
كتاب حديث أصدره، مؤخرا، الكاتب التونسي ياسين بوزلفة عن دار أبجديات بسوسة، التي يشرف عليها الروائي والمترجم وليد بن أحمد، بعنوان “راشد الغنوشي. حرباء السياسة التونسية”، ضمن مجموعة من المصنفات التي وُلِدَتْ عقب ما يسميه بوزلفة ذاته “ثورة الشعب التونسي” التي حررت الأفواه والأقلام والعقول.
وأشار بوزلفة ضمنيا في كتابه إلى أنه منذ أن نطق التونسيون بعبارات وشعارات مثل “ديغاج” (ارحل) و”التشغيل استحقاق يا عصابة السراق” و”خبز وماء وبن علي لا”، يبدو أن طريق العودة إلى الدكتاتورية يبدو جد مستحيل.
لكن، مع شخص وصورة وحزب راشد الغنوشي، لم تعش تونس خطر الدكتاتورية وحسب، بل خطر التعصب الديني، وما انجر عنه من إرهاب توغل في البلاد وبطش بالعباد وعبث بالبنات والأولاد الذين وقع استقطابهم وزجهم في “غزوات” ذهبت بهم من الهجوم على ساعة شارع الحبيب بورقيبة، فتنكيس الراية الوطنية بكلية الآداب والإنسانيات والفنون بمنوبة وصولا إلى جبل الشعانبي فترحيل المئات والآلاف إلى سوريا والعراق لتأسيس الدولة الإسلامية هناك، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة "العرب".
في صفحات الكتاب المئتين والخمسين، يحلل ياسين بوزلفة شخصية راشد الغنوشي مفككا إياها وباحثا في طياتها كما يفعل الطبيب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة.
والكتاب متكون من فصول خمسة هي: أولا، سمات الغنوشي الذاتية، ثانيا، أساليب الغنوشي، ثالثا، سقوط الأقنعة، رابعا، نفاق المواقف وتقلبات المصالح، خامسا وأخيرا، مرتكزات الغنوشي.
ومن خلال هذه القواعد الوصفية الخمس يتجلى شغف بوزلفة بالمقارنة والتفكيك والتفسير من خلال اعتماده بيبليوغرافية كاملة متكاملة، تنبني على أعمال الغنوشي ذاته وعلى المدونة الإخوانية ككل.