تحول الطعام إلى نوع من الدبلوماسية لتعزيز العلاقات الدولية وكسب الشخصيات السياسية النافذة.
وأصبحت أطباق الطعام التي تعتبر جزءا من ثقافات الشعوب وسيلة لاستمالة أصحاب القرار والتقرب منهم.
وتحدث فابيو باراسيكولي أستاذ دراسات الغذاء في جامعة نيويورك لموقع فورين بوليسي عن دور دبلوماسية المعدة كأداة لكسب الحلفاء.
ويقول الكاتب إن مساحة الطابق الأرضي الفسيحة في المقر السابق للسفير الإسباني في واشنطن العاصمة مليئة بالزائرين. وكشفت الصور المعلّقة الكبيرة للمكونات والتخصصات الإسبانية أن الحدث يدور حول الطعام الإسباني. وشمل الجمهور محترفين وهواة جاؤوا للاستماع إلى حلقة نقاش حول الجامون (لحم الخنزير الإسباني المجفف بالهواء)، والذي حظي بتقدير كبير وبرز بفضل الشهرة العالمية للطهاة الإسبان المشهورين. كما نمت شهرة منتجات مثل الجامون بفضل شعبية المطاعم الإسبانية، خاصة تلك التي تقدم التاباس، وهي أطباق صغيرة الحجم تجعل الوجبة متنوعة وممتعة. وكان معي باحث طعام أميركي والعديد من منتجي الجامون من إسبانيا. ووجدت نفسي بصفتي خبير طعام إيطالي في وضع يسمح لي بمناقشة طعام شهي غالبا ما يُعتبر منافسا للبروسسيوتو الإيطالي. واقترب مني أفراد من الجمهور للتعرف على رد فعلي بشأن التنافس المحتدم المفترض خلال تذوقي الجامون إثر حلقة النقاش.
ويقول الكاتب إن الحدث كان جزءا من سلسلة “إيت سباين آب!”، التي اعتبرها المنظمون الرئيسيون غلوريا ولويس ميغيل رودريغيز شكلا من أشكال الدبلوماسية الثقافية لتقديم إسبانيا إلى الجماهير الأجنبية والمستهلكين وإثارة الاهتمام بالبلاد. وعندما أطلقا المبادرة في 2013، كانت إسبانيا في أسوإ أزمة اقتصادية، مما جعل التحدي الأول لعائلة رودريغيز هو اكتشاف مصادر التمويل المحتملة، وكيف يمكن للكيانات الخاصة والعامة أن تتعاون، وما يمكن أن تساهم به في تحقيق الأهداف الاقتصادية. وأقيمت الفعاليات في ستوكهولم وأوسلو ومدينة نيويورك وواشنطن العاصمة بمنحة من وزارة الثقافة الإسبانية، وقدّمت العديد من المناطق الإسبانية ومنتجي الطعام. ولم يكن للأحداث شكل ثابت ولكنها استجابت لاحتياجات جمهور وشركاء معينين. واشتملت على فصول رئيسية لطلاب الطهي والطهاة المحترفين، ومناقشات مائدة مستديرة، ومعارض، فضلا عن عروض أفلام وأفلام وثائقية عن الطعام الإسباني.
ويوضح الكاتب أن هذا كان مثالا ممتازا للمشاريع بين القطاعين العام والخاص المعروفة باسم دبلوماسية المعدة، وهو مصطلح استخدمته الإيكونوميست لأول مرة في 2002 لوصف المبادرة التايلاندية العالمية. وكانت الحكومة التايلاندية قد أطلقتها في 2002 بهدف زيادة عدد المطاعم التايلاندية حول العالم من 5500 إلى 8 آلاف. وهدفت المبادرة إلى تسهيل استيراد الطعام من تايلاندا على المطاعم التايلاندية وغير التايلاندية، وتوظيف طهاة تايلانديين، وحتى الحصول على قروض ميسرة. وكانت الحكومة التايلاندية عازمة على تقديم صورة إيجابية، ربما لموازنة التصور السلبي الناجم عن سمعة البلاد كوجهة للسياحة الجنسية. وبُعثت علامة “تاي سيليكت” للمصادقة على المطاعم التي توظف طهاة وموظفين تايلانديين، وتضمنت الأطباق التايلاندية في قوائمها، والمكونات المستخدمة وأدوات المائدة المستوردة من تايلاندا، مع توقيع اتفاقيات مع دول أجنبية لتسهيل حصول الطهاة التايلانديين على تأشيرات العمل.
ويضيف الكاتب أن العديد من البلدان تبنت استراتيجيات مماثلة. ففي 2009 أطلقت وزارة الغذاء والزراعة والغابات ومصائد الأسماك في كوريا الجنوبية ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة في البلاد حملة “المطبخ الكوري إلى العالم”. وتوقعت الحكومة أن الطعام الكوري (أو هانسيك) يمكن أن يركب موجة الاهتمام بالثقافة الكورية التي أعقبت نجاح الأعمال الدرامية التلفزيونية والأفلام والكيبوب (البوب الكوري)، من خلال مؤسسة الطعام الكوري التي تأسست حديثا وبدعم من الشركات الخاصة. وحاولت الحملة الترويج للطهاة الكوريين المشهورين والمأكولات الملكية لسلالة جوسون التي حكمت من القرن الرابع عشر حتى القرن التاسع عشر، إلى جانب تنظيم فعاليات الطهي في جميع أنحاء العالم (صادف أن دُعيت إلى واحدة حول الروح الوطنية، سوجو).
واعتبر المروجون، بتبنيهم لبعض النزعة المحافظة الثقافية، هذا النهج التاريخي للمطبخ محترما ونبيلا وراقيا بشكل خاص، وهو مثالي لموازنة التغييرات الطهوية الحديثة نسبيا التي أحدثها الاحتلال الياباني والحرب الكورية. كما ركزت كوريا الجنوبية على الكيمتشي كمنتج ناجح، وذلك بفضل فوائده الصحية، وجاذبيته كمنتج طبيعي، ومركزية المهارات التقليدية في صنعه. ووُلد المعهد العالمي للكيمتشي في 2010.
وأوضح الكاتب أن مصطلح دبلوماسية المعدة اعتمد للإشارة إلى الحملات العالمية للدبلوماسية الناعمة التي تهدف إلى زيادة الاهتمام بفن الطهي والمنتجات الخاصة بالدولة من أجل رفع مكانتها، وتوليد النوايا الحسنة، والاستمتاع بالمكاسب الاقتصادية والتجارية غير المتوقعة. وعُرّفت دبلوماسية المعدة بطرق مختلفة على أنها “ممارسة حكومية لتصدير تراثها الطهوي الوطني كجزء من جهود الدبلوماسية العامة”، أو “ممارسة مشاركة التراث الثقافي لبلد ما من خلال الطعام”، أو ببساطة “كسب القلوب والعقول من خلال المعدة”.
ويؤكد الكاتب أنه رغم وصولها مؤخرا إلى العالم، إلا أن دبلوماسية المعدة ليست جديدة على الإطلاق. ولعب الطعام تاريخيا دورا مهما في اللقاءات الرسمية والمفاوضات والتبادلات الثقافية بين الدول. واعتبرها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل أداة مركزية في استعراض القوة والتأثير في المناقشات مع صانعي القرار الدوليين. وكان عشاء الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون سنة 1972 مع رئيس الوزراء الصيني تشو إنلاي، الذي اشتهر خلاله الرئيس الأميركي باعتماده عيدان تناول الطعام، وهي مهارة نادرة للغاية بين الغربيين في ذلك الوقت، لا تقل أهمية عن دبلوماسية كرة الطاولة الأكثر شهرة في إقامة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ويقول الكاتب إنه يمكن للطعام أن يسبب إحراجا دبلوماسيا. حيث زارت الملكة إليزابيث الثانية بليز سنة 1985 في وقت شعرت فيه البلاد التي حصلت على استقلالها عن بريطانيا في 1981، بالتهديد من غواتيمالا المجاورة. وشملت الوجبة باكا محمصا (حيوان من القوارض الليلية) يعتبره السكان المحليون شهيا. وبينما أثنت الملكة دبلوماسيا على الشيف، سخرت الصحف البريطانية من الأمر ونشرت أنهم أطعموا الملكة “جرذا”، مما دفع سكان بليز إلى اتهام الصحافة البريطانية بالعنصرية وانعدام الحساسية. وغني عن القول إن الوجبة اكتسبت فجأة مكانة أعلى ومعنى رمزيا أكبر في البلد الواقع في أميركا الوسطى.
ويشير الكاتب إلى أن كراهية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للخضروات خلقت لحظات محرجة خلال زيارته الرسمية للهند في فبراير 2020. وأعد طهاة القصر قائمة طعام مصممة لإرضائه خلال المأدبة في راشتراباتي بهافان، المقر الرسمي للرئيس الهندي. وقدّموا سمك تيكا مع بهارات الكاجون بدلا من بهارات الغارام ماسالا. وعوّض لحم الماعز لحم بقر الذي يحبّذه ترامب، لكن الجهود لم تكن موضع تقدير خاص. وخلال زيارة ترامب لغاندي أشرم في أحمد آباد، قدّم الشيف الشهير سوريش خانا السمبوسة بالبروكلي والذرة بدلا من البطاطس والبازلاء التقليدية، مما تسبب في استهجان الذواقة الهنود. لكن ترامب والسيدة الأولى لم يجربا على ما يبدو أي شيء من القائمة النباتية المصممة خصيصا.
ويشير العدد المتزايد من مبادرات دبلوماسية المعدة وفق الكاتب إلى أن قيمة الطعام في العلاقات الدبلوماسية أصبحت واضحة للعديد من الحكومات بما يتجاوز مصلحتها في الترفيه عن الضيوف الأجانب. ويمكن للسلطات الوطنية استخدامه لجعل بلد ما أكثر وضوحا في المشهد الدولي حيث ينجذب عشاق الطعام والمهنيون بشكل متزايد إلى التفرد والأصالة حتى أصبح البعض مهووسا بها، وذلك كرد فعل على التنميط الذي يشعر الكثيرون أنه يأتي مع العولمة.
وتعتبر حملات دبلوماسية الطهي حسب الكاتب مثيرة للاهتمام بشكل خاص للبلدان متوسطة الحجم التي ستواجه صعوبة في جذب الانتباه إليها على الساحة العالمية بسبب محدودية قوتها السياسية أو الاقتصادية. ويرى مراقبون أنه من المفترض أن يُتيح الغذاء لمثل هذه البلدان تحسين صورتها لدى الجمهور في العالم. وتُطبّق الممارسة التسويقية للعلامات التجارية على العلاقات الدولية، بهدف جعل البلد أبرز من خلال ميزات يسهل التعرف عليها. ولا تقتصر أهداف مثل هذه الاستراتيجيات على الحكومات الأخرى فقط، بل تشمل المستهلكين الأجانب والشركات والمستثمرين.
ويقول الكاتب إن ظهور مبادرات دبلوماسية المعدة يعد في حد ذاته نتيجة مباشرة لعولمة الغذاء التي تسمح للمكونات والمنتجات والأفكار ومتخصصي الطهي بالانتشار بسهولة في جميع أنحاء العالم.
وتعتمد دبلوماسية المعدة وفق الكاتب بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وهي موجهة بشكل خاص نحو عشاق الطعام العالمي الذين لديهم الوسائل المالية والاهتمام بشراء المنتجات المستوردة ويمكنهم السفر إلى الخارج. كما يمكن أن تساهم دبلوماسية المعدة في خلق شعور الاعتزاز الوطني والتوحّد حول الطعام داخل البلدان نفسها. ويمكنها حتى الاستفادة من الحنين الأيديولوجي لتهدئة التوترات المحلية، والعودة إلى العصور القديمة المجيدة قبل الحداثة والعولمة، مثلما فعلت كوريا الجنوبية بإضفاء الطابع المثالي على بلاط جوسون والكيمتشي الأبدي غير المتغير.
ما حظ كل هذا من النجاح؟
يصعب قياس نتائج دبلوماسية المعدة محليا وخارجيا لأن مجموعة متنوعة من العوامل والعمليات الاجتماعية السياسية تؤثر على مشاركة مختلف أصحاب المصلحة الضروريين وتعاونهم لضمان نجاحها.
وقد يرعى الجمهور الأجنبي المستهدف المطاعم الصينية أو أكشاك التاكو المكسيكية أو متاجر الكباب التركي بشكل منتظم، ولكن الكثيرين لا يزالون غير مهتمين بمعرفة المزيد عن الثقافات التي تأتي منها هذه الأطعمة ولا يعتبرونها تستحق الاستكشاف بصرف النظر عن إمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل التكاليف. وقد لا تظهر تقاليد الطهي الأقل شهرة على رادارهم لأسباب ليس أقلها الأعداد المحدودة أو الخفاء النسبي للمهاجرين المرتبطين بها.
وقال الكاتب إن هذا مصير العديد من البلدان متوسطة الحجم، مثل تايلاند وكوريا الجنوبية وبيرو، مضيفا أن الدبلوماسية المعدية تميل إلى أن تظل ظاهرة نخبوية فعالة، في أحسن الأحوال، مع شريحة صغيرة من عشاق الطعام والمهنيين.
وترتبط بسياحة الطهي، كما في حالة تايوان. ففي 2010 أطلق مكتب السياحة ووزارة الشؤون الاقتصادية حملة ترويجية لتقديم البلاد كوجهة سفر بديلة لمحبي الطعام الصيني، بسمات فريدة يحددها تاريخها الاستعماري ووجود الأقليات العرقية غير الصينية. ودعمت الحكومة وفق الكاتب الجهود المبذولة لتنظيم الأحداث في الخارج، وإنشاء مؤسسة غذائية، وتوسيع الشعبية العالمية لشاي الفقاعات التايواني، بينما واصلت سلاسل المطاعم الخاصة عملها للترويج بشكل غير مباشر للطعام التايواني. لكن حالة تايوان مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأن قوميتها نفسها موضع تساؤل من الصين وتحديد أجزاء كبيرة من سكانها على أنهم عرقيون صينيون. وتحولت البلاد إلى السياحة باعتبارها وسيلة غير المواجهات لتأكيد نفسها، مستفيدة من الفرص التي تتيحها نزعة الطهي المعولمة مع مقاومة جوانبها الأكثر تجانسا.
ويقول الكاتب إن بلدانا أخرى ركزت على قطاع المطاعم لديها، وشهرة طهاتها، وتفرد مطابخها لجذب السياح الميسورين. وهذا هو الحال بالنسبة إلى بيرو والدنمارك، حيث تجذب مشاهد الطهي المزدهرة عشاق الطعام في كل مكان. وإلى جانب التقدم بطلب لم ينجح حتى الآن لإدراج المطبخ البيروفي في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، فقد دعمت حكومة بيرو، مع الكيانات العامة والخاصة، الترويج لفن المطبخ الوطني في الخارج من خلال إنشاء العلامة التجارية “ماركا بيرو”، والأحداث الدولية، والأفلام، والأفلام الوثائقية، وحتى رحلة الطهاة المشهورين إلى مدينة نبراسكا الأميركية.
ويضيف الكاتب أنه إلى جانب الترويج للعلامة التجارية في بيرو وزيادة اعتزاز المواطنين بأمتهم، من المفترض أن يوفر التركيز على المطبخ فرصا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي أيضا، خاصة للمناطق الأقل نموا في جبال الأنديز وحوض الأمازون. ومن المتوقع أن تكتسب المكونات ومنتجو المواد الغذائية مكانة بارزة من خلال عمل الطهاة الذين يميلون، مع ذلك، إلى الازدهار في العاصمة ليما والمدن الكبرى الأخرى.
ودفعت فكرة المطبخ الاسكندنافي الجديد في الدنمارك طهاة البلاد إلى الساحة الدولية. ونجحت إعادة المكونات والأطباق والممارسات المحلية التي كانت على وشك الانقراض، ملفوفة في خطابات عصرية عن الأصالة والاستدامة والإبداع، وتردد صداها في وسائل الإعلام المحلية والعالمية. ولم يقتصر النهج على الدنمارك حصريا، ولكن الدولة تمكنت من البناء على مكانة طهاتها ومطاعمها العالمية لاكتساب أهمية لم يمكن تصورها حتى وقت قريب، لتصبح وجهة للذواقة من جميع أنحاء العالم.
ويؤكد الكاتب ظهور منصة دولية جديدة لعرض المأكولات الوطنية كشكل من أشكال دبلوماسية المعدة في السنوات الأخيرة. فبناء على الطلبات الواردة من البلدان التي أرادت الاعتراف بعادات الطهي وتقديرها، وسّعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) القائمة الموجودة بالفعل (قائمة التراث الثقافي غير المادي) لتشمل الممارسات الزراعية، وإنتاج الغذاء، وتقاليد تذوق الطعام التي هي في مكان محدد وتستمد قيمتها من الروابط الفريدة بين المجتمعات وحياتها المادية والبيئة المحلية.
ويؤدي إدراج تقليد الطهي في قائمة التراث الثقافي غير المادي إلى تعزيز التقدير لثقافة المجتمع، التي يمكن أن تعزز شعور أعضائه بالانتماء والاعتزاز بالإضافة إلى مشاركتهم في الحفاظ على هذه الممارسات حية. وفي بعض الأحيان، يعيد الاعتراف إشعال اهتمام المجتمع بمنتجاته الخاصة، التي ربما اعتُبرت واضحة أو غير مثيرة أو حتى متخلفة. ولها القدرة على تحسين الوضع الدولي لبلد ما وظهورها على المسرح العالمي. ويوفر الإدراج في قائمة اليونسكو أيضا مزايا اقتصادية غير مباشرة للسياحة (طرق تذوق الطعام، والأحداث، وتحسينات البنية التحتية) وتسويق المنتجات.
وكان إدراج التقاليد الثلاثة الأولى المتعلقة بالطعام في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في 2010: الوجبة الفرنسية، ونظام البحر المتوسط الغذائي (اقترحته إيطاليا وإسبانيا والمغرب واليونان، وانضمت إليها لاحقا قبرص والبرتغال وكرواتيا)، والمطبخ المكسيكي التقليدي. وتتزايد القائمة منذ ذلك الحين. وتشمل الإضافات في 2020 الخبز المسطح من العجين المخمر من مالطا، وكسكس الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس، وتربية نحل الأشجار في بولندا وبيلاروسيا، وأكشاك الباعة المتجولين في سنغافورة. وتضمنت الإضافات في 2021 حساء جومو الهايتي وجمع الكمأة الإيطالي، في حين شهد 2022 إضافة شوربة البورش الأوكرانية.
ونجحت كوريا الجنوبية سنة 2013 في إضافة الكيمجانغ (تقليد صنع الكمتشي ومشاركته) إلى قائمة اليونسكو. لكن إنتاج الكيمتشي موجود في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية، مما دفع منظمة الأمم المتحدة إلى إضافة صناعة الكيمتشي الكورية الشمالية إلى القائمة أيضا. وكجزء من مبادرات دبلوماسية المعدة الكورية الجنوبية، لم يجرالتأكيد على مركزية الكيمتشي للهوية الوطنية فحسب، بل قدم تبرير لمطالبات البلاد التجارية بشأن المنتج أيضا. ورأت كوريا الجنوبية أن هذا أمر ملح بسبب تسويق الملفوف المخمر بالمثل من الصين واليابان. وتسبب الاسم في خلافات: في 2020 ضغطت الصين على المنظمة الدولية للتوحيد القياسي للاعتراف بالباو كاي (الخضار المخمرة المملحة)، وهو الاسم الذي يمكن أن يشير إلى الكيمتشي أيضا، مما أثار مخاوف في كوريا الجنوبية. وكانت التدابير ضد المنتجات الغذائية من الدول الأخرى، مثل المقاطعة والتدابير الحمائية، دعامة أساسية في العلاقات الدولية. فلا يمكن أن تسوّي دبلوماسية المعدة كل شيء.
عن "العرب" اللندنية