حماس تعفي قطر من الإحراج... ما خطتها البديلة؟

حماس تعفي قطر من الإحراج... ما خطتها البديلة؟

حماس تعفي قطر من الإحراج... ما خطتها البديلة؟


11/11/2024

طلبت إدارة الرئيس جو بايدن من قطر طرد حركة حماس من الدوحة بعد أن رفضت حماس اتفاقاً آخر بشأن الرهائن؛ ممّا زاد من إحباط الإدارة الأمريكية تجاه الحركة.

وكان الموقف الأمريكي قد تصاعد بسبب إعدام رهينة أمريكي و(5) أسرى آخرين؛ وهو ما دفع واشنطن إلى اعتبار أنّ حماس "غير جادة" في التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.

ورغم تأكيد المصادر الأمريكية في تصريح لوكالة (رويترز) موافقة قطر على الطلب الأمريكي وإبلاغ قادة حماس بهذا القرار قبل نحو (10) أيام، إلا أنّ وزارة الخارجية القطرية  نفت يوم السبت الماضي التقارير المتعلقة بانسحاب الدوحة الكامل من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك عزمها إغلاق مكتب حماس.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري القول: إنّ "الأنباء عن انسحاب قطر من جهود الوساطة في وقف إطلاق النار بغزة غير دقيقة".

بالمقابل، أكد مصدر مسؤول في حركة حماس أنّ الحركة لم تتلقَّ طلباً من قطر بمغادرة الدوحة، بخلاف تقارير متعددة حول ذلك، لكنّه أضاف أنّ الحركة أُحيطت علماً بوجود طلب أمريكي فقط.

وقال مصدر لصحيفة (الشرق الأوسط): إنّ الحركة أحيطت علماً بوجود طلب أمريكي وضغوط متصاعدة بشأن إخراجها من قطر، لكنّ الحكومة القطرية لم تطلب أيّ شيء من قادة الحركة. وأضاف المصدر: "تكرر هذا الأمر مرات عدة في السابق، ويبدو أنّ هذا نوع من الضغوط الأمريكية من أجل إجبار الحركة على التنازل في مفاوضات وقف النار المتعثرة في غزة".

بعيداً عن التوجهات الأمريكية والقطرية، فقد أثارت تلك التقارير الكثير من التكهنات حول الأماكن المتاحة لحركة حماس، إذا ما تمّ بالفعل طرد قادتها من الدوحة، لكنّ لدى الحركة الفلسطينية خططاً بديلة في حال وصل الأمر إلى طردها، وتفيد معلومات نقلتها (إندبندنت عربية) أنّ الحركة تستعد لسيناريو يعفي قطر من الإحراج، ويوضح القيادي فيها محمود مرداوي أنّ الحركة قررت أنّه ينبغي ألّا تصل المرحلة إلى أن تطلب الدوحة فيها مغادرة أيّ من القادة وإيقاف الإقامات القانونية وإغلاق المقار.

هذا، وأبلغ القيادي بالحركة خالد مشعل قيادات دولية وعربية بأنّ حماس تشكر دولة قطر على كل ما قدمته للشعب الفلسطيني، وتتفهم الاعتبارات والمصالح القطرية، ولا تمانع الحركة في مغادرة الدوحة إلى وجهة أخرى في حال تقرر ذلك.

القيادي في حركة حماس: خالد مشعل

ووفق موقع (الرأي اليوم)، فإنّه من المرجح والواضح حتى الآن أنّ قيادة حماس السياسية "لا تمانع" إطلاقاً في الاستعداد لأيّ سيناريو وشيك "يُعفي" قطر من الإحراج الناتج عن أيّ طلب أمريكي بمغادرة قادة الحركة إلى خارج قطر، بمعنى إنهاء المفاوضات الحالية ووقف الرعاية القطرية.

مسؤول بارز في الحركة قال للموقع ذاته: ثمة قرار وتوافق مع الإخوة القطريين بألّا نصل إلى هذه المرحلة من حيث المبدأ؛ الأمر الذي يتطلب أن يتدخّل الأمريكيون أو عدة دول عربية بقوة ضغط لكي تستعد حركة حماس للمغادرة من تلقاء نفسها وتجنّب إحراج القطريين.

أبو مرزوق وقيادات أخرى من (حماس) قاموا أخيراً بجولات كبيرة لتأمين مكان جديد؛ شملت موسكو، وموريتانيا، وطهران، والجزائر. 

وفي السياق ذاته، أجاب عضو المكتب السياسي لـ (حماس) موسى أبو مرزوق إجابة الحائر التائه عندما سُئل عن وجهة حماس الجديدة، وحينها قال: "حسناً، بلاد الله واسعة"، ولكنّ هذا لا يعني أنّ حماس لا تملك تصوراً لهذا اليوم، إذ أعدت الحركة خطة (ب) وتستعد لتنفيذها.

وبحسب معلومات (إندبندنت عربية)، فإنّ القيادي (أبو مرزوق) وقيادات أخرى من حماس، بينهم (أسامة حمدان وسامي أبو زهري)، قاموا أخيراً بجولات كبيرة لتأمين مكان جديد لفتح مقر إقامة لقادة الحركة ومكتب سياسي آخر لها.

وزار أبو مرزوق العاصمة الروسية موسكو، وهو يتمتع بعلاقات طيبة مع الروس، وهناك فتح معهم حوارات في شأن استضافة مكتب حماس. كذلك زار أسامة حمدان موريتانيا وناقش معهم بإسهاب إمكانية استضافة الحركة وتوفير مقر لها ولقياداتها، وكذلك زار وفد آخر إيران وناقشوا إمكانية نقل مقرهم إلى طهران، ووصل وفد سرّي إلى العراق وطرحوا إمكانية استقبال بعض القادة من الجناح السياسي.

عضو المكتب السياسي لـ (حماس): موسى أبو مرزوق

وتوجه سامي أبو زهري إلى الجزائر، وهناك حصل على بعض الميزات وسمح له بالعمل، وناقش مع القيادة هناك إمكانية نقل مكتب الحركة إلى العاصمة، وأجرى مشعل اتصالات مع تركيا وعرض عليهم الأمر، ثم أرسل وفدين الأول إلى لبنان والآخر إلى سلطنة عُمان لمناقشة الموضوع نفسه.

وفي الإطار ذاته، قال المراقب السياسي معمر عرابي في تصريح لـ (إندبندنت): إنّ "من الصعب إقامة قيادة حماس في إيران ولبنان والعراق، هذه المناطق يمكن أن يعمل فيها الجيش الإسرائيلي بسهولة".

ويستبعد عرابي أن تستضيف روسيا مكتب حماس، ولا يعتقد أنّ الجزائر أو موريتانيا تقبلان بذلك، ولكنّه يرجح أن توافق تركيا، وفي الوقت نفسه يشكك في ذلك، ويضيف: "الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب لن يسمح لـ (حماس) بمواصلة عملها بحرية في أيّ مكان".

لكنّ وكالة الأنباء الألمانية أكدت في تقرير لها أنّ إيران والعراق من الساحات التي يُعتقد أنّها مؤهلة لاستقبال بعض قادة حماس، إذا رغبوا، وأمّا الجناح السياسي بقيادة مشعل وموسى أبو مرزوق، فلديه خيارات أخرى.

في النهاية؛ من غير الواضح أيّ المناطق سوف تستضيف قادة حماس ومكتبها، لكن من المؤكد أنّ هناك تفاهمات مع قطر حول مغادرة الدوحة، وأنّ خططاً بديلة لدى الحركة الفلسطينية للخروج بدون أيّ إحراج لدولة قطر التي وفرت لهم لأعوام عديدة كل ما يحتاجونه سياسيّاً وماليّاً.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية