خطة "اليوم التالي" في غزة

خطة "اليوم التالي" في غزة

خطة "اليوم التالي" في غزة


15/01/2025

بلال الدوي

أن يتدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتهيئة الأجواء لإتمام اتفاق الهدنة، أن يُعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عن جهوده في مواجهة إيران وقطع الوصال بينها وبين وكلائها في منطقة الشرق الأوسط، أن يوجد مستشار بايدن للأمن القومي بريت ماكجورك جنبا إلى جنب مع مبعوث ترامب لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن تضمن أمريكا تنفيذ بنود الاتفاق فى جميع مراحله.. كل هذا مطلوب، لكن ما يهمنا هو إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إيقاف نزيف الدماء، إيقاف عداد الشهداء والمصابين، إيقاف الهدم والدمار والنزوح والتشتُّت لمواطنين أبرياء عُزل، ما يهمنا هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه في غزة، إنقاذ البقية الباقية من 2.4 مليون مواطن فلسطيني عانوا الأمرين طوال أكثر من 465 يوما من جوع وعطش وعدم توافر العلاج والدواء والكهرباء والكساء والخيام، إنقاذ المستشفيات والمدارس والجامعات وكل المصالح الحكومية، إنقاذ مقرات المنظمات الدولية، إنقاذ الحياة في غزة.

على ما يبدو، فإنّ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعرض لضغوط كبيرة من ترامب، كشفت هذه الضغوط عن رغبته في عدم التعاون مع بايدن وحزبه الديمقراطي طوال الـ15 شهرا الماضية، نتنياهو تعرض لحملات هجوم مستمرة من أهالي المحتجزين تارة ومن الكنيست الإسرائيلي تارة ومن الإعلام الإسرائيلي تارة ومن كل دول العالم طوال فترة العدوان على غزة، تعرض لهجوم عنيف من وزراء حكومته وأحدث انقساما غير مسبوق في حكومته، خرج وزراء لهم ثقل سياسي كبير وأعلنوا تمردهم ضده ومنهم غادي آيزنكوت وجانتس وجالانت وقدموا استقالاتهم، تعرض لحملات هجوم من قيادات سابقة في الجيش الإسرائيلي، تعرض لحملات قاسية من عدد من رؤساء وزراء إسرائيليين سابقين ومنهم إيهود باراك وأولمرت، كل هذا يُضاف إلى العالم كله من إعلام ورؤساء ومنظمات حتى إنه دخل في صدام مع محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لكنه لم يُوقِف الحرب إلا بتهديد ووعيد من ترامب.

العالم كله يتحدث عن اتفاق الهدنة والذي سيفُضي في نهاية المطاف إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد أن تم تثبيت ما سموه بـ«خطة وقف إطلاق النار في غزة - Cease fire Plan In Gaza»، فالكُل داعم لهذه الخطة، مفاوضات متواصلة تمت في القاهرة وباريس والدوحة، جهود لم تتوقف من عدد من الدول المعنية باستقرار منطقة الشرق الأوسط، سيتم تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، سيُطلق سراح عدد كبير من أسرى حماس في السجون الإسرائيلية بعضهم محكوم عليه بالسجن مدى الحياة، ستدخل المساعدات الإنسانية وتم الاتفاق على آلية نقل المساعدات، إذ تتولاها المؤسسات والمنظمات الدولية، وتم تحديد نقاط المرور وتخزين وتوزيع المساعدات وكيفيتها مع تعهُد بعدم تدخل حركة حماس.

سيعود النازحون إلى شمال القطاع بعد تفتيش السيارات التي تقلهم، سيخرج الجيش الإسرائيلي من غزة على مراحل وسينسحب خلال فترة زمنية محددة سلفا، ستكون هناك منطقة عازلة بطول غلاف غزة على أن يكون عرضها ما يقرب من 800 متر.

نجاح الاتفاق في تنفيذه، وعودة الهدوء للقطاع حتى يتم تنفيذ خطة اليوم التالي في غزة The next day in Gaza، وهي خطة أراها جاهزة بعد أن تم استشارة عدد من الدول العربية وبالتعاون مع جامعة الدول العربية خلال اجتماعات متعددة لوزراء الخارجية العرب، والأهم هو: التوافق بين الفرقاء الفلسطينيين والاتفاق على إجراء انتخابات محلية ونيابية والاتفاق على أن تكون إدارة غزة خاضعة للسلطة الفلسطينية وحكومة تكنوقراط والتمهيد لإعادة إعمار غزة والدخول في مفاوضات لحل الدولتين.

الوطن




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية