حيلة إخوانية جديدة لاختراق المجتمع السوداني.. ما القصة؟

حيلة إخوانية جديدة لاختراق المجتمع السوداني.. ما القصة؟


17/03/2022

في محاولة جديدة لاختراق الحياة السياسية في السودان، ومحو الصورة الذهنية عن عنف التنظيم، المصنّف إرهابياً في عدد من دول العالم، لجأت جماعة الإخوان المسلمين في السودان إلى حيلة جديدة لتتمكّن من العودة إلى الشارع السياسي السوداني من خلال بوابة حزبية.

المؤتمر العام التاسع الذي عقدته الجماعة، واختتم أعماله بالخرطوم أول أمس،  أجاز بالإجماع مُقترحاً بتكوين حزب سياسي يُشكّل ذراعاً سياسية مُساندة لإخوان السودان، وخوض الانتخابات بعد نهاية المرحلة الانتقالية، في خطوة مثيلة لتلك التي أقدمت عليها فروع التنظيم الدولي للإخوان في كلٍّ من مصر والسودان والمغرب وليبيا وتركيا.

المؤتمر العام التاسع الذي عقدته جماعة الإخوان المسلمين أجاز مُقترحاً بتكوين حزب سياسي يُشكّل ذراعاً سياسية مُساندة لإخوان السودان

ونقل موقع "السوداني" عن الجماعة قولها: إنّها بصدد تأسيس حزب يُشكِّل واجهة سياسية لها لخوض الانتخابات بعد نهاية المرحلة الانتقالية، كما هي الحال في مصر "حزب الحرية والعدالة"، وتونس "حركة النهضة"، والمغرب "العدالة والتنمية"، وليبيا "العدالة والبناء"، وتركيا "حزب السعادة"، والأردن "جبهة العمل الإسلامي".

وأشار الموقع إلى أنّ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين عوض الله حسن سيد سيكون رئيساً للجنة التمهيدية لحزب الأصالة والتنمية الجديد التابع للإخوان المسلمين.

جيل الثورة على القائمة

غازلت جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، شباب الثورة السودانية ضدّ نظام الرئيس المعزول عمر حسن البشير، الذي ينحدر أيضاً من الجماعة نفسها، فقد نقل "السوداني" عن مصادر من داخل المؤتمر العام للإخوان المسلمين قولها: إنّ الحزب الجديد سيكون مفتوحاً للشباب من الجنسين وجيل الثورة، وسيتمّ فتح باب العضوية للالتحاق بصفوف الحزب، دُون وضع شروط صارمة.

وذكرت صحيفة "العرب اللندنية" أنّ تنظيم الإخوان المسلمين في السودان يبحث عن حلول تمكّنه من خلع عباءة نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير، بما يمنحه طاقة للانخراط مجدداً في الحياة السياسية، بعد أن تيقن أنّ تخليه عن النظام السابق عقب سقوطه خطوة غير كافية لدى المواطنين.

وجاءت خطوة الحزب بعد أن شهد المؤتمر العام جدلاً واسعاً حول ضرورة تغيير اسم جماعة الإخوان المسلمين، والاستعانة باسم آخر يمكن أن يجذب فئات وتيارات عديدة لفظت التنظيم الذي ظلّ قابعاً على رأس السلطة لمدة (3) عقود. ويشي التوافق على تأسيس حزب، بدلاً من تغيير المسمّى العام، بأنّ تحركات التنظيم السابقة كانت شكلية، ولا تحمل معالم حقيقية بشأن تطوير الرؤى السياسية أو المراجعة الفكرية.

التغطية على عنف الإخوان

لجأت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية إلى تأسيس حزب سياسي للتغطية على أعمال عنف سابقة تورط فيها أعضاء في الجماعة، بالتعاون مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً، وهدفت إلى خلق فوضى في الشارع لإزاحة حكومة عبد الله حمدوك وتيارات مدنية كانت داعمة له، على حدّ قول الصحيفة.

الحزب الجديد سيكون مفتوحاً للشباب من الجنسين وجيل الثورة، وسيتمّ فتح باب العضوية للالتحاق بصفوف الحزب دُون شروط صارمة

 ووفقاً للصحيفة، أشار المؤتمر العام إلى إمكانية بناء تحالفات مع قوى سياسية ومجتمعية ودينية في المركز والأطراف، وإيجاد قواعد تعتمد عليها الجماعة في التحرك نحو استعادة الحضور في الشارع، وأنّ المفاصل التي تحوي قوى على صلة بالنظام السابق تتماهى توجهاتها مع الحواضن الأهلية، وتسمح بإمكانية العمل علناً عبر المدخل الحزبي.

ويُعدّ الانقلاب الذي حدث في الـ25 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تطوراً سياسياً خدم مصالح الجماعة لاستعادة قدر من نفوذها مجدداً، خاصة بعد انقضاض مجلس السيادة الانتقالي على لجنة إزالة التمكين التي استهدفت عدداً من رموز نظام البشير.

الهيكل التأسيسي للحزب الجديد

من المنتظر أن يشغل الأعضاء المنتخبون في المؤتمر العام مناصب سياسية داخل هياكله، على رأسهم سيف الدين الأرباب الذي جرى انتخابه رئيساً لمجلس شورى الجماعة، وكان يشغل منصب مستشار في حكومة ولاية القضارف في العهد السابق.

وقرّر المؤتمر العام تشكيل مجلس شورى جديد يتكوّن من (45) عضواً، على أن يعقد جلساته عقب عطلة عيد الفطر القادم، للنظر في انتخاب المراقب العام للجماعة، وتحديد شكل علاقات الحزب بالجماعة والقوى السياسية الأخرى، ووضع الجوانب المطلوبة في الخطة الجديدة، والاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة.

 

الصفحة الرئيسية