داود أوغلو يُحذر: أردوغان سيتخلى عن الجميع... وهذه نصيحته

في مؤشر جديد على تداعي النظام التركي الحالي، على الرغم من محاولاته المتأخرة لإصلاح ما تم إفساده على مدار أكثر من عقد، حذّر رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية، قائلاً: "الرئيس رجب طيب أردوغان سيتخلى عن جميع من حوله".

ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا السابق، المنشق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، توجيهه، في مقتطفات من كلمة سابقة له على "تويتر"، رسالة إلى المسؤولين في حكومة حزب أردوغان، قائلاً: "يا رفاق... تايتانيك تغرق، لا تتورطوا في أعمال منافية للقانون، ولا تكونوا جزءاً من المنظومة، الرئيس سيضحّي بكم جميعاً، حتى أقرب المقرّبين إليه، هل ظل أحد لم يُضحّ به بعد؟".

حذّر أحمد داود أوغلو المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية، قائلاً: أردوغان سيتخلى عن جميع من حوله

تحذير داود أوغلو يأتي غداة الإعلان عن تجاوز التضخم التركي عتبة الـ80%، فقد أظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي ارتفاع معدل التضخم السنوي في تركيا، مسجلاً 80.21% في آب (أغسطس)، وهو أعلى مستوى منذ (24) عاماً، وتقول بيانات غير رسمية إنّ معدل التضخم بلغ 181.37%.    

وفي حين قال المعهد التركي إنّ أرقام التضخم لشهر آب (أغسطس) ارتفعت بنسبة 1.46% على أساس شهري، وإلى 80.21% على أساس سنوي، أعلنت مجموعة أبحاث التضخم، التي أسسها أكاديميون، أنّ معدل التضخم السنوي لشهر آب (أغسطس) بلغ 181.37%، مشيرة إلى أنّ مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 5.86% في آب (أغسطس).

وفي حين تتجه غالبية الأنظمة الاقتصادية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، يصر أردوغان على خفض أسعار الفائدة. وبعد سلسلة من تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي التركي العام الماضي فقدت العملة التركية أكثر من نصف قيمتها، فقد وصلت أمس الإثنين إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق بعد تداولها، ووصولها إلى (18.22) مقابل الدولار.

داود أوغلو: يا رفاق... تايتانيك تغرق، لا تكونوا جزءاً من المنظومة، الرئيس سيضحّي بكم جميعاً، حتى أقرب المقرّبين إليه

الأوضاع الاقتصادية المتأزمة جنباً إلى جنب مع قرارات أردوغان، الذي يصر على فتح جبهات حروب جديدة في أكثر من دولة، ولا سيّما ليبيا وسوريا واليونان، دفعت المئات من أعضاء "العدالة والتنمية" للاستقالة منذ مطلع العام الجاري، ففي نهاية الشهر الماضي، أعلن عبد الله تارهان، نائب رئيس بلدية "حسن كييف" التركية استقالته من الحزب، واصفاً "العدالة والتنمية" بأنّه "حزب مصالح".

وتأتي استقالة تارهان بعد نحو (3) أسابيع من استقالة إيثم سنجاك، مالك "بي إم سي"، أكبر شركة لتصنيع المركبات التجارية والعسكرية في تركيا، من حزب "العدالة والتنمية" وانضمامه لحزب "الوطن القومي" الجديد مطلع الشهر الجاري، بحسب موقع "تيركيش مينيت".

وفي نهاية آذار (مارس) الماضي، أعلن مليح كيرك بينار رئيس فرع حزب "الخير"، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، استقالة (1071) عضواً آخرين من حزب "العدالة والتنمية" وانضمامهم لـ"الخير"، الذي تقوده ميرال أكشينار، وهو حزب رئيسي في تحالف "الأمّة الانتخابي" الذي يقوده حزب "الشعب الجمهوري" الذي يُعدّ حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.

وتتوالى الاستقالات منذ مطلع العام الجاري، فقد أشارت صحيفة "تيركيش مينيت" إلى استقالة  (872) من أعضاء حزب العدالة والتنمية في أيدين، في كانون الثاني (يناير) الماضي، في مؤشرات متلاحقة على غرق سفينة "العدالة والتنمية" نتيجة سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تولى مقاليد السلطة في تركيا لأكثر من (18) عاماً، (3) مرات رئيساً للوزراء و(2) رئيساً.

وبحسب إذاعة "مونت كارلو" الدولية، تشهد فترات حكم أردوغان ازدياداً في التضييق على الحريات السياسية لأحزاب المعارضة واعتقالات بمئات الآلاف بين عسكريين وموظفين وقضاة ومحامين، بزعم انتمائهم إلى جمعية عبد الله غولن التي يتهمها أردوغان بتدبير الانقلاب الفاشل عام 2016.