في عملنا على نهج زملائنا الشهداء، ولن نتوقف عن كشف حقيقة الفاشية التركية مهما كانت المخاطر".

قمع ممنهج

وكانت منظمة (مراسلون بلا حدود) قد قدمت تقييماً لـ (10) أعوام من حكم رجب طيب أردوغان كرئيس لتركيا، كشفت فيه عن مقتل (5) صحفيين، وسجن (131)، وإدانة (77) آخرين بتهمة "إهانة الرئيس"، وملاحقة المئات بسبب عملهم.

وبحسب إحصاء أجراه موقع  (بيانيت. أورج) الإخباري، شريك منظمة (مراسلون بلا حدود)، فإنّه على مدى الأعوام الـ (10) الماضية، تم تغريم ما مجموعه (77) صحفياً، أو الحكم عليهم بالسجن (في بعض الحالات مع وقف التنفيذ) بتهمة "إهانة الرئيس" في مقالات أو افتتاحيات أو تعليقات نُشرت أو تمّت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

جدير بالذكر أنّ إيرول أوندر أوغلو، ممثل منظمة (مراسلون بلا حدود) في تركيا، متهم في قضية جنائية مع زميله الصحفي أحمد نيسين، والناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان سبنام كورور فينكانسي، التي استمرت أكثر من (8) أعوام. وهم متهمون بالدعاية لصالح حزب العمال الكردستاني المحظور، لمشاركتهم في حملة تضامن صحفية لدعم صحيفة (أوزغور غونديم)، وهي صحيفة مؤيدة للأكراد، تم إغلاقها قسراً بموجب حالة الطوارئ في عام 2016. وقد ألغيت أحكام تبرئتهم في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 بعد انتقادهم علناً من قبل أردوغان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية