خريطة تواجد الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الهند

الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الهند

خريطة تواجد الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الهند


06/04/2023

تتواجد تنظيمات الإسلام السياسي في الهند، ومع وصول طالبان لحكم أفغانستان، والدعم الباكستاني لعدة تنظيمات، خاصة في كشمير، وانتقال عناصر إرهابية من سوريا إلى تلك المنطقة، تشكلت خريطة جديدة من عدة أحزاب وجماعات.

جماعة الإخوان في الهند تتواجد شعبياً

تعمل جماعة الإخوان في الهند تحت اسم (الجبهة الشعبية للهند)، وقد ازداد نشاطها بشكل ملحوظ خلال العامين الأخيرين، ممّا اضطر الحكومة لحظرها لمدة (5) أعوام بتهمة أنّ لها صلات بجماعات إرهابية، كما داهمت مكاتبها في عدة ولايات واعتقلت العديد من قادتها، وعلى رأسهم رئيسها (أو إم أيه سلا)، ونائب رئيسها (إي إم عبد الرحمن)، والسكرتير (نصر الدين المرام)، وهو ما واجهته الجبهة بالتظاهر في عدة ولايات تنتشر فيها، وهي: ولاية أندرا براديش، وآسام، ودلهي، وكارناتاكا، وكيرالا، وماديا براديش، وماهاراشترا، وبودوتشيري، وراجستان، وتاميل نادو، وأوتار براديش، وهذا وفق ما ورد في وسائل إعلام هندية محلية.

وتعمل الجبهة الشعبية للهند وشركاؤها، أو المؤسسات التابعة لها، والجبهات الموالية لها، بشكل علني كمنظمة اجتماعية واقتصادية وتعليمية وسياسية، لكنّها تعمل على أجندة تابعة لجماعة الإخوان، وتنظيمها العالمي.

في السياق أيضاً، يوجد فصيل إخواني آخر تابع لجماعة الإخوان وهو (الحركة الإسلامية لطلاب الهند "سيمي")، وهي منظّمة جهادية، محظورة من قبل الحكومة الهندية، وتم تشكيلها في مدينة (عليكره) بولاية أتر برديش، في نيسان (أبريل) عام 1977.

تعمل جماعة الإخوان في الهند تحت اسم (الجبهة الشعبية للهند)

تهدف (الحركة الإسلامية لطلاب الهند/سيمي) وفق ميثاقها إلى "تحرير الهند" من التأثير الثقافي المادي الغربي، وتحويل مجتمعها المسلم إلى العيش وفقاً لقواعد السلوك الإسلامية، وتصفها الحكومة الهندية بأنّها منظمة إرهابية، وحظرتها في عام 2001، بعد وقت قصير من هجمات 11 أيلول (سبتمبر). وتم رفع الحظر في آب (أغسطس) 2008 من قبل محكمة خاصة، لكن أعيد الحظر بوساطة قاضي القضاة في 6 آب (أغسطس) 2008 لأسباب تتعلق بـ "الأمن القومي"، وهي ما تزال محظورة.

أمّا على الناحية الأخرى، فتتواجد مجموعة من التنظيمات التي ترفع راية الجهاد والعمل المسلح، ومنها جماعة المجاهدين بنغلاديش JMB، وهي جماعة مركزها الرئيسي في بنغلاديش، إلا أنّ لها نشاطاً ملحوظاً داخل الهند، ممّا دفع الأخيرة لحظرها.

داعش والقاعدة في الهند أيضاً

ويتواجد تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، وفق بيانات رسمية من التنظيم وإعلان سابق عن تواجده، تحت قيادة عاصم عمر، قبل مقتله، حيث للتنظيم نشاط كبير وخزّان بشري يمكنه من تنفيذ بعض العمليات.

وقد صدر عن التنظيم في 6 حزيران (يونيو) 2022 مرئي بعنوان "ثكلتنا أمهاتنا" يهدِّد فيه بتنفيذ هجمات انتقامية عنيفة ضد أي شخص يسيء للنبي محمد، عليه السلام، وأشارت الرسالة المصورة كذلك إلى أنّ أعضاء الحزب القومي الهندوسي (حزب بهاراتيا جاناتا) سُيستهدفون في المدن الكبرى، مثل دلهي ومومباي، فضلاً عن ولايتي أوتار براديش وجوجارات، وأعلن يوم 23/11/2022 عن موت مفتيه الكبير محمد رافي عثماني.

ويستخدم التنظيم آلة دعائية تستخدم الجو الديني المشحون في الهند، والطائفية، في محاولة واضحة لحشد المسلمين الهنود، وقد ازداد نشاطه عقب مقتل الظواهري، وهو ما يدلل على استقرار التسلسل الهرمي للقيادة، وبروز قادة مؤثرين آخرين مثل تميم العدناني (بنغلاديش)، كأحد قواد القاعدة في شبه القارة الهندية.

تعمل الجبهة الشعبية التابعة للإخوان والجبهات الموالية لها بشكل علني كمنظمة اجتماعية واقتصادية وتعليمية وسياسية

وينشط منظّرو ودعاة القاعدة في الهند بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن أخرى، ويشنون ما يُسمّى الجهاد "القاعدي" الطويل والسرّي، وقد أثبتوا فاعلية كبيرة خلال الفترة الماضية في التجنيد والاستقطاب، مثل إصدار "تحريض وحض الأمّة المسلمة".

وتستغل القاعدة منطقة كشمير المتنازع عليها، وتقوم عن طريقها بالدعاية المستهدفة لتجنيد عناصر جدد والتحريض على تمرد جديد في المنطقة، كما أصبح تركيز القاعدة ينصبّ على توحيد الجماعات المسلحة المتباينة في هيكل متماسك، وإنشاء جهاز إعلامي فعال، ونشر الرسائل الإيديولوجية المستهدفة لتجنيد المتعاطفين وحشدهم.

ويتوسع تنظيم القاعدة بشكل عام، فضلاً عن القاعدة بشكل خاص في الهند على المستوى الإعلامي والدعائي وكذلك الحركي والميداني، وله موقع خاص تحت اسم (مدونة السحاب بري).

واتضح من خلال دعوة زعيم تنظيم (أنصار غزوة الهند) المدعو (عبد الحميد لحنري)، الذي دعا في تسجيل صوتي إلى إنشاء مجلس شورى مستقل لتقرير العمليات التي يتعين القيام بها، أنّ تنظيم القاعدة، والمنظمات القريبة منه مثل عسكر جنجوي، وعسكر طيبة، والقاعدة في شبه القارة الهندية وغيرها، يحاول توحيد تلك التنظيمات كلها تحت مجلس شورى واحد، ونجاح تنظيم القاعدة في ذلك سيؤدي إلى خطورة كبيرة.

يتواجد تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية

ويستفيد تنظيم القاعدة بشكل كبير من جهود جماعة الإخوان بالهند، وتنظيم الجماعة الإسلامية في كشمير، والجبهة الشعبية، وهذه الشبكات تقوم بالحملات الدعائية نفسها حول قضايا استهداف المسلمين وغيرها، ومقاطعة المنتجات الغربية والهندية.

وقد حرص تنظيم داعش على التواجد في الهند أيضاً، وأعلن عن ولاية له عام 2019، وتعمّد اللعب على ورقة الانقسام في الهند متعددة الأقليات والأديان والطوائف، لجذب الشباب الهنود للانضمام إلى صفوفه، باستغلال ظروفهم والتأثير عليهم ودعوتهم للجهاد.

ويرتبط تنظيم داعش في الهند بتنظيم ولاية خراسان، الذي ينتمي إليه الكثير من الهنود، وتتركز أعدادهم في محافظة كونار الجبلية، وهناك تداخل بينهم وبين بعض المجموعات الموجودة في كشمير مثل عسكر طيبة، وجماعة جيش محمد، وحركة الجهاد الإسلامي الكشميرية.

مستقبل الإسلاموية في الهند

من المرجح أن يستمر تواجد التنظيمات الإسلامية في الهند لأسباب أهمها؛ الطائفية التي تبرز كل حين، والهجوم الذي يصدر شعبوياً وسياسياً على النبي محمد، عليه السلام، وما يستتبعه من مظاهرات وأحداث عنف تساهم في تواجد منظمات تستقطب من هذه الحشود وردود الأفعال.

وتعتبر مقاربة الهند للإسلام السياسي مثقلة بالتحديات، وهذا بسبب قلة إدراك الحكومات المتعاقبة لهذه الظاهرة، وعدم قدرتها على اتخاذ خطوات استباقية؛ لأنّ الديمقراطية فيها، ولوبي حقوق الإنسان، يجعلان ذلك أمراً في غاية الصعوبة.

يرتبط تنظيم داعش في الهند بتنظيم ولاية خراسان، وتتركز أعدادهم في محافظة كونار الجبلية

ويساهم في تطور التنظيمات الأنشطة التحريضية والدعايات الإعلامية، وعدم اتخاذ الهند لإجراءات استباقية، مثل حظر منظمات كتنظيم الجبهة الشعبية الهندية، وغيرها، وعدم وجود إصلاحات هندية للمجتمع المسلم، مع مشكلة كشمير وحساسيتها بالنسبة إلى المسلمين، وتسببها في إنتاج العديد من التنظيمات.

والأهم أنّ هناك خريطة معقّدة للإسلاموية في جنوب شرق ووسط آسيا، وتداخل العديد من هذه التنظيمات، مع وجود شبكة من الممولين، وتجارة المخدرات والهرويين، في تلك العمليات التمويلية، وهو سبب رئيسي في ازدياد النشاط الإرهابي في شبه القارة الهندية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية