حلمي بكر رحلة إبداع ونهاية مؤلمة

حلمي بكر رحلة إبداع ونهاية مؤلمة

حلمي بكر رحلة إبداع ونهاية مؤلمة


04/03/2024

توارثنا أن "إكرام الميت دفنه" أي أنه من الضرورة بمكان الإسراع في تجهيز الجنازة وتعجيل دفن الميت،  لكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للموسيقار الكبير حلمي بكر الذي رحل عن دنيانا منذ أيام.

رغم رحيل بكر مساء الخميس الماضي إلا أن جثمانه لم يوارى الثرى إلا بعد أربعة أيام كاملة على وفاته، بسبب خلافات بين نجله هشام بكر وأرملته سماح القرشي، وصلت إلى تحرير محاضر بقسم الشرطة واتهامات لأرملته بسرقة جثمان الراحل وتعنت نجله في قرار دفنه وتراشق بالألفاظ بين الطرفين أثناء نقل جثمان  الفنان الراحل إلى ثلاجة حفظ الموتى.

بدأت القصة قبل رحيل حلمي بكر بعدة أيام، حينما خرج هشام بكر نجل الفنان الراحل عن صمته وتحدث عن اختطاف والده من منزله بالمهندسين من قبل زوجته سماح القرشي ونقله إلى منزلها بمحافظة الشرقية، الأمر الذي نفته الأخيرة جملة وتفصيلاً.

بعدها خرج الفنان حلمي بكر للرد على اتهامات اختطافه بمنتهى الثبات وبكامل وعيه، مؤكداً أنه يرغب بالبقاء في الشرقية، ولم تكد تمر ساعات إلا وأعلنت زوجته رحيله.

منذ الإعلان عن خبر الوفاة، ونشب خلاف بين أرملة حلمي بكر وأشقائه حول مكان الدفن وتبادلوا الاتهامات بالتعدي على بعضهم البعض بالضرب والسبّ والقذف، إذ اتهم مرتضى منصور، المحامي الموكل من ابن الموسيقار الراحل، أرملة الأخير باستئجار عناصر خارجة عن القانون للتعدي على أفراد أسرته بغرض سرعة دفنه قبل وصول نجله من الولايات المتحدة الأمريكية.

"مراته قالت وإبنه قال، وفلانة قالت وفلان دا قال، وهوه اللي ياما قال وقال وقال، بطل يقول، وبطل يسمع للي قالت واللي قال.." بهذه الكلمات نعى الفنان صلاح عبدالله الموسيقار الراحل مطالباً عائلته بتعجيل دفنه بعد أن أصبح اسم حلمي بكر حديث الشارع المصري، هذه المرة ليس بخصوص عملا فنياً جديداً وانما بخلافات ومشاحنات وفضح أسرار وتحرير محاضر.

وسط اتهامات لزوجته سماح القرشي بقتله، بعدما أثبتت التحاليل أنه مات مسموماً، وفقاً لمصادر عائلية ومقربة من الراحل.

مرتضى منصور محامي أشقاء حلمي بكر أكد في بيانه أن زوجة بكر رفضت إيداعه في أحد مستشفيات القاهرة وكان علاجه على نفقة الدولة ونقابة المهن الموسيقية. وتم خطفه رغم حالته الصحية وإيداعه بإحدى قرى مركز كفر صقر بلا رعاية أو عناية في الوقت التي تركته زوجته في منزل والدتها في الشرقية، وإقامتها هي ونجلتها في منزله المملوك له في الجيزة”.

وأضاف منصور: “تم نقل المرحوم حلمي بكر إلى المستشفى بالشرقية وقد أبلغ الدكتور المعالج بأنه وصل المستشفى وهو يعاني من حالة تسمم. لذلك بصفتي وكيلًا عن نجله الوحيد هشام سأتقدم ببلاغ ضد زوجته أتهمها فيه بقتله”.

ووجه منصور تحذيراً لسماح القرشي قائلاً: “وأنصح هذه السيدة بعدم حضور جنازته أو عزائه لأن عائلته ومحبيه وأصدقاءه في حالة غليان”.

والآن ابتعد حلمي بكر عن الصراعات أخيراً، حيث يرقد في سلام  بمقابر الوفاء الأمل بمدينة نصر، بعد أن ترك الدنيا بما فيها، لكن اسمه وسيرته الطيبة وأعماله الفنية لاتزال باقية.

قدم حلمي بكر ما يزيد على 1800 لحن على مدار مسيرته، وقدم عدداً من نجوم ونجمات الغناء للساحة الفنية.

استطاع حلمي بكر أن يحفر اسمه بحروف من ذهب بجوار كبار عمالقة الزمن الجميل أمثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي، محمد سلطان، بليغ حمدي، كمال الطويل، ومحمد الموجي حتى أصبح من الملحنين الكبار في مصر  ونافس في تقديم الأغاني الناجحة والباقية في الشارع العربي والمكتبة الفنية. 

حلمي بكر كان حائط الدفاع الأول عن الفن الحقيقي وفي نفس الوقت السوط القاسي على كل من لوث الفن المصري والعربي، لذلك أغضب دخلاء الغناء ونجوم الغفلة، ووصف المهرجانات بالبيئي.

صراحته وجرأته أبعدت عنه الكثير من الأصوات خوفاً من نقده وأستاذته، ولكنه لم يكترث، واستمر بمواقفه النقدية بتغذية الصحف والمجلات والبرامج الفنية،

تعاون حلمي بكر  مع العديد من النجوم والنجمات منهم ليلى مراد وصباح ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة، ومن ثم الجيل الذي تلاهم علي الحجار ووليد توفيق وعليا التونسية وسميرة سعيد وأصالة.

 كما قدم نحو 48 مسرحية غنائية منها: "سيدتي الجميلة" و"موسيقى في الحي الشرقي".

وقدّم حلمي بكر موسيقى تصويرية إلى ما يقارب 210 فيلماً، إضافة الى تلحين فوازير نيللي كريم وفوازير شريهان.

هو صاحب أوبريت "الحلم العربي" تأليف الشاعر المصري مدحت العدل وألحان حلمي بكر بمشاركة صلاح الشرنوبي. 

اشتهر إضافة كملحن كبير ومنتقد لا يرحم اشتهر بتعدد الزيجات، وهو كان مزاجياً في ذلك! وأطلق عليه لقب شهريار الفن وكانت سهير رمزي أولى زوجاته، كانت حبه الأول، وخطبها وهي بنت الـ16 عامًا، وتزوجها في الـ21، وانفصلا بعد 3 سنوات فقط.

بعد انفصاله عن سهير رمزي، تزوج حلمي بكر شاهيناز، شقيقة الفنانة المصرية الراحلة شويكار، ورزق منها بابنه الوحيد "هشام".

 كانت الفنانة عليا التونسية إحدى زيجات الموسيقار حلمي بكر، لكنها لم تدم طويلًا، وتزوج الموسيقار المصري بعدها مرات عدة من خارج الوسط الفني، حتى عاد إليه بالزواج من ابنة خالة المطربة أصالة، تدعى راندا، لكنه انفصل عنها بعد خلاف نشب بينه وبين المطربة السورية.

سماح القرشي كانت الزوجة الأخيرة لـ حلمي بكر، تصغره بـ30 عامًا، ودامت زيجتهما 10 أشهر فقط، وأنجب منها ابنته الثانية ريهام عام 2016، وانفصلا لعدة سنوات ثم ردّها عام 2023.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية