حمدي قنديل.. عاش مرتين ودوّن بقلم الرصاص مواقف ناصعة

حمدي قنديل.. عاش مرتين ودوّن بقلم الرصاص مواقف ناصعة


01/11/2018

غيّب الموت، مساء أمس في القاهرة، الإعلامي المصري حمدي قنديل، عن عمر 82 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من العمل الصحفي والتلفزيوني، مدوّنا بـ"قلم رصاص" مواقف ناصعة انحازت للحق والمصداقية.

دوّن حمدي قنديل سيرته الذاتية في كتاب بعنوان "عشت مرتين" الصادر عن دار "الشروق" في القاهرة عام 2014

وأعلن شقيقه، المحامي عاصم قنديل، عبر صفحته في "فيسبوك"، نبأ وفاته داخل شقته، بعد صراع طويل مع المرض، بعد أن كان أصيب بجلطة دماغية، في أيار (مايو) 2017، وما إن تعافى حتى أصابه فشل كلوي، ليبدأ معاناة جلسات غسيل الكلى، ثم أُصيب فيما بعد بكسر في الفخذ، ليعيش فترته الأخيرة غير قادر على الحركة.

منذ شبابه عشق الإعلام

منذ شبابه، عشق قنديل العمل بالإعلام، وترك من أجله دراسة الطبّ، ليتحول إلى دراسة الصحافة بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وبدأ العمل الصحفي وهو على مقاعد الدراسة؛ إذ كان مدير تحرير مجلة الكلية، وعمل في بداية مشواره محرراً في جريدة "أخبار اليوم"، في ستينيات القرن الماضي.

وربط بين الصحافة والتلفاز؛ من خلال برنامجه التلفزيوني "أقوال الصحف"، الذي كان يتناول فيه ما تنشره الصحف بشيء من التحليل والنقد.

أجرى مقابلات مع عدد من الرؤساء والقادة العرب، الحاليين والسابقين، أمثال: الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وكان عضواً في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، وقد اختاره مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة "شخصية العام الإعلامية" عام 2013، عن مجمل عطاءاته على مدى نصف قرن.

عطوان: كان نموذجاً في الوطنية والخلق الرفيع والأدب الجمّ بوفاته فقدنا عَلَماً ومدرسة تلاميذها في كلّ العالم العربي

"قلم رصاص"

قدم قنديل برامج تلفزيونية في قنوات فضائية مصرية وعربية، حظيت بمتابعة واسعة من المشاهدين، منها: "رئيس التحرير" على شاشات تلفزيونية مصرية، ثم قدم برنامج "قلم رصاص" على شاشة تلفزيون دبي لمدة 5 أعوام.

اقرأ أيضاً: الموت يغيب الطيب الوحيشي: عانق الحياة بكل جموحها

ولد حمدي قنديل عام 1936، في أسرة من الطبقة المتوسطة، بقرية "كفر عليم" التابعة لمحافظة المنوفية، لكن أصول عائلته ترجع إلى محافظة الشرقية، وما يزال مركز ثقل عائلته هناك، وقد تزوّج 3 مرات، لكنّ رفيقة دربه، منذ عام 1995، هي الممثلة نجلاء فتحي، ولم ينجب أطفالاً.

ودوّن الإعلامي الراحل سيرته الذاتية في كتاب بعنوان "عشت مرتين"، الصادر عن دار "الشروق" في القاهرة، عام 2014.

ونعى حمدي قنديل عددٌ من كبير من الإعلاميين المصريين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم: وائل الإبراشي، وعمرو الليثي، وشريف عامر، وعبد الرحيم علي، ونشوة الرويني، كما نعاه عدد كبير من الممثلين والسياسيين والإعلاميين العرب منهم: اللبنانية ليليان داوود، والفلسطيني عبد الباري عطوان، والسعودي مالك الروقي، والإعلامي علي جابر، والإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي، والرياضي المصري محمد أبو تريكة، وفق ما نقلت "رويترز".

وعلق عطوان على خبر وفاته قائلاً: "فجعنا بوفاة الإعلامي العربي الكبير حمدي قنديل؛ كان نموذجاً في الوطنية والخلق الرفيع والأدب الجمّ، بوفاته فقدنا عَلَماً ومدرسة تلاميذها في كلّ العالم العربي، كان قلمه رصاصاً في صدور أعداء الأمة، رحمه الله، وتعازينا لأسرته وللفنانة نجلاء فتحي".

 

أمّا السياسي أيمن نور فقد كتب: "رحل صديق عزيز وإعلامي كبير، رحل حمدي قنديل".

 

صاحب الصوت الرخيم

وقال الممثل نبيل الحلفاوي: "رحم الله الإعلامي الكبير، صاحب الصوت الرخيم، والحضور الوقور، والخلق الرفيع، والطلة المتميزة، الأستاذ حمدي قنديل، بعد تقدير لم يوفق فيه انسحب من الساحة، سياسياً وإعلامياً، في هدوء يليق بوطنيته وحسن نيته. خالص المواساة لزوجته الفنانة نجلاء فتحي، ولكلّ الأسرة، ولتلاميذه ومحبيه".

 

وغرّدت الإعلامية المصرية نشوة الرويني، عبر "تويتر": "وداعاً حمدي قنديل، سنتذكر دوماً قلمك الرصاص ومدرستك الإعلامية، رحمة الله عليك".

 

وعلّق الإعلامي أحمد اليماحي على خبر الوفاة: "ثقافة... كفاح... مدرسة، لم أرَ في تاريخنا المعاصر صحفي مثله، علّمنا كيف نواجه بقلم الرصاص حتى أعلن: عشت مرتين، رحمك الله يا رائد الصحافة، وتعازينا لأسرته".

 

وكتب عميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي علي جابر: "صديقنا حمدي قنديل في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون".

 

كما علق الرياضي المصري محمد أبو تريكة: "رحم الله الكاتب والإعلامي الكبير حمدي قنديل، وأسكنه فسيح جناته. انكسر القلم الرصاص، ولكن ما تزال كلماته وكتاباته عالقة في أذهان الجميع، وصدق حين كتب (عشت مرتين)".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية