خامنئي يواجه تحدياً جديداً... وهذه المرة من رجال دين.. ما علاقة الإعدامات؟

خامنئي يواجه تحدياً جديداً... رجال دين يتحركون ضد "الإعدامات"

خامنئي يواجه تحدياً جديداً... وهذه المرة من رجال دين.. ما علاقة الإعدامات؟


13/12/2022

رغم التوافق الواسع المعتاد بين رجال الدين الإيرانيين، غير أنّ الاحتجاجات الأخيرة في الجمهورية الإسلامية أبرزت عمق التباين وعدم التوافق في وجهات النظر، الذي فاقمته عقوبة الإعدام بحق المدانين في الأحداث الأخيرة؛ بين مَن يرى أنّ حكم "الحرابة" ينطبق على هؤلاء، وبين آخرين يعتبرون المحاكمات متسرعة وصورية، وتهدف إلى ترهيب المشاركين في الاحتجاجات.

وفي الوقت الذي ثمّن فيه خطيب جمعة طهران آية الله أحمد خاتمي صرامة السلطة القضائية في تطبيق حكم الإعدام بحق محسن شكاري "ليعرف المشاغبون أنّ القانون هو سيد الموقف في البلاد"، على حدّ تعبيره، أكد عدد من علماء الدين الإيرانيين رفضهم للحكم الصادر، ووصفوه بأنّه "باطل" لعدم تحقق شروط "الحرابة" في الملف، ولا سيّما أنّ المتهم لم يقتل أحداً، ولم يرعب الناس، بل كان تهديده موجهاً ضد رجال الأمن.

الاحتجاجات الأخيرة في الجمهورية الإسلامية أبرزت عمق التباين وعدم التوافق في وجهات النظر لدى رجال الدين

من جانبه، قال مرتضى مقتدائي، أحد أعضاء جمعية مدرسي الحوزة العلمية بمدينة قم (جماعة متشددة): "في الحالات التي يشتبك فيها شخص مع شخص آخر لا تعتبر هذه من مصاديق المحاربة"، وأضاف مقتدائي الذي كان رئيساً للمحكمة العليا سابقاً: "إذا قتل مسلح شخصاً ما، فإنّه يحكم عليه بالإعدام، أمّا إذا قام بالتهديد والترهيب فقط، فلن يصدر الحكم بالإعدام".

وأبدى معارضته لتنفيذ حكم الإعدام بحق المتظاهر محسن شكاري الذي نُفذ يوم الخميس الماضي بطهران، بذريعة إصابة عنصر من قوات الباسيج بجروح خلال احتجاجات بمدينة كرج غرب طهران.

وقال محمد علي أيازي عضو جمعية الباحثين في حوزة قم: "ليس الأمر أنّه إذا كان لأحدهم الحق في الاحتجاج على الوضع الحالي، يمنعه العملاء من التظاهر، وعندما يريد الدفاع عن حقه نسمّيه محارباً".

رجال دين يعتبرون المحاكمات متسرعة وصورية، وتهدف إلى ترهيب المشاركين في الاحتجاجات

وأعلن المرجع الديني محمد رضا رحمت، عضو مكتب تحقيق آثار روح الله الخميني وأحد تلامذته، أنّ الحكم على جرائم مثل تخويف الناس وإغلاق الشارع وإصابة شخص ما ليس "إعداماً"، معتبراً في الوقت ذاته أنّ "هذه الأحكام سياسية".

بدوره، اعتبر محسن كديور، وهو رجل دين معروف، أنّ "علي خامنئي" الشخص الرئيسي المسؤول عن إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، وقال: إنّ خامنئي "مارس ضغوطاً على قيادة القضاء لإصدار أحكام الإعدام بحق المتظاهرين"، مضيفاً: "في الواقع، تم إعدام عدد من المتظاهرين بأمر من خامنئي، وعلى أيّ حال، بلا شك يقف شخص خامنئي وراء الإعدام".

هذا، وأعربت جمعية الباحثين والمعلمين في مدرسة قم اللّاهوتية، إحدى المنظمات الدينية المعروفة في إيران، عن قلقها من إعدام المتظاهرين بإصدار بيان، وطالبت السلطات القضائية بتوخي "الحذر الشديد واللطف" في التعامل مع المحتجين.

محتجون إيرانيون يقومون بحرق صورة مرشد النظام الإيراني علي خامنئي

ووصف هذا البيان إعدام محسن شكاري بأنّه "فاجأ" و"جرح" الضمير العام، مؤكداً أنّ "إصدار وتنفيذ حكم الإعدام سيؤجج الاحتجاجات".

إلى ذلك، دعا زعيم السنّة في إيران مولوي عبد الحميد السلطات الحاكمة في بلاده إلى وقف عمليات الإعدام التي يجري تنفيذها ضد المتظاهرين، مؤكداً أنّ "الإعدام يزيد من الكراهية للسلطات الحاكمة، وليس له إلا إشعال نار غضب الأمّة".

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فقد حُكم على ما لا يقل عن (28) متظاهراً تم اعتقالهم في إيران بالإعدام، وينتظرون الإعدام، وكان محسن شكاري قد أعدم قبل أيام بالتهمة نفسها.

في غضون ذلك، تداول نشطاء فيديو لمحتجين إيرانيين يقومون بحرق صورة مرشد النظام الإيراني علي خامنئي في منطقة جزيرة قشم الإثنين، وذلك بالتزامن مع تنفيذ سلطات الملالي لقرار الإعدام الثاني بحق أحد المتظاهرين.

وكانت أول عملية إعدام على صلة بالاحتجاجات الإيرانية قد نفذت يوم الخميس الماضي، وتم تنفيذ العملية الثانية أمس الإثنين، وسط إدانات دولية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية