داعش يعيد رسم خريطة نفوذه في أفريقيا.. ما خطته؟

داعش يعيد رسم خريطة نفوذه في أفريقيا.. ما خطته؟

داعش يعيد رسم خريطة نفوذه في أفريقيا.. ما خطته؟


05/05/2025

في محاولته لإعادة رسم خريطة مناطق نفوذه، استهدف تنظيم داعش، في هجوم نوعي في نيسان / أبريل 2025 الموقع السياحي "كامباكو" في محافظة نياسا بالموزمبيق، محققًا تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا بقتل جنود وتدمير منشآت اقتصادية حيوية، وهو ما يعكس تحولًا في استراتيجية التنظيم نحو "جهاد الاقتصاد"، مستهدفًا القطاعات الحيوية التي تعتمد عليها الدول الهشة أمنيًا.

كما ظهرت بنين، التي كانت تُعد من الدول المستقرة نسبيًا في غرب أفريقيا، على خريطة العنف الجهادي بعد هجوم عنيف استهدف القوات العسكرية في مقاطعة عليبورى شمال البلاد، والذي تبنته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، وفقا لتقرير نشره موقع "البوابة نيوز" المصري.

هذا الهجوم يمثل تحولًا كبيرًا لبنين، التي كانت حتى وقت قريب بعيدة عن ساحة المواجهات المسلحة، ليصبح التوسع الجهادى على حدودها مع بوركينا فاسو والنيجر نقطة ضعف جديدة فى معركة الساحل ضد الجماعات المتطرفة.

بينما تتزايد هذه الهجمات في موزمبيق وبنين، يتضح أن الإرهاب في أفريقيا لا يعرف حدودًا ثابتة، بل يتحرك بسرعة ليغذى الفوضى والانهيار في المناطق الضعيفة أمنيًا، مما يطرح تساؤلات حول فعالية استجابة المجتمع الدولي لهذه التحديات المتنامية.

وذكر التقرير أن استهداف المواقع السياحية والاقتصادية لم يعد أمرًا جديدًا في استراتيجية تنظيم داعش، إذ سبق له أن ضرب منشآت مماثلة في العراق وسوريا ونيجيريا وغيرها، مستهدفًا بذلك ما يراه "مصادر للتمكين الاقتصادي للكفار".

التنظيم يعمد إلى شحن عملياته بدلالات دينية من أجل تضليل الأتباع واستقطاب أنصار جدد ولإضفاء مشروعية زائفة على أعماله التخريبية

إلا أن اللافت في الهجوم على محمية "نياسا" هو إقحام البُعد الديني بوضوح، حيث يصف التنظيم الموقع بأنه "سياحي نصراني"، في محاولة لربط الاستهداف بالأيديولوجيا العقدية.

واعتبر الموقع المصري أن هذا التصنيف لا يستند إلى حقائق دينية بقدر ما يعكس عقلية الإقصاء التي تروّج لها أدبيات التنظيم، والتي تعتبر كل ما يرتبط بالغرب أو بالمسيحية هدفًا مشروعًا ضمن ما تسميه "الجهاد ضد الصليبيين".

ويُلاحظ أن هذا النوع من الخطاب يضفى طابعًا طائفيًا مقصودًا على هجمات عسكرية ذات أهداف اقتصادية في الأصل، إذ يسعى التنظيم من خلال هذه اللغة إلى تبرير استهداف المدنيين والبنية التحتية، وطمس الفرق بين الجبهة العسكرية والمدنية.

فالحديث عن شركات سياحية "نصرانية" لا يعنى بالضرورة أنها ذات صبغة تبشيرية أو دينية، بل قد تكون شركات تجارية بحتة، ولكن التنظيم يعمد إلى شحن عملياته بدلالات دينية من أجل تضليل الأتباع واستقطاب أنصار جدد، ولإضفاء مشروعية زائفة على أعماله التخريبية التي تضرب استقرار المجتمعات وتستهدف التنمية المحلية في دول تعانى أصلًا من الهشاشة الاقتصادية والسياسية.

كذلك، أشار التقرير إلى أن مثل هذه العمليات تؤدى إلى هروب الاستثمارات وتراجع ثقة الشركات الأجنبية في البيئة الأمنية، كما تنعكس سلبًا على فرص العمل والدخل للسكان المحليين الذين يعتمدون على هذه المشاريع. التنظيم يدرك أن تقويض البنى التحتية الاقتصادية في الدول الهشة هو أحد أسرع الطرق لإضعاف الحكومات وتوسيع الفوضى.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية