خبراء: الإخوان يعملون مثل عصابة وهم مرفوضون في تونس ومصر وليبيا وسوريا

خبراء: الإخوان يعملون مثل عصابة وهم مرفوضون في تونس ومصر وليبيا وسوريا


27/02/2022

حذّر باحثون من مخاطر توغل حركات الإسلام السياسي في أوروبا، مؤكدين أنّ العنف الذي تمارسه تلك الحركات ما يزال يُشكِّل التهديد الرئيس والمشكلة السائدة في القارة العجوز في الوقت الراهن.  

وأوضح الباحثون، في ندوة عقدها موقع "عين أوروبية على التطرف" عبر الإنترنت، التي حملت عنوان "اتجاهات التطرف في 2022"، وهي الندوة الـ8 التي ينظمها الموقع لبحث أوجه التهديد الناجمة عن انتشار الإيديولوجيات المتطرفة، أوضحوا أنّ تهديدات جماعات الإسلام السياسي لا تنعكس فقط في أعمال التطرف والإرهاب، ولكن قد تتجلى في العديد من الطرق المؤذية الأخرى، بما في ذلك أشكال مختلفة من الضرر المعادي للمجتمعات الأوروبية، وفق ما أوردت صحيفة الدستور المصرية.

واثق: جماعات الإسلام السياسي تسعى منذ بداية وجودها في أوروبا لاستغلال المناخ الديمقراطي للوصول إلى أهدافها، وفرض خطاب التطرف ومحاربة القيم الليبرالية

وفي هذا الصدد، يقول الباحث في جمعية هنري جاكسون "واثق": "إنّ جماعات الإسلام السياسي تسعى منذ بداية وجودها في أوروبا لاستغلال المناخ الديمقراطي من أجل الوصول إلى أهدافها، وفرض خطاب التطرف، ومحاربة القيم الأوروبية الليبرالية المتمثلة في احترام وقبول الآخر".  

وأشار إلى أنّ تلك الجماعات المتطرفة "تستخدم آلية الديمقراطية لتعزيز قضيتها"، فمثلاً الاحتجاج، وهو حقٌّ محميٌّ في الديمقراطية الأوروبية، يمكن للإسلام السياسي إساءة استخدامه لفرض إيديولوجيته المتطرفة.  وعرّف "واثق" "التطرف المرتبط بالإسلام السياسي" بأنّه "عملية يمرّ بها الأشخاص قبل الانخراط في نشاطٍ متطرف أو إرهابي، ولا تسير في خط مستقيم."

هنيدي: حركة النهضة فشلت في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وكان زعيمها راشد الغنوشي مهتمّاً بتوطيد حكمه أكثر من اهتمامه بتحسين حياة التونسيين

واتفق الخبراء في الندوة على سقوط مدوٍّ وكبير لجماعة الإخوان في تونس الممثلة في حزب النهضة، لا سيّما أنّ السلطات القضائية في تونس قد بدأت بملاحقته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها خلال فترة وجوده في السلطة.

وقال خبير في مجالات مكافحة ومنع التطرف العنيف والمدير المؤسس لشبكة تحليل مراقبة المتطرفين غير ربحية محمد هنيدي: إنّ حركة النهضة فشلت في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وكان زعيمها الروحي راشد الغنوشي "مهتمّاً بتوطيد حكمه أكثر من اهتمامه بتحسين حياة التونسيين".

هنيدي: تراجع الإسلام السياسي لا يعني انتهاء الإخوان تماماً، ولكن على الأقل هناك جيل من الشباب شهد فشل الإخوان وأطماعهم عند وصولهم إلى الحكم

وقال هنيدي: "إنّ الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تراجع كبير، لا سيّما أنّ المغرب حالة أخرى ملحوظة، فقد كبح فرع الإخوان المحلي طموحاته.

وأوضح هنيدي أنّ العوامل الجيوسياسية أضرّت بجماعة الإخوان المسلمين، مضيفاً: إنّ الأحزاب السياسية التي تبثّ الدين في الحكم غير مرحب بها في المنطقة، فقد أظهرت هذه الأحزاب نفسها أنّها "ممتازة في المعارضة، لكنّها مروعة في إدارة البلاد"، واختتم قائلاً: "تراجع الإسلام السياسي لا يعني انتهاء الإخوان تماماً، ولكن على الأقل هناك جيل من الشباب شهد فشل الإخوان وأطماعهم عند وصولهم إلى الحكم، وهم رافضون للجماعة الآن".

وقالت الخبيرة في القانون الدولي التي عملت في مناصب قيادية عليا في الأمم المتحدة الدكتورة خديجة معلا: "إنّه  من المهم أن نفهم أنّ جماعة الإخوان هي حركة دولية، وهذا الجانب يجب أن يؤخذ في الاعتبار، حتى عند النظر إلى تونس"، مشيرة إلى تسلل الإخوان في البلاد لعقود.

وتابعت: "الإخوان يستخدمون الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدول، ومع ارتفاع معدلات البطالة والمشاكل الأخرى في تونس، تمكنت جماعة الإخوان من توظيف "استراتيجية الرفاهية والخطاب الإيديولوجي" لتقديم أنفسهم على أنّهم الحل".

معلا: تمكنت جماعة الإخوان من توظيف "استراتيجية الرفاهية والخطاب الإيديولوجي" لتقديم أنفسهم على أنّهم الحل

وأضافت: "طوال الوقت كانت هناك مقاومة قوية في تونس لبعض التحركات الأكثر عدوانية لحركة النهضة، لا سيّما ضدّ حقوق المرأة، ولكن بعد عقد من الزمان أصبح التونسيون ينظرون إليهم على أنّهم عملاء لأجندة كانت "تضرّ بالحكومة الوطنية".

وتابعت: "أصبحت النهضة الآن تعاني من مشاكل مالية كبيرة للغاية، لا سيّما أنّها كانت تتلقى دعماً من دول أجنبية، وقد توقفت عن تقديم هذا الدعم، وهذا هو سبب القضايا القانونية الأخيرة ضدّ حركة النهضة، في محاولة للمساءلة عمّا حدث خلال أعوامهم في السلطة.

أيبش: الإخوان يفعلون كلّ شيء في الخفاء، ويعملون مثل عصابة إجرامية، بأموال وعضوية غامضة، الآن هم مرفوضون من قبل الجميع تقريباً في تونس ومصر وليبيا وسوريا

وقال الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن حسين أيبش: "إنّ العقد الماضي أو نحو ذلك كان في الأساس قصة "صعود وسقوط جماعة الإخوان، محذّراً من أنّ لدى الإخوان ميزة من حيث الاحترام الدولي من خلال كونهم غير عنيفين بشكل علني، وكان هناك "وهم" من الغرب، والإخوان أنفسهم، أنّ الأغلبية في البلدان الإسلامية في أغلبيتها دعمت الإسلام السياسي.

ويقول أيبش: جماعة الإخوان على وشك الفشل؛ لأنّهم اعتقدوا أنّ لديهم دعم الأغلبية، ممّا شجعهم على "تجاوزات مفرطة عندما تكون السلطة في متناول اليد"؛ ممّا أثار ردود فعل دراماتيكية في مصر وتونس.

وتابع: "في السلطة، تبنّت جماعة الإخوان منظور "الأغلبية الراديكالية" معتقدين أنّ الديمقراطية تتكوّن من تحقيق "50% زائد واحد"، ثمّ استخدام هذا التفويض لمحاولة تكديس البيروقراطية والمحاكم بالموالين، مع استبعاد جميع الفصائل الأخرى، ولم يخف هذا الأغلبيات الشعبية فحسب، بل أخاف هياكل الدولة القائمة".  

ويقول أيبش: "هناك مشاكل كبيرة مخبّأة في النهج التقليدي للإخوان، والتي أبعدت الناس، وأدّت إلى الفشل، منها أنّهم "متآمرون"، يفعلون كلّ شيء في الخفاء، ويعملون مثل "عصابة إجرامية"، بأموال وعضوية غامضة، ويقنعون الناس بأنّ هناك ما تخفيه؛ بالإضافة إلى أنّهم عابرون للحدود، ويعملون انطلاقاً من أرضية قاتلة"، وتابع: "الإخوان الآن مرفوضون من قبل الجميع تقريباً في تونس ومصر وليبيا وسوريا".

 

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية