حكومة سودانية جديدة... هل تقلب الطاولة على البرهان والإخوان؟

حكومة سودانية جديدة... هل تقلب الطاولة على البرهان والإخوان؟

حكومة سودانية جديدة... هل تقلب الطاولة على البرهان والإخوان؟


24/02/2025

وقّعت قوات الدعم السريع وتحالف من القوى السياسية والمسلحة السودانية "ميثاقاً تأسيسياً" في العاصمة الكينية نيروبي، يمهد لتشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات.

ويتضمن الاتفاق رؤية لإنشاء "دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية"، وينص على تأسيس "جيش وطني جديد وموحد ومهني يعكس التنوع السوداني"، وفق (فرانس برس).

واعتبر محللون أنّ التوقيع على الميثاق التأسيسي للحكومة السودانية سيحدث هزة سياسية عميقة في الحركة السياسية السودانية، وسيقلب الطاولة على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وعلى النظام السابق، والحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين).

وقال المحلل السياسي مصطفى سري: إنّ الحكومة المُزمع إعلانها من داخل السودان عقب التوقيع على وثائقها التأسيسية في نيروبي ستحدث هزة سياسية عميقة في الحركة السياسية السودانية.

وأضاف في تصريح لـ (إرم نيوز) أنّ "هذا التوجه غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث، حيث لم تقم أيّ معارضة سياسية أو مسلحة بهذه الخطوة منذ حركة (الأنانيا) في جنوب السودان منتصف الخمسينيات".

وأوضح أنّ ما يميز تحالف "تأسيس" هو ضمّه مجموعات سياسية وعسكرية غالب حواضنها من غرب السودان، مع وجود معتبر لقوى سياسية من الشمال والوسط وشرق البلاد، متوقعاً حدوث حالة استقطاب سياسي كبير، حسب وصفه.

وبيّن (سري) أنّ "هنالك من يفسر تكوين تحالف "تأسيس" بأنّه جاء كردّ فعل على الخطوات التي تتخذها حكومة بورتسودان‎ منذ اندلاع الحرب في نيسان (أبريل) 2023 من محاكمة واعتقال المواطنين على أساس اللون والعرق وإعدام بعضهم أو طردهم أو منعهم من دخول مدن وولايات الوسط والشمال النيلي، بما يشبه الفصل العنصري الذي حدث في جنوب أفريقيا، أو مثل تعامل دولة إسرائيل مع الفلسطينيين بإقامة الحواجز ومنح تصريحات المرور".

الحكومة ستعمل على حماية المدنيين في مناطق الصراع من القصف الجوي، وإعادة ما دمرته الحرب خصوصاً مؤسسات الدولة.

ولفت إلى أنّ حكومة البرهان في بورتسودان مارست التمييز في منح الجواز وتجديده، وتبديل العملة، ومنعت إقامة امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق قوات الدعم السريع، مؤكداً أنّ تلك شواهد تشبه ما حدث في السودان خلال فترة الاستعمار، وما عُرف بـ "المناطق المُقفلة".

ورجح (سري) أن يتعامل المجتمع الإقليمي والدولي مع الطرفين، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وقد يسهل الضغط على أطراف الحرب بالوصول إلى اتفاق وقف العدائيات برقابة دولية وإقليمية.

من جهته أكد الصحفي والمحلل السياسي حافظ كبير أنّ تحالف "تأسيس" يسعى لاستيعاب تطلعات الشارع السوداني، مبيناً أنّه يتشكل من مجموعات سياسية واسعة، كانت قد شاركت في الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، كما شاركت في السلطة الانتقالية.

وقال لـ (إرم نيوز): إنّ هذه المكونات المعترف بشرعيتها ستشكل مع بعضها بعضاً حكومة مؤقتة لحفظ الوحدة وتحقيق السلام في كل السودان وليس في مناطق محددة، موضحاً أنّ الحكومة المرتقبة تسعى للتعبير كذلك عن الشعب السوداني وتطلعاته في السلام والوحدة والحرية والعدالة.

وذكر أنّ الحكومة ستعمل على حماية المدنيين في مناطق الصراع من القصف الجوي وإعادة ما دمرته الحرب خصوصاً مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أنّ التحدي الاقتصادي الذي سيواجه الحكومة يمكنها التغلب عليه إذا نجحت في عقد شراكات مع مؤسسات خارجية لتشغيل القطاعات الخدمية الصحية والتعليمية وغيرها.

وأكد الصحفي حافظ كبير أنّ الحكومة المرتقبة تحظى بتأييد شعبي واسع، ظهر خلال المسيرات الجماهيرية التي خرجت في مدن دارفور مؤيدة تحالف "تأسيس"، مشيراً إلى أنّ ذلك من شأنه أن يقود إلى الاعتراف الإقليمي والدولي بالحكومة.

بدوره توقع المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن تنجح الدولة الجديدة في إدارة ما فشلت فيه الحكومات السابقة، وخاصة إدارة التنوع، مبيناً أنّ ذلك سيكون من عوامل قلب الطاولة على البرهان المتحالف مع الإخوان.

وأوضح لـ (إرم نيوز) أنّ تحالف "تأسيس" يضم أكبر المكونات الاجتماعية والسياسية في السودان، الأمر الذي يجعله مؤهلاً لسحب البساط من البرهان والمجموعة المحتكرة لسيادة السودان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية